حديث: بع بالورق ثم اشتر به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع التمر بالتمر أو الطعام بالطعام متفاضلا

عن أبي صالح أن رجلا من أصحاب النبي ﷺ قال: يا رسول اللَّه، إنا لا نجد الصيحاني، ولا العذق بجمع التمر حتى نزيدهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «بعه بالورق، ثم اشتر به».

صحيح: رواه النسائي (٤٥٥٢) عن قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح فذكره.

عن أبي صالح أن رجلا من أصحاب النبي ﷺ قال: يا رسول اللَّه، إنا لا نجد الصيحاني، ولا العذق بجمع التمر حتى نزيدهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «بعه بالورق، ثم اشتر به».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن أبي صالح أن رجلا من أصحاب النبي ﷺ قال: يا رسول اللَّه، إنا لا نجد الصيحاني، ولا العذق بجمع التمر حتى نزيدهم، فقال رسول اللَّه ﷺ: «بعه بالورق، ثم اشتر به».


1. شرح المفردات:


● الصيحاني: نوع من التمر الجيد المعروف في المدينة، وقيل هو تمر ذو جودة عالية.
● العذق: هو الغصن الذي يحمل الشماريخ (أي عناقيد التمر).
● بجمع التمر: أي في مكان تجمع التمر أو سوقه.
● حتى نزيدهم: أي حتى نعطيهم زيادة في الكمية أو النوع مقابل تأخير الدفع أو لأجل معين.
● الورق: هو الفضة المضروبة (النقود الفضية).


2. شرح الحديث:


جاء رجل من الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو أنه لا يجد نوعًا معينًا من التمر الجيد (الصيحاني) أو حتى العذق (الغصن الذي يحمل التمر) في سوق التمر (بجمع التمر) إلا إذا وافق على أن يزيد البائع في الثمن أو يعطيه زيادة في الكمية مقابل تأخير الدفع أو بيع نسيئة (أجل). وهذا يشبه بيعتين في بيعة أو بيع الربا (الزيادة في الدين مقابل الأجل).
فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى حل شرعي لتجنب الوقوع في الربا، فقال: «بعه بالورق، ثم اشتر به». أي: بع تمرك هذا (الذي تريد بيعه) بالنقود (الفضة) نقدًا، ثم اشترِ بالنقود التي حصلت عليها التمر الذي تريده (الصيحاني أو غيره) نقدًا أيضًا. بهذه الطريقة تفصل بين الصفقتين: بيع تمرك نقدًا، ثم شراء التمر الآخر نقدًا، فتتجنب الربا.


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم الربا في البيوع: الحديث يدل على تحريم بيع الطعام بطعام من جنسه مع الزيادة (ربا الفضل) أو التأخير (ربا النسيئة)، وهو من الربا المحرم شرعًا.
● الحكمة من التحريم: سد الذرائع إلى الربا، وحماية المعاملات من الغرر والظلم.
● الحلول الشرعية للمشكلات المعاصرة: النبي صلى الله عليه وسلم لم ينه عن التجارة أو طلب الجودة، بل وجه إلى الطريقة الشرعية للتبادل دون وقوع في المحظور.
● فصل الصفقات: إذا كانت هناك معاملة قد تشتبه بالربا، فالحل هو فصلها إلى صفقتين مستقلتين (بيع نقدي وشراء نقدي).
● مراعاة الأحكام في المعاملات: على المسلم أن يتعلم أحكام البيع والشراء ليتجنب الحرام.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- المسألة تدخل في باب "بيوع الربا" وأحكام "الصرف" و"بيع الطعام بالطعام".
- القاعدة الفقهية: "إذا اختلف الجنس جاز التفاضل والنقد" (مثل بيع التمر بالقمح متفاضلاً ونقدًا)، لكن إذا اتحد الجنس (كتمر بتمر) يشترط التماثل والتقابض.
- تطبيقات معاصرة: مثل مشكلة بيع السلع بالتأجير أو التأجيل بزيادة، فيمكن تحويلها لمعاملة نقدية ثم شراء ما يريد.
- ينبغي للمسلم أن يستشير أهل العلم في المعاملات المشتبهة.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بأحكامه، ويبعدنا عن الحرام والريب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٥٥٢) عن قتيبة بن سعيد قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي صالح فذكره.
وأبو صالح هو السمان الزيات، اسمه ذكوان.
والرجل المبهم قد يكون أبا هريرة، أو أبا سعيد، أو غيرهما، ولا يضر جهالة اسمه؛ فإن الصحابة كلهم عدول. والصيحاني وكذا العذق هما نوع من التمر.
وروي بمعناه عن عبد اللَّه بن عمر قال: أتى رسول اللَّه ﷺ ضيف، فقال لبلال: «ائتنا بطعام» فذهب بلال، فأبدل صاعين من تمر بصاع من تمر جيد، وكان تمرهم دونا، فأعجب النبي ﷺ التمر، فقال النبي ﷺ: «من أين هذا التمر؟» فأخبره أنه أبدل صاعا بصاعين. فقال رسول اللَّه ﷺ: «رد علينا تمرنا».
رواه الإمام أحمد (٤٧٢٨)، وأبو يعلى (٥٧١٠)، والطبراني في الكبير (١٠٢٨) كلهم من حديث أبي دهقانة قال: كنت جالسا عند عبد اللَّه بن عمر فذكر الحديث.
وأبو دهقانة لا يعرف من هو؟ ذكره البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، ولم يقولا فيه شيئًا، وإنما ذكره ابن حبان في الثقات، واعتمده الهيثمي، فقال في «المجمع» (٤/ ١١٢): رجال أحمد ثقات.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 314 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بع بالورق ثم اشتر به

  • 📜 حديث: بع بالورق ثم اشتر به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بع بالورق ثم اشتر به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بع بالورق ثم اشتر به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بع بالورق ثم اشتر به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب