حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: إنما الربا في النسيئة

عن أبي نضرة قال: سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. فأخبرت أبا سعيد، فقلت: إني سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. قال: أو قال ذلك! ! إنا
سنكتب إليه فلا يفتيكموه. قال: فواللَّه لقد جاء بعض فتيان رسول اللَّه ﷺ بتمر، فأنكره، فقال: «كأن هذا ليس من تمر أرضنا». قال: كان في تمر أرضنا -أو في تمرنا- العام بعض الشيء، فأخذت هذا، وزدت بعض الزيادة. فقال: «أضعفتَ أربيتَ، لا تقربن هذا، إذا رابك من تمرك شيء فبعه، ثم اشتر الذي تريد من التمر».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٩٤: ٩٩) عن عمرو الناقد، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال فذكره.

عن أبي نضرة قال: سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. فأخبرت أبا سعيد، فقلت: إني سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. قال: أو قال ذلك! ! إنا
سنكتب إليه فلا يفتيكموه. قال: فواللَّه لقد جاء بعض فتيان رسول اللَّه ﷺ بتمر، فأنكره، فقال: «كأن هذا ليس من تمر أرضنا». قال: كان في تمر أرضنا -أو في تمرنا- العام بعض الشيء، فأخذت هذا، وزدت بعض الزيادة. فقال: «أضعفتَ أربيتَ، لا تقربن هذا، إذا رابك من تمرك شيء فبعه، ثم اشتر الذي تريد من التمر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: عن أبي نضرة قال: سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. فأخبرت أبا سعيد، فقلت: إني سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: أيدا بيد؟ قلت: نعم. قال: فلا بأس به. قال: أو قال ذلك! ! إنا سنكتب إليه فلا يفتيكموه. قال: فواللَّه لقد جاء بعض فتيان رسول اللَّه ﷺ بتمر، فأنكره، فقال: «كأن هذا ليس من تمر أرضنا». قال: كان في تمر أرضنا -أو في تمرنا- العام بعض الشيء، فأخذت هذا، وزدت بعض الزيادة. فقال: «أضعفتَ أربيتَ، لا تقربن هذا، إذا رابك من تمرك شيء فبعه، ثم اشتر الذي تريد من التمر».


1. شرح المفردات:


● الصرف: بيع الذهب بالذهب، أو الفضة بالفضة، أو أي نوع من العملات أو الأصناف الربوية بعضها ببعض.
● أيدا بيد: أي التقابض في المجلس قبل التفرق.
● فلا بأس به: أي جائز وحلال.
● أنكره: استغربه أو شك في أمره.
● أضعفتَ أربيتَ: زدت في الكمية وهذا من الربا.
● رابك: شككت أو راودك الشك في أنه ربوي.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يتناول مسألة بيع الصرف، وهو بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو ما في حكمها من الأموال الربوية.
- بداية الحديث: سأل أبو نضرة ابن عباس -رضي الله عنهما- عن بيع الصرف، فأجابه ابن عباس بأنه جائز بشرط أن يكون يدا بيد، أي التقابض في مجلس العقد قبل التفرق.
- ثم ذهب أبو نضرة وأخبر أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- بما قاله ابن عباس، فتعجب أبو سعيد من ذلك وقال: "أو قال ذلك!"، ثم هدده بأن يكتب إليه (أي لابن عباس) لينهاه عن الإفتاء بهذا.
- ثم استدل أبو سعيد الخدري بقصة حدثت في عهد النبي ﷺ، حيث جاء أحد الشباب (فتيان رسول الله) بتمرٍ ليس من نوع تمر بلدهم، فاستغرب النبي ﷺ وقال: "كأن هذا ليس من تمر أرضنا".
- فاعترف الشاب بأن تمر بلده كان رديئًا هذه السنة، فأخذ من التمر الجيد وأعطى زيادةً في الكمية مقابل الجودة.
- فأنكر عليه النبي ﷺ ذلك وقال: "أضعفتَ أربيتَ"، أي أن هذه الزيادة تعتبر ربا، ثم نهاه عن ذلك وأرشده إلى الطريقة الصحيحة للتبادل، وهي: أن يبيع تمره الرديء أولاً بثمنٍ (نقود)، ثم يشترى بالثمن التمر الجيد الذي يريده.


3. الدروس المستفادة:


1- وجوب التقابض في بيع الصرف: يشترط في بيع الذهب بالذهب أو الفضة بالفضة أو العملات بعضها ببعض أن يتم التقابض في مجلس العقد قبل التفرق، وإلا وقع في الربا.
2- تحريم الربا في المطعومات والمنقولة: التمر من الأطعمة التي إذا بيعت بجنسها (تمر بتمر) يشترط فيها التماثل والتقابض، وإلا وقع في الربا.
3- النهي عن بيع الطعام بالطعام مع التفاضل: إذا اختلف الجنسان جاز البيع مع التقابض، لكن إذا كان من جنس واحد فيجب التماثل والتقابض.
4- الحكمة من النهي عن الربا: الربا يؤدي إلى الظلم والاستغلال، ويزيد الفجوة بين الغني والفقير.
5- الطريقة الشرعية للتبادل: إذا أراد الإنسان أن يستبدل سلعة رديئة بجيدة من نفس الجنس، يجب عليه أولاً أن يبيع السلعة الرديئة بنقود، ثم يشتري بالنقود السلعة الجيدة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالربا.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث قاعدة: إذا اختلف الجنسان جاز التفاضل مع التقابض، وإذا اتحد الجنس وجب التماثل والتقابض.
- الحديث يوضح حرص الصحابة على تعلم الدين ونقل العلم بدقة، وحرصهم على تصحيح الخطأ إذا وقع.
- القصة المذكورة في الحديث توضح أن الربا قد يقع عن جهل، لذا يجب على المسلم أن يتعلم أحكام المعاملات ليتجنب المحرمات.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في أحكامه، ويبعدنا عن الحرام والربا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٩٤: ٩٩) عن عمرو الناقد، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة قال فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 319 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

  • 📜 حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: بيع التمر بالتمر إذا زدت بعض الزيادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب