حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أمر النبيّ ﷺ بمكة بفسخ الحجّ لمن لم يكن معه الهدي

عن ابن عباس، أنه كَانَ يقول: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ. قُلْتُ (أي ابن جريج) لِعَطَاءٍ مِنْ أَيْنَ يَقُولُ ذَلِكَ؟ قَال: مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣) قَال: قُلْتُ فَإِنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يَقُولُ: هُوَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ وَقَبْلَهُ. وَكَانَ يَأْخُذُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٩٦)، ومسلم في الحج (١٢٤٥) كلاهما من حديث ابن جريج، قال: حدثني عطاء، قال: كان ابن عباس يقول (فذكره).

عن ابن عباس، أنه كَانَ يقول: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ. قُلْتُ (أي ابن جريج) لِعَطَاءٍ مِنْ أَيْنَ يَقُولُ ذَلِكَ؟ قَال: مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣)﴾ قَال: قُلْتُ فَإِنَّ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ؟ فَقَالَ: كَانَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يَقُولُ: هُوَ بَعْدَ الْمُعَرَّفِ وَقَبْلَهُ. وَكَانَ يَأْخُذُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ ﷺ حِينَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَحِلُّوا فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
شرح الحديث:
هذا الأثر المروي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يناقش مسألة فقهية مهمة تتعلق بالطواف بالبيت وحكم الإحلال منه.
1. شرح المفردات:
● يَطُوفُ بالْبَيْتِ: يؤدي سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة.
● حَاجٌّ: الشخص الذي أدى مناسك الحج.
● غَيْرُ حَاجٍّ: المعتمر أو من يطوف تطوعاً.
● إِلا حَلَّ: إلا أصبح حلالاً، أي خرج من حالة الإحرام وانتقل إلى حالة الإحلال، وحل له ما كان محظوراً عليه بسبب الإحرام.
● الْمُعَرَّفِ: هو المشعر الحرام، أي مزدلفة. وسُمي بذلك لأن الناس يعترفون فيه بذنوبهم، أو لأن آدم عليه السلام عرف فيه حواء. والمقصود هنا الوقوف بمزدلفة في الحج.
● حَجَّةِ الْوَدَاعِ: هي حجة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة من الهجرة، والتي فيها خطب الناس وودعهم وبيَّن فيها كثيراً من أحكام الدين.
2. شرح الحديث والمعنى الإجمالي:
- يذكر ابن عباس رضي الله عنهما رأيه الفقهي بأن كل طواف بالبيت، سواء كان من حاج أو معتمر أو متطوع، يوجب الإحلال والخروج من الإحرام. فمن طاف طواف الإفاضة (الركن في الحج) حلَّ من إحرامه، وكذلك من طاف طواف العمرة حل منها.
- يسأل الراوي (وهو عبد الملك بن جريج) العالم عطاء بن أبي رباح عن دليل ابن عباس على هذا القول.
- يجيب عطاء بأن الاستدلال هو من قول الله تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 33]. فكلمة (مَحِلُّهَا) تعني مكان إحلالها وحلولها، أي أن الذبيحة تذبح عند البيت العتيق (الكعبة) ويحل أكلها، ويستدل ابن عباس بهذه الآية على أن الطواف بالبيت هو محل الإحلال من النسك.
- يعترض ابن جريج بأن الآية الكريمة تتحدث عن الهدي، ومحله يكون بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة (بعد المعرف)، فكيف يستدل بها على الإحلال بالطواف مطلقاً؟
- يرد عطاء بأن ابن عباس كان يفسر الآية على أن الإحلال بالبيت يكون بعد عرفة وقبلها، أي أن المعنى عام وليس مقيداً بزمن محدد. وكان ابن عباس يستند في هذا التفسير إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حيث أمر أصحابه أن يحلوا بعد أن طافوا وسعوا.
3. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:
● أهمية الرجوع إلى القرآن والسنة: يظهر هذا الأثر كيف كان الصحابة والتابعون يستدلون على الأحكام الفقهية مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
● فقه الصحابة واجتهادهم: يظهر اجتهاد ابن عباس رضي الله عنهما في استنباط الأحكام، حيث فهم من عموم الآية وجوب الإحلال بالطواف، وعضد هذا الفهم بعمل النبي صلى الله عليه وسلم.
● الخلاف الفقهي في المسألة: ذهب ابن عباس وطائفة من العلماء إلى أن الطواف بالبيت هو محل الإحلال، وهو الذي يسبب التحلل.
● الرأي الراجح عند جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) هو أن التحلل الأول في الحج يكون بالحلق أو التقصير بعد رمي جمرة العقبة، وليس بالطواف. وأما الطواف (طواف الإفاضة) فهو ركن من أركان الحج، ولكن التحلل الأصلي يحصل بالحلق أو التقصير. وهذا هو الذي عليه العمل.
- وبالتالي، فقول ابن عباس رضي الله عنهما يعد رأياً له ومذهبه، خالف فيه الجمهور، ولكن اجتهاده معتبر ومحترم.
● التيسير على الناس: الأمر بالإحلال بعد الطواف فيه تيسير على الناس، إذ أن الطواف أيسر على الكثيرين من الذهاب إلى منى لرمي الجمرة أولاً.
4. معلومات إضافية:
- الحديث الذي يشير إليه عطاء هو ما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: "أيُّها الناس، أليس هذا الحج؟" قالوا: بلى. قال: "فأحلّوا". فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالإحلال العام بعد أن طافوا وسعوا، قبل أن يرمي الجمرة، وهذا كان تيسيراً خاصاً في تلك الحجة.
- هذا الأثر يعلمنا أدب الحوار والمناقشة بين العلماء، حيث يعرض السائل إشكاله، ويجيب العالم بدليل من القرآن والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٩٦)، ومسلم في الحج (١٢٤٥) كلاهما من حديث ابن جريج، قال: حدثني عطاء، قال: كان ابن عباس يقول (فذكره). واللّفظ لمسلم.
ولفظ البخاريّ نحوه إلا أنه قدم أمر النبيّ ﷺ على قوله إنما كان بعد المعرف وقبله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 209 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

  • 📜 حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يَطُوفُ بالْبَيْتِ حَاجٌّ وَلا غَيْرُ حَاجٍّ إِلا حَلَّ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب