حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صحّة صوم من أدركه الصّبحُ وهو جنب

عن عائشة، أنّ رسول الله ﷺ كان يُصبح جنبًا عن طروقة، ثم يصوم.

صحيح: رواه النسائي في «الكبرى» (٣٠٠٢)، وابن حبان (٣٤٣٤) كلاهما من حديث قتيبة ابن سعد، قال: حدّثنا بكر بن مضر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، أنّ رسول الله ﷺ كان يُصبح جنبًا عن طروقة، ثم يصوم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
الحديث:
عن عائشة رضي الله عنها: "أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يُصْبِحُ جُنُبًا عن طَرُوقَةٍ، ثمَّ يَصُومُ".
(متفق عليه: رواه البخاري ومسلم)


1. شرح المفردات:


● يُصْبِحُ جُنُبًا: أي يدخل عليه وقت الصباح (فجر يوم الصوم) وهو على حالة الجنابة.
● عَنْ طَرُوقَةٍ: "الطروقة" من الطروق، وهو المجيء ليلاً. والمقصود هنا: أن الجنابة كانت نتيجة جماعٍ حصل في الليل، وليس من احتلام.
● ثُمَّ يَصُومُ: أي يستمر في صيام ذلك اليوم ولا يُفطره.


2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث عن هدي النبي ﷺ في مسألة مهمة تتعلق بالصوم، وهي: حكم من أصبح جنبًا في نهار رمضان أو في أي صوم نفل.
كان من عادة النبي ﷺ أن يجامع أهله في الليل، وقد يحصل ذلك في آخر الليل قرب الفجر. فإذا أذن المؤذن لصلاة الفجر، وهو لا يزال على حالة الجنابة من جماع الليل، فإنه كان لا يبالي بذلك، ولا يرى فيه ما يفسد صومه. بل كان يغتسل بعد طلوع الفجر ويستمر في صيامه ذلك اليوم كاملاً.
وهذا دليل واضح على أن الجنابة لا تُفطر الصائم، سواء كانت من جماع أو احتلام، ما دام أنه لم يحصل الجماع نفسه في نهار الصوم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- إباحة الجماع في ليالي الصوم: يجوز للصائم أن يجامع أهله في ليل الصوم (من غروب الشمس إلى طلوع الفجر)، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على العباد.
2- الجنابة لا تُفطر: إذا أصبح الصائم جنبًا من جماع الليل أو من احتلام، فإن صومه صحيح ولا شيء عليه، وعليه فقط أن يغتسل للصلاة. وهذا من أهم فوائد الحديث، حيث يزيل الحرج عن الناس في هذه المسألة.
3- التيسير ورفع الحرج: في هذا الحديث تيسير عظيم من الشريعة الإسلامية، حيث لم توجب على المسلم أن يتحرج من الجماع في الليل خوفًا من أن يدركه الفجر وهو جنب، بل أباحت له ذلك وأكدت أن صومه صحيح.
4- الفصل بين أحكام الصيام وأحكام الطهارة: الصوم عبادة مستقلة عن طهارة البدن من الجنابة. فالمفطرات هي الأمور المحددة التي جاءت في النصوص (كالأكل والشرب والجماع في النهار... إلخ)، والجنابة ليست منها.
5- وجوب المبادرة إلى الاغتسال: على الرغم من أن الجنابة لا تؤثر على صحة الصوم، إلا أن عليها يجب الاغتسال لأداء الصلوات، فينبغي المبادرة إلى الاغتسال بعد الفجر لأداء صلاة الصبح في وقتها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحكم (صحة صوم الجنب) هو إجماع بين أهل العلم.
- لو احتلم الصائم في نهار رمضان، فحكمه نفس الحكم: صومه صحيح وعليه الاغتسال فقط.
- الذي يفطر هو من يجامع في نهار رمضان متعمدًا، فهذا عليه القضاء والكفارة المغلظة (عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين، أو إطعام ستين مسكينًا).
- يستحب للصائم أن يغتسل من الجنابة قبل الفجر تيسيرًا على نفسه وتخفيفًا عليه، ولكن إن لم يفعل وصادف أن طلع الفجر وهو جنب، فلا حرج عليه كما في فعل النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي في «الكبرى» (٣٠٠٢)، وابن حبان (٣٤٣٤) كلاهما من حديث قتيبة ابن سعد، قال: حدّثنا بكر بن مضر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، فذكرته. وإسناده صحيح.
وقولها: «عن طروقة» أي عن جماع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 287 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

  • 📜 حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يُصبح جنبًا ثم يصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب