حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي

عن ابن عباس، قال: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الأَثَر، وَانْسَلَخَ صَفَرْ حَلَّتْ الْعُمْرَةُ لِمَنْ اعْتَمَر. فقَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَال: «حِلٌّ كُلُّهُ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٤)، ومسلم في الحج (١٢٤٠) كلاهما من حديث وُهيب، حدّثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، قال: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ وَعَفَا الأَثَر، وَانْسَلَخَ صَفَرْ حَلَّتْ الْعُمْرَةُ لِمَنْ اعْتَمَر. فقَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَال: «حِلٌّ كُلُّهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأرحب بك وأسعد بطلبك شرح هذا الحديث النافع، الذي يوضح جانبًا من جوانب تحريم البدع والجهالات التي كانت في الجاهلية، وتصحيح الإسلام لها.

الحديث بلفظ أوضح:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "كان أهل الجاهلية يرون أن العمرة في أشهر الحج (شوال وذو القعدة وذو الحجة) من أفجر الفجور في الأرض. وكانوا يحرمون شهر المحرم ويسمونه صفرًا (أي يؤخرون تحريمه)، ويقولون: إذا برأ الدبر (شفيت ظهور الإبل من آثار الرحل) وعفا الأثر (محت آثار السفر) وانسَلخ صفر (انتهى شهر صفر) حلت العمرة لمن اعتمر. فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فاستعظموا ذلك وقالوا: يا رسول الله! أي الحل؟ (أي أي نوع من الإحلال من الإحرام؟) قال: «حل كله»."


الشرح التفصيلي:



# 1. شرح المفردات:


● يَرَوْنَ: يعتقدون.
● الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ: أداء مناسك العمرة خلال الأشهر المخصصة للحج وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذو الحجة.
● مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ: من أكبر الكبائر والذنوب.
● وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا: يؤخرون تحريم شهر المحرم إلى صفر، فيحرمون صفر بدلاً من المحرم، وهذا من "النسيء" الذي كانوا يفعله.
● بَرَأَ الدَّبَرْ: شفيت ظهور الإبل من آثار الرحل والسفر.
● عَفَا الأَثَر: محت واختفت آثار السفر.
● انْسَلَخَ صَفَرْ: انتهى شهر صفر.
● مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ: ملبين بالحج، أي محرمين له.
● فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ: استكبروا واستعظموا هذا الأمر.
● أَيُّ الْحِلِّ: أي نوع من الإحلال؟ (أي هل يحلون حلاً كاملاً أم جزئياً؟).
● حِلٌّ كُلُّهُ: إحلال كامل من جميع محظورات الإحرام.

# 2. شرح الحديث:


كانت العرب في الجاهلية على ضلال كبير في فهم الدين وتحريف شرائع الله، ومن ذلك:
● تحريم العمرة في أشهر الحج: كانوا يعتقدون أن أداء العمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) من أكبر الذنوب، وهذا جهل وضلال؛ لأن العمرة مشروعة في كل وقت.
● النسيء في الأشهر الحرم: كانوا يحرمون شهر صفر بدلاً من المحرم، ويؤخرون التحريم، وهذا تحريف للزمان الذي حرمه الله، قال تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [التوبة: 37].
● تأخير العمرة إلى بعد شهر صفر: اشترطوا لصحة العمرة انتهاء السفر وشفاء الإبل من آثار الرحل، وهذا من ابتداعهم في الدين.
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم صحح هذه المعتقدات الفاسدة، وأمر أصحابه في حجة الوداع أن يحولوا إحرامهم من حج إلى عمرة، مما يعني جواز العمرة في أشهر الحج، فتعجب الصحابة لأن هذا الأمر خالف ما ألفوه في الجاهلية، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن نوع الإحلال، فأجابهم بأنه إحلال كامل من جميع محظورات الإحرام.

# 3. الدروس المستفادة:


● إبطال البدع والجهالات: الإسلام يمحو ما قبله من الضلالات والخرافات.
● جواز العمرة في أشهر الحج: وهذا من رحمة الله تعالى بتيسير العبادة على المسلمين.
● طاعة النبي صلى الله عليه وسلم: الصحابة رضي الله عنهم مع تعجبهم من الأمر إلا أنهم امتثلوا فوراً.
● النسيء محرم: وهو من كبائر الذنوب لأنه تحريف لشرع الله.
● التيسير في الدين: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل لعلمه بمشقة السفر عليهم.

# 4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- القصة وقعت في حجة الوداع سنة 10 هـ.
- الحديث يدل على أن العمرة جائزة في أي وقت من السنة، including أشهر الحج.
- كان تحويل الحج إلى عمرة خاصاً بهذه الواقعة، ولا يشرع في غيرها إلا لمتمتع بالعمرة إلى الحج.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين وأن يبصرنا بشرعه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الحج (١٥٦٤)، ومسلم في الحج (١٢٤٠) كلاهما من حديث وُهيب، حدّثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 204 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

  • 📜 حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب