حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي

عن بكر (هو ابن عبد الله المزنيّ) أَنَّهُ ذَكَرَ لابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ ﷺ بِالْحَجِّ وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً». وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ هَدْىٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ». قالَ: أَهْلَلْتُ بما أهَلَّ بهِ النَّبِيُّ ﷺ. قَال: «فَأَمْسِكْ فَإِنَّ معَنا هَدْيًا».

صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٥٣، ٤٣٥٤) عن مسدّد حدّثنا بشر بن المفضّل، عن حميد الطّويل، حدّثنا بكر، فذكره.

عن بكر (هو ابن عبد الله المزنيّ) أَنَّهُ ذَكَرَ لابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ ﷺ بِالْحَجِّ وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً». وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ هَدْىٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ». قالَ: أَهْلَلْتُ بما أهَلَّ بهِ النَّبِيُّ ﷺ. قَال: «فَأَمْسِكْ فَإِنَّ معَنا هَدْيًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يروي جانبًا من مناسك حجة الوداع، ويبين حكمًا مهمًا من أحكام الإحرام والقران بين الحج والعمرة. وسأقوم بشرحه وفق النقاط المطلوبة، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

النص الأصلي للحديث:
عن بكر (هو ابن عبد الله المزنيّ) أَنَّهُ ذَكَرَ لابْنِ عُمَرَ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، فَقَالَ: أَهَلَّ النَّبِيُّ ﷺ بِالْحَجِّ وَأَهْلَلْنَا بِهِ مَعَهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ: «مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً». وَكَانَ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ هَدْىٌ، فَقَدِمَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ مِنَ الْيَمَنِ حَاجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «بِمَ أَهْلَلْتَ؟ فَإِنَّ مَعَنَا أَهْلَكَ». قالَ: أَهْلَلْتُ بما أهَلَّ بهِ النَّبِيُّ ﷺ. قَال: «فَأَمْسِكْ فَإِنَّ معَنا هَدْيًا».


1. شرح المفردات:


● أَهَلَّ: نوى الدخول في النسك (الحج أو العمرة) ورفع صوته بالتلبية.
● بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ: أي جمع بين نية العمرة والحج في إحرام واحد، وهو ما يسمى "القِران".
● هَدْىٌ: ما يُهدى إلى الحرم من الأنعام (الإبل، البقر، الغنم) ليُذبح تقربًا إلى الله.
● فَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً: أي فليحل من إحرامه بعد أداء مناسك العمرة، ويصير حلالًا، ثم يحرم مرة أخرى للحج في وقت لاحق.
● أَمْسِكْ: أي استمر على إحرامك ولا تحل منه، لأن معك هديًا.


2. شرح الحديث:


يروي هذا الحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم قارنًا، أي جمع بين الحج والعمرة في نسك واحد، وأهل الصحابة معه بنفس النية. فلما وصلوا مكة، أمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي (أي لم يسق الهدي) أن يحل من إحرامه بعد أن يؤدي العمرة، ويصير حلالًا، ثم يحرم مرة أخرى للحج في يوم التروية (ثامن ذي الحجة). وهذا التحويل من القِران إلى التمتع يسمى "التمتع بالعمرة إلى الحج".
أما هو صلى الله عليه وسلم فكان معه الهدي، فلم يحل من إحرامه وبقي على إحرامه حتى يوم النحر.
ثم قدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه من اليمن، وكان محرمًا بالحج مفردًا (أي نوى الحج فقط)، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "بم أهللت؟" يسأله عن نيته في الإحرام، ثم أخبره أن معه أهله (أي زوجته فاطمة رضي الله عنها) وكانت مع النبي صلى الله عليه وسلم. فأجابه علي أنه أحرم بما أحرم به النبي، أي بالحج والعمرة معًا (قارنًا). فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقى على إحرامه ولا يحل لأنه كان معه هدي من اليمن.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز القِران في الحج: وهو أن يحرم المسلم بالعمرة والحج معًا في نسك واحد. وهذا أحد أنواع النسك الثلاثة (الإفراد، والتمتع، والقران).
2- فضل التمتع: بيان رحمة الإسلام ويسره، حيث أمر النبي من لم يسق الهدي بالتحلل والتمتع بالعمرة إلى الحج، لتخفيف المشقة عليهم.
3- اشتراط الهدي للقارن والمتمتع: من أحرم قارنًا أو متمتعًا (أي جمع بين العمرة والحج في سفر واحد) وجب عليه الهدي، فإن لم يجد وجب عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
4- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم: حيث وجه كل شخص حسب حاله؛ فأمر من لم يكن معه هدي بالتحول إلى التمتع، وأمر من معه هدي بالاستمرار في الإحرام.
5- مشورة العالم: بيان أهمية سؤال أهل العلم والعمل بمشورتهم في أمور الدين، كما فعل علي رضي الله حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن نيته وأخبره بما يعمل.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قارنًا في حجة الوداع، وهو قول جمهور العلماء.
- الفرق بين القارن والمتمتع: القارن يجمع بين نية الحج والعمرة من ميقاته، والمتمتع يحرم بالعمرة أولًا في أشهر الحج، ثم بعد إكمالها يحرم بالحج في نفس العام.
- الحكمة من وجوب الهدي على القارن والمتمتع: هي الجمع بين النسكين في سفر واحد، فكأنه قضى نسكين بتلبية واحدة وسفر واحد، فشرع الله عليه الهدي شكرًا لهذه الن
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٥٣، ٤٣٥٤) عن مسدّد حدّثنا بشر بن المفضّل، عن حميد الطّويل، حدّثنا بكر، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 202 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

  • 📜 حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب