حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الترهيب من المسألة

عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الْمَسْأَلَةُ كُدُوحٌ فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ بَدَنَ فَلْيَسْتَبْقِ عَلَى وَجْهِهِ وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ، وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٥٦٨٠) عن أبي النّضر، حدّثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال (فذكره).

عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الْمَسْأَلَةُ كُدُوحٌ فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ بَدَنَ فَلْيَسْتَبْقِ عَلَى وَجْهِهِ وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ، وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن المسألة والحث على الكرم والعفة، وسأشرحه لكم شرحاً وافياً إن شاء الله تعالى.

الحديث بلفظه:


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الْمَسْأَلَةُ كُدُوحٌ فِي وَجْهِ صَاحِبِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ بَدَنَ فَلْيَسْتَبْقِ عَلَى وَجْهِهِ وَأَهْوَنُ الْمَسْأَلَةِ مَسْأَلَةُ ذِي الرَّحِمِ تَسْأَلُهُ فِي حَاجَةٍ، وَخَيْرُ الْمَسْأَلَةِ الْمَسْأَلَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ».


1. شرح المفردات:


● المسألة: طلب العطية والصدقة من الناس.
● كدوح: جمع "كدحة"، وهي الخدوش والجراح التي تُشوّه الوجه. وفي بعض الروايات "خُدوش".
● فمن بدَن: أي من احتاج وعجز عن الكسب، فاضطر إلى السؤال.
● فليستبق على وجهه: أي فليطلب أن يبقى وجهه سليماً من هذه الكدوح، وذلك بأن يتعفف عن السؤال ما استطاع.
● ذي الرحم: القريب الذي بينك وبينه صلة قرابة.
● عن ظهر غنى: أي من موضع غنى وقدرة، أي أن يعطي وهو غني غير محتاج.
● ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: ابدأ في العطاء والنفقة بمن تجب عليك نفقتهم كالزوجة والأولاد والوالدين.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يصور النبي صلى الله عليه وسلم سوء عاقبة التسول وطلب المال من الناس بدون حاجة حقيقية، حيث أن ذلك سيترك أثراً مشيناً وعاراً على صاحبه يوم القيامة، يتمثل في خدوش وندوب في وجهه.
ثم يرشد النبي صلى الله عليه وسلم من نزلت به حاجة وفاقة أن يحافظ على ماء وجهه وكرامته ما استطاع، ويتعفف عن السؤال.
ثم يذكر أن أخف أنواع السؤال وأقلها إثماً هو سؤال القريب لقريبه في حاجة معينة، لأن صلة الرحم تدفع إلى الإجابة وتخفف من حدة الذل المصاحب للسؤال.
ثم يبين أن أفضل أنواع العطاء هو أن يعطي الإنسان من غير أن يُسأل، بل يعطي عن سعة وغنى ونفسٍ كريمة.
ويختم صلى الله عليه وسلم بتوجيه عظيم وهو أن أولى الناس بالعطاء والنفقة هم من يعولهم الإنسان، فيبدأ بهم قبل التصدق على الآخرين.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- ذم مسألة الناس والتطلع إلى ما في أيديهم: فالمسألة ذل في الدنيا وعار في الآخرة، وهي من صفات النقص التي ينبغي للمسلم أن يتجنبها.
2- الحث على العفة والكرم: يحث الحديث على خلقين عظيمين: العفة عن المسألة، والكرم في العطاء دون سؤال.
3- صلة الرحم لها فضل عظيم: حتى في باب المسألة، فإن سؤال القريب أخف وطأة وأقل إثماً من سؤال الأجنبي، لما فيه من تقوية للروابط الأسرية.
4- تفضيل الصدقة التطوعية: "خير المسألة المسألة عن ظهر غنى" أي أن يعطي الإنسان وهو غني غير محتاج، وهذه من أعلى درجات الكرم والجود.
5- ترتيب أولويات النفقة: فالمسلم مأمور بأن يبدأ في نفقته وعطائه بمن تجب عليه نفقتهم شرعاً (الزوجة، الأولاد، الوالدان...)، ثم يتصدق بعد ذلك على الآخرين. فلا يصح أن يتصدق على الغرباء ويضيع من يعول.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والترمذي في سننه، وقال: حديث حسن صحيح.
- يستثنى من النهي عن المسألة حالات الضرورة القصوى والحاجة الملحة، كأن يخاف على نفسه أو عياله الهلاك جوعاً، فيسأل حتى يقيم أوده.
- الحديث يربي في المسلم الاعتماد على النفس وطلب الرزق من طرقه الحلال، ويبعده عن الاتكالية والتواكل.
- من أعظم ما يعين على ترك المسألة: تقوى الله واليقين بأن الرزق بيد الله تعالى، وأنه ما من عبد يعف عن سؤال الناس إلا أعطاه الله من فضله من حيث لا يحتسب.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العفة والكرم، وأن يعيننا على طلب الرزق الحلال، وأن يغنينا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٥٦٨٠) عن أبي النّضر، حدّثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال (فذكره). وإسناده صحيح.
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ٩٦): «رجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن العاص الأمويّ، وأبوه سعيد بن عمرو ابن سعيد بن أبي العاص الأمويّ، ثم الدّمشقيّ، كلاهما من رجال الصحيح.
وقوله: «كدوح» سيأتي معناه.
وقوله: «خير المسألة» هكذا في المسند، ومجمع الزوائد، وهكذا أيضًا في شعب الإيمان للبيهقي (٣٥١٠) رواه من طريق أبي النّضر، والمشهور «خير الصّدقةِ عن ظهر غنى» كما تقدّم، وعلى تقدير صحة هذا اللفظ فمعناه أن الإنسان إذا احتاج إلى المسألة فليسأل الغني اللائق الذي يتصدق عن ظهر غني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

  • 📜 حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب