حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الملامسة والمنابذة

عن أبي سعيد الخدري قال: نهانا رسول اللَّه ﷺ عن بيعتين ولبستين: نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع.
والملامسة: لمس الرجل ثوب الآخر بيده بالليل أو بالنهار، ولا يقلبه إِلَّا بذلك.
والمنابذة: أن ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه، وينبذ الآخر إليه ثوبه، ويكون ذلك بيعهما من غير نظر ولا تراض.

متفق عليه: رواه البخاري في اللباس (٥٨٢٠)، ومسلم في البيوع (١٥١٢) كلاهما من طريق يونس، عن ابن شهاب (الزهري)، أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، أن أبا سعيد الخدري قال فذكره.

عن أبي سعيد الخدري قال: نهانا رسول اللَّه ﷺ عن بيعتين ولبستين: نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع.
والملامسة: لمس الرجل ثوب الآخر بيده بالليل أو بالنهار، ولا يقلبه إِلَّا بذلك.
والمنابذة: أن ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه، وينبذ الآخر إليه ثوبه، ويكون ذلك بيعهما من غير نظر ولا تراض.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

أولاً. شرح المفردات:


● نهانا: أي منعنا وحرم علينا.
● بيعتين: نوعان من طرق البيع المحرمة.
● لبستين: نوعان من اللباس المحرم أو المكروه.
● الملامسة: من اللمس، وهو البيع بلمس الثوب دون رؤيته أو فحصه.
● المنابذة: من النبذ وهو الرمي، وهو البيع برمي الثوب دون تفحص.
● لا يقلبه إلا بذلك: أي لا يفحص الثوب إلا بمجرد اللمس دون نظر.
● من غير نظر ولا تراض: بدون رؤية السلعة وبدون رضا حقيقي من الطرفين.

ثانياً. شرح الحديث:


ينهى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أربعة أمور: بيعتين ولبستين، وسنركز هنا على البيعتين وهما الملامسة والمنابذة:
1- بيع الملامسة: وهو أن يلمس الرجل ثوب الآخر بيده دون أن ينظر إليه أو يقلبه لفحصه، فيكون البيع بمجرد اللمس دون معرفة حقيقة السلعة ونوعها وجودتها. وهذا يؤدي إلى الغرر والجهالة، فربما كان الثوب معيباً أو رديئاً ولم يعلم المشتري إلا بعد الشراء.
2- بيع المنابذة: وهو أن يرمي الرجل ثوبه إلى الآخر، ويرمي الآخر ثوبه إليه، فيكون البيع بمجرد هذا التبادل دون نظر أو فحص أو تراض حقيقي. وهذا أيضاً يؤدي إلى الغرر والجهالة وعدم التراضي الكامل.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- تحريم البيوع الغررية: ينهى الإسلام عن كل بيع يحوي غرراً أو جهالة، لأن ذلك يؤدي إلى الخصام والعداوة، ويخالف مقصود البيع وهو التراضي والعدل.
2- ضرورة الوضوح والشفافية في المعاملات: يجب أن تكون السلعة معروفة للمشتري بالرؤية أو الوصف الدقيق، ليكون البيع عن بينة ورضا.
3- الحكمة من النهي: حماية أموال الناس من الغش والجهالة، وتحقيق العدل في المعاملات.
4- مراعاة مقاصد الشريعة: الشرع يهدف إلى حفظ الأموال وقطع المنازعات، وهذه البيوع تفضي إلى النزاع والندم.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذان النوعان من البيوع كانت معروفة في الجاهلية، فجاء الإسلام ليبطلها.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على تحريم أي بيع يحوي غرراً أو جهالة، كبيع السمك في الماء، أو الطير في الهواء.
- الحديث يدل على سماحة الإسلام وعدله، وأنه جاء ليطهر المعاملات من الغش والجهالة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في اللباس (٥٨٢٠)، ومسلم في البيوع (١٥١٢) كلاهما من طريق يونس، عن ابن شهاب (الزهري)، أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، أن أبا سعيد الخدري قال فذكره. واللفظ لمسلم.
ورواه البخاري في البيوع (٢١٤٧) من طريق معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي سعيد الخدري به مختصرًا، وليس فيه تفسير الملامسة والمنابذة.
ورواه أبو داود (٣٣٧٧) وغيره من حديث سفيان، عن الزهري. وفيه تفسير لبستين، وهما اشتمال الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد كاشفا عن فرجه، أو ليس على فرجه منه شيء.
وفي نهيه عن الملامسة مستدل لمن أبطل بيع الأعمى وشراءه؛ لأنه إنّما يستدل ويتأمل باللمس فيما سبيله أن يستدرك بالعيان ومن البصيرة. قاله الخطابي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 370 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

  • 📜 حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي النبي عن الملامسة والمنابذة في البيع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب