حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب البيعان يختلفان

عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ قال: «إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة، أو يتتاركان».

حسن: رواه أبو داود (٣٥١١)، والنسائي (٤٦٥٢)، والحاكم (٢/ ٤٥)، والبيهقي (٥/ ٣٣٢) كلهم من طريق أبي عميس، عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده أن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس رقيقا من رقيق الخمس بعشرين ألف درهم، فأرسل عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، سمعته يقول.

عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ قال: «إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة، أو يتتاركان».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله ﷺ قال: «إذا اختلف البيعان، وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة، أو يتتاركان».


1. شرح المفردات:


● البيعان: هما البائع والمشتري.
● اختلفا: اختلفا في شيء من أمر البيع، كالثلاثة أو السعر أو الصفة.
● بينة: دليل أو شهادة أو برهان يثبت به الحق.
● رب السلعة: صاحب السلعة، وهو البائع.
● يتتاركان: يتراجعان عن البيع وينقضانه.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم في حل المنازعات التجارية، وفيه بيان حكيم لحالة اختلاف البائع والمشتري في عقد البيع عندما لا يوجد بينة أو دليل يحسم النزاع.
● معنى الحديث: إذا اختلف البائع والمشتري في أمر من أمور البيع (مثل: هل تم البيع بكذا أم بكذا؟ هل الشرط موجود أم لا؟ هل الثمن هو كذا أم كذا؟) ولم يكن لأحدهما دليل يثبت دعواه، فإن القول قول البائع (رب السلعة) مع يمينه، أو يتفرقان بفسخ البيع.
● الحكمة من جعل القول للبائع: لأن الأصل براءة الذمة، والبائع هو المالك الأصلي للسلعة، فالقول قوله في تفسير سبب النزاع؛ لأنه أعلم بحقيقة ما حدث في البيع، ولدفع الضرر عنه، ولأن المشتري هو الطالب فيحتاج إلى بينة.
● خيار التراجع: الخيار الثاني هو أن يتراجعا عن البيع تمامًا، فيفسخان العقد، ويسترد كل منهما حقه، فتعود السلعة إلى البائع، ويرد الثمن إلى المشتري، وذلك من أجل درء النزاع والخصومة، وحفاظًا على الأخوة الإسلامية.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الحكمة الشرعية في حل النزاعات: الشرع الحكيم لم يترك الناس في خلافهم، بل وضع ضوابط وحلولاً عملية.
2- العدل والإنصاف: تقديم البينة على مجرد الدعوى، وإلا فالقول قول من يدعي البراءة (وهو البائع هنا).
3- التيسير ورفع الحرج: إعطاء الخيار للطرفين في التراجع حفظًا للعلاقات وقطعًا للنزاع.
4- أهمية التوثيق والبينة في المعاملات: الحث على كتابة العقود أو وجود شهود؛ لئلا يقع نزاع.
5- الحفاظ على الأخوة الإسلامية: بتقديم حلود سريعة وعادلة تمنع استمرار الخصومة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" معلقًا، وأخرجه ابن ماجة والدارقطني وغيرهم.
- يعمل بهذا الحديث جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) في باب البيع والخصومات.
- يشترط في البائع أن يكون معروفًا بالصدق والأمانة؛ لأن القول قوله مع يمينه.
- إذا كان المشتري هو من له بينة، قدمت بينته على قول البائع.
- من الحكمة في جعل القول للبائع: أن السلعة في يده غالبًا، وهو الأعلم بشروطها وأحوالها.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥١١)، والنسائي (٤٦٥٢)، والحاكم (٢/ ٤٥)، والبيهقي (٥/ ٣٣٢) كلهم من طريق أبي عميس، عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده أن عبد الله بن مسعود باع للأشعث بن قيس رقيقا من رقيق الخمس بعشرين ألف درهم، فأرسل عبد الله في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، فقال عبد الله: إن شئت حدثتك بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، سمعته يقول. فذكر الحديث.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
وقال البيهقي: «هذا إسناد حسن موصول، وقد روي من أوجه بأسانيد مراسيل، إذا جمع بينها صار الحديث بذلك قويا». ثم ذكر هذه المراسيل.
قال في «المعرفة» (٨/ ١٤٠): «وأصح إسناد روي في هذا الباب رواية أبي العميس عن عبد الرحمن بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده». ثم ذكر بقية الإسناد.
قال الأعظمي: ولكن فيه عبد الرحمن بن قيس لم يرو عنه إلا أبو عميس، ولذا قيل فيه إنه «مجهول». وقال ابن حجر في التقريب: «مقبول» أي عند المتابعة.
وقد توبع متابعة قاصرة، رواه الترمذي (١٢٧٠) عن قتيبة، حدثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا اختلف البيعان فالقول فول البائع، والمبتاع بالخيار».
قال الترمذي: «هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود».
قال الأعظمي: وللحديث أسانيد أخرى ذكرتها في «المنة الكبرى» (٥/ ١٥٠).
والخلاصة فيه أن حديث ابن مسعود لا يثبت بوجه من الوجوه، ولكن ضعفه ليس بشديد، فإن بعض طرقه يقوي البعض، ولذا يصح الاستدلال به؛ لأنه أولى من أقوال الرجال.
قال الخطابي في معالمه: «هذا الحديث قد اصطلح عليه الفقهاء على قبوله، وذلك يدل على أن له أصلا، وإن كان في إسناده مقالا، كما اصطلحوا على قبول: «لا وصية لوارث». وإسناده فيه ما فيه».
وقال ابن عبد الهادي في «التنقيح» (٤/ ٧٥) بعد أن أخرجه من وجوه كثيرة هو وابن الجوزي:
«والذي يظهر أن حديث ابن مسعود في هذا الباب بمجموع طرقه له أصل، بل هو حديث حسن يحتج به، لكن في لفظه اختلاف، كما ترى».
وظاهر الحديث يدل على أن البائع والمشتري إذا اختلفا في أمر من الأمور المتعلقة بالعقد، فالقول قول البائع، أو يخير المشتري بين أخذ السلعة بالثمن الذي يقوله البائع وبين تركهـ. وأما الفقهاء فاختلفوا فيه اختلافا كثيرا، ذكرت ذلك بالتفصيل في «المنة الكبرى»، فراجعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

  • 📜 حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا اختلف البيعان وليس بينهما بينة فهو ما يقول رب السلعة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب