حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع التمر بالتمر أو الطعام بالطعام متفاضلا

عن معمر بن عبد اللَّه أنه أرسل غلامه بصاع قمح، فقال: بعه، ثم اشتر به شعيرا. فذهب الغلام، فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع، فلما جاء معمرا أخبره بذلك، فقال له عمر: لم فعلت ذلك؟ أنطلق، فرده، ولا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني كنت أسمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «الطعام بالطعام مثلا بمثل». قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير. قيل له: فإنه ليس بمثله. قال: إني أخاف أن يضارع.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٩٢) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه، أن بسر بن سعيد حدثه عن معمر بن عبد اللَّه فذكره.

عن معمر بن عبد اللَّه أنه أرسل غلامه بصاع قمح، فقال: بعه، ثم اشتر به شعيرا. فذهب الغلام، فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع، فلما جاء معمرا أخبره بذلك، فقال له عمر: لم فعلت ذلك؟ أنطلق، فرده، ولا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني كنت أسمع رسول اللَّه ﷺ يقول: «الطعام بالطعام مثلا بمثل». قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير. قيل له: فإنه ليس بمثله. قال: إني أخاف أن يضارع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النابع من سيرة الصحابي الجليل معمر بن عبد الله رضي الله عنه، مع بيان دروسه وعبره:

الحديث:


عن معمر بن عبد الله أنه أرسل غلامه بصاع قمح، فقال: بعه، ثم اشتر به شعيرا. فذهب الغلام، فأخذ صاعا وزيادة بعض صاع، فلما جاء معمرا أخبره بذلك، فقال له معمر: لم فعلت ذلك؟ انطلق، فرده، ولا تأخذن إلا مثلا بمثل؛ فإني كنت أسمع رسول الله ﷺ يقول: «الطعام بالطعام مثلا بمثل». قال: وكان طعامنا يومئذ الشعير. قيل له: فإنه ليس بمثله. قال: إني أخاف أن يضارع.


1. شرح المفردات:


● صاع: مكيال معروف في زمن النبي ﷺ، يساوي حوالي 2.04 كيلوغرام تقريبًا.
● قمح: الحنطة، وهو من أفضل أنواع الطعام.
● شعير: نوع من الحبوب أقل جودة من القمح.
● يضارع: يشابه ويتساوى، أو يختلط الأمر فيظن الناس أنه مساوٍ له في القيمة فيحصل الربا.


2. شرح الحديث:


يروي هذا الحديث قصة الصحابي معمر بن عبد الله رضي الله عنه، حيث أرسل غلامه (خادمه) ليبيع صاعًا من القمح، ثم يشتري به شعيرًا. ولكن الغلام ذهب إلى السوق وباع القمح، ثم اشترى بالثمن نفسَه صاعًا من الشعير، بالإضافة إلى زيادة (بعض صاع) لأن الشعير كان أرخص من القمح.
فلما عاد الغلام وأخبر معمرًا بما فعل، استنكر معمر ذلك، وأمره أن يعيد الصاع الزائد، ويأخذ فقط صاعًا من الشعير مقابل صاع القمح، لا أكثر. وعلّل ذلك بأنه سمع رسول الله ﷺ يقول: «الطعام بالطعام مثلاً بمثل»، أي إذا تبادل الناس طعامًا بطعام من جنس واحد (كالقمح بالقمح، أو الشعير بالشعير) فيجب أن يكون المقدار متساويًا ويُسلَّم في نفس المجلس دون تأخير؛ وإلا وقع في الربا.
ولما قيل لمعمر: إن الشعير ليس مثل القمح (أي أنه أقل جودة وأرخص)، أجاب: «إني أخاف أن يضارع»، أي أخشى أن يُظن أن الشعير يساوي القمح في القيمة، فيُعتقد أن الزيادة حلال، أو أن يختلط الأمر على الناس فيقعوا في الربا من حيث لا يشعرون.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم ربا البيوع في الأطعمة: الحديث يدل على تحريم بيع الطعام بالطعام إذا كان من جنس واحد مع زيادة أو تأخير في التسليم، وهذا من ربا البيوع الذي حذّر منه النبي ﷺ.
2- الورع والتقوى: موقف معمر بن عبد الله رضي الله عنه يدل على ورعه وخوفه من الوقوع في الشبهات، حتى وإن كان الشيء ظاهره الجواز، فإنه آثر السلامة وابتعد عن كل ما يشم منه رائحة الربا أو الشبهة.
3- التعليم والتوجيه: معمر لم يكتفِ بإنكار الفعل على غلامه، بل وجهه وأمره بإرجاع الزيادة، وعلّله بالحديث النبوي، مما يدل على أهمية تعليم الناس أحكام الدين وتنبيههم على الأخطاء.
4- مراعاة المقاصد الشرعية: قول معمر: «إني أخاف أن يضارع» يدل على أن الحكم الشرعي لا يُبنى على الظاهر فقط، بل يُنظر إلى المعاني والمقاصد، خشية أن يؤدي إلى محذور شرعي.
5- القدوة الحسنة: تصرف الصحابي معمر رضي الله عنه يعتبر قدوة للمسلمين في الالتزام بالشرع والتحرز من الشبهات، حتى في المعاملات المالية.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي استدل بها الفقهاء على تحريم ربا البيوع في الأطعمة.
- القاعدة الفقهية المستفادة: «إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم، إذا كان يدًا بيد»، أي إذا كان الطعامان من جنسين مختلفين (كالقمح بالشعير) فيجوز البيع مع التفاضل (أخذ أكثر أو أقل) بشرط أن يكون التقابض في المجلس نفسه دون تأخير.
- لكن معمر رضي الله عنه خشي أن يظن الناس أن الشعير مثل القمح، فيقعوا في الربا، فآثر الورع ورفض الزيادة.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق شرعه والبعد عن شبهاته. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٩٢) من طريق ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا النضر حدثه، أن بسر بن سعيد حدثه عن معمر بن عبد اللَّه فذكره.
وقوله: «يضارع» أي يشابه. معناه: أخاف أن يكون في معنى المماثل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 313 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

  • 📜 حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الطعام بالطعام مثلا بمثل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب