حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل الإقالة

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من أقال مسلما أقاله الله عثرته». وفي رواية: «يوم القيامة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٤٦٠)، وابن ماجه (٢١٩٩)، وعبد الله بن أحمد (٧٤٣١)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٣٠)، والحاكم (٢/ ٤٥) كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «من أقال مسلما أقاله الله عثرته». وفي رواية: «يوم القيامة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● أقال: الإقالة في أصل اللغة من "قَلَا" إذا ترك وترك الشيء. وأقاله: سامحه وترك تبعَةَ ما كان بينهما من عقد أو معاملة، وأبطلها. وأصله من قولهم: "أقال الله عثرته" أي سامحه وزال عنه ما كان فيه من عثرة أو إثم.
● مسلماً: أي أي شخص مسلم، وهو يشمل كل من نطق بالشهادتين.
● أقاله الله: أي سامحه الله وغفر له.
● عثرته: العثرة هي الزلة أو الهفوة أو الخطيئة التي يعثر فيها الإنسان، أو المصيبة التي تصيبه.
وفي الرواية الأخرى: "يوم القيامة"، أي أن هذا الإقالة والمغفرة من الله ستكون في ذلك اليوم العظيم، يوم الحساب والجزاء.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف أن من يسامح أخاه المسلم ويترك له ما يمكن أن يطالبه به من حق، أو يفسخ له عقداً كان من الممكن أن يضر به أو يثقله، فإن الله تعالى يجازيه على ذلك بمغفرة زلاته وخطاياه يوم القيامة.
والإقالة هنا تشمل عدة معان، منها:
● في البيع والشراء: فإذا ابتاع رجل من رجل بيعاً ثم ندم المشتري، فأقاله البائع (أي فسخ له البيع ورد عليه المال)، فإن هذا من أنواع الإقالة التي يحث عليها الحديث.
● في المعاملات المالية: مثل أن يكون على شخص دين فيؤجله أو يخفف عنه أو يتنازل عن جزء منه.
● في الأمور العامة: مثل أن يكون لك حق على شخص فتتنازل عنه له وتسامحه.
فكل من يساعد أخاه المسلم في إزالة حرج أو مشقة عنه، سواء كانت مالية أو نفسية أو اجتماعية، فإن الله تعالى سيعامله بمثل ذلك، فيزيل عنه حرج يوم القيامة ويغفر له عثراته.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- الحث على السماحة واليسر في المعاملة: فالرسول صلى الله عليه وسلم يحثنا على التيسير على المسلمين وعدم تضييقهم أو تحميلهم ما لا يطيقون.
2- الترغيب في التغاضي والتسامح: فمن ترك شيئاً من حقه الدنيوي لله، عوضه الله خيراً منه في الآخرة.
3- الجزاء من جنس العمل: فكما أنك أقالت مسلماً (سامحته)، فإن الله سيقيل عثرتك (يسامحك).
4- التعاون على البر والتقوى: فالإقالة نوع من التعاون على الخير وتفريج الكربات.
5- فضل تفريج هموم المسلمين: وأن ذلك من أسباب مغفرة الذنود ورفع الدرجات.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "التجارة الرابحة" مع الله، حيث يتنازل المرء عن حق دنيوي زائل ليظفر برضوان الله ومغفرته في الآخرة الباقية.
- ينبغي للمسلم أن يكون سهل المعشر، لين الجانب، لا يعسر على الناس أمورهم، بل يسعى في إقالة عثراتهم ومساعدتهم.
- من تطبيقات هذا الحديث في عصرنا: التيسير على المدينين، والتنازل عن بعض الديون، والتسامح في البيع والشراء، وحتى في العلاقات الاجتماعية من خلال العفو عن الزلات.
نسأل الله أن يجعلنا من المتسامحين المعطين، وأن يُقال عثراتنا يوم القيامة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٤٦٠)، وابن ماجه (٢١٩٩)، وعبد الله بن أحمد (٧٤٣١)، وصحّحه ابن حبان (٥٠٣٠)، والحاكم (٢/ ٤٥) كلهم من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة. فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه ابن حبان (٥٠٢٩)، والقضاعي في مسند الشهاب (٤٥٣ - ٤٥٤)، والبيهقي (٦/ ٢٧) كلهم من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن مالك بن أنس، عن سُمي، عن أبي صالح بلفظ: «من أقال نادما بيعته ...». فزاد فيه لفظ «نادما».
وإسحاق بن محمد الفروي -وإن كان من رجال البخاري- فقد ضعفه غير واحد من أئمة الحديث، فقال النسائي: متروك. وقال الدارقطني: ضعيف. وسببه أنه كف بصره، فساء حفظه، كما قال أبو حاتم: كان صدوقا، ولكن ذهب بصره، فربما لقن، وكتبه صحيحة. وقال مرة: مضطرب الحديث.
فزيادته شاذة؛ لأنه لم يتابعه أحد على هذه الزيادة عن مالك. وقد أشار إليه ابن حبان بقوله: ما روي عن مالك إلا إسحاق الفروي.
وفي معناه ما روي عن أبي شريح قال: قال رسول الله ﷺ: «من أقال أخاه بيعا أقال الله عثرته يوم القيامة».
رواه الطبراني في «الأوسط» (٨٩٣) عن أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن شريك، عن عبد الملك بن أبي بشير، عن أبي شريح، فذكره.
وشريك هو ابن عبد الله القاضي سيء الحفظ، يحتاج إلى متابع، ولم أجده، وقد أكد الطبراني أنه لم يرو هذا الحديث عن عبد الملك إلا شريك، وعبد الملك بن أبي بشير لم يرو عن أحد من الصحابة، ففيه انقطاع أيضا، وقول الهيثمي في «المجمع» (٤/ ١١٠): «رجاله
ثقات» لا يلزم صحة الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

  • 📜 حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب