حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الغرر، وبيع الحصاة

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه عن بيع الحصاة، وعن بيع الغرر.

صحيح: رواه مسلم في البيوع (١٥١٣) من طرق عن عبيد اللَّه، حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال فذكره.

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه عن بيع الحصاة، وعن بيع الغرر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الحصاة، وعن بيع الغرر".
(رواه مسلم في صحيحه)


1. شرح المفردات:


● نهى: أي حرّم وأمر بالترك.
● بيع الحصاة: هو بيع يعقده البائع برمي حصاة على السلع، فحيثما وقعت فهي المبيعة.
● بيع الغرر: هو البيع الذي يشتمل على خطر أو جهالة، بحيث لا يعلم المشتري ما سيحصل عليه من السلعة.


2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نوعين من البيوع المحرمة:
أولاً: بيع الحصاة
هو أن يرمي البائع حصاة على مجموعة من السلع غير المحددة، فإذا سقطت الحصاة على سلعة معينة، فهي التي تباع. وهذا البيع باطل لأنه يقوم على الصدفة والجهالة، ويفتقر إلى الرضا واليقين في العقد، إذ لا يعرف المشتري بالضبط ما سيشتريه.
ثانياً: بيع الغرر
هو كل بيع يحوي غرراً (خطراً أو جهالة) كبيع السمك في الماء، أو الطير في الهواء، أو بيع ما لم يملكه البائع بعد، أو بيع مجهول العاقبة. وهذا النوع من البيوع محرم لأنه يؤدي إلى النزاع والخصام، ويخالف مقاصد الشريعة في تحريم أكل أموال الناس بالباطل.


3. الدروس المستفادة منه:


- تحريم البيوع التي تقوم على الجهالة والغرر، لأنها تؤدي إلى الخداع والظلم.
- وجوب الوضوح والصراحة في المعاملات المالية، وأن يكون العقد بين البائع والمشتري واضحاً ومحدداً.
- حرص الإسلام على إقامة العدل ومنع النزاع في المعاملات.
- التأكيد على أن البيوع يجب أن تكون معلومة الطرفين، خالية من الخداع والغش.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- نهى النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً عن بيوع أخرى فيها غرر، مثل: بيع حبل الحبلة (بيع نتاج النتاج)، وبيع الملاقيح (ما في بطون الأنعام)، وبيع المضامين (ما في ضروع الحيوانات).
- الغرر يبطل العقد لأنه يخالف شروط صحة البيع، وهي: العلم بالمعقود عليه، والقدرة على تسليمه.
- العلماء قاسوا على هذه البيوع كل معاملة فيها جهالة أو غرر، مثل بعض عقود التأمين التجاري الحديث إذا اشتملت على غرر كبير.

الخاتمة:
هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث جمع تحريم بيوع الغرر بأنواعها، وهو دليل على كمال الشريعة الإسلامية وحرصها على مصالح الناس في معاشهم ومعادهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البيوع (١٥١٣) من طرق عن عبيد اللَّه، حدثني أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال فذكره.
قال النووي في شرح مسلم (١٠/ ١٥٥ - ١٥٦): «بيع الحصاة فيه ثلاث تأويلات:
أحدها أن يقول: بعتك من هذه الأثواب ما وقعت عليه الحصاة التي أرميها، أو بعتك من هذه الأرض من هنا إلى ما انتهت إليه هذه الحصاة.
والثاني: أن يقول: بعتك على أنك بالخيار إلى أن أرمى بهذه الحصاة.
والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بالحصاة بيعا فيقول إذا رميت هذا الثوب بالحصاة فهو مبيع منك بكذا.
وأما النهي عن بيع الغرر فهو أصل عظيم من أصول كتاب البيوع، ولهذا قدمه مسلم، ويدخل فيه مسائل كثيرة غير منحصرة، كبيع الآبق، والمعدوم، والمجهول، وما لا يقدر على تسليمه، وما لم يتم ملك البائع عليه، وبيع السمك في الماء الكثير، واللبن في الضرع، وبيع الحمل في البطن، وبيع بعض الصبرة مبهما، وبيع ثوب من أثواب، وشاة من شياه، ونظائر ذلك. وكل هذا بيعه باطل؛ لأنه غرر من غير حاجة. وقد يحتمل بعض الغرر يعا إذا دعت إليه حاجة، كالجهل بأساس الدار، وكما إذا باع الشاة الحامل، والتي في ضرعها لبن، فإنه يصح للبيع؛ لأن الأساس تابع للظاهر من الدار، ولأن الحاجة تدعو إليه، فإنه لا يمكن رؤيته. وكذا القول في حمل الشاة ولبنها». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 364 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

  • 📜 حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن بيع الحصاة وبيع الغرر.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب