حديث: السلف في حبل الحبل ربا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع حبل الحبلة، والمضامين، والملاقيح

عن عبد اللَّه بن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال: «في السلف في حبل الحبل ربا».

صحيح: رواه النسائي (٤٦٦٢)، وأحمد (٢١٤٥) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

عن عبد اللَّه بن عباس، عن النبي ﷺ أنه قال: «في السلف في حبل الحبل ربا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف:

الحديث:


عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «في السلف في حبل الحبل ربا».


1. شرح المفردات:


● السلف: هو بيع شيء بثمن مؤجل، أي دفع الثمن حالاً وتسليم المثمن مؤجلاً. ويسمى أيضاً "البيع إلى أجل".
● حبل الحبل: هذه العبارة فيها تفسيران مشهوران:
● التفسير الأول: أن "حبل" تعني الحمل، فيكون المعنى: بيع الحمل الذي في بطن أمه (أي الجنين)، وهذا من أنواع البيوع الغير معلومة التي فيها غرر وجهالة.
● التفسير الثاني: أن "حبل الحبل" تعني بيع السلف (الثمن المؤجل) في شيء موصوف في الذمة، ثم يبيع المشتري هذا الشيء قبل قبضه بثمن مؤجل آخر، وهكذا يتكرر البيع قبل القبض، مما يؤدي إلى تضخيم الديون والربا.
● ربا: هو الزيادة المحرمة شرعاً، وهي من الكبائر، وقد حرمها الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث ينبه إلى صورة من صور الربا الخفي التي قد يقع فيها الناس جهلاً، وذلك في بيع السلف (البيع بالأجل). والمعنى: أن من اشترى سلعة بسلف (أي بثمن مؤجل) ثم باعها قبل أن يقبضها بسلف آخر (أي بثمن مؤجل أيضاً) فقد وقع في الربا.
وذلك لأن البيع قبل القبض يؤدي إلى أن تتراكم الديون دون وجود سلعة حقيقية تسلم وتقبض، فيصبح التعامل مجرد ديونٍ متراكمةٍ بفوائد، وهو عين الربا.
ومثال ذلك: أن يبيع شخص على آخر قمحاً مؤجلاً (يسلم الثمن بعد شهر)، ثم يبيع المشتري هذا القمح قبل أن يقبضه إلى شخص آخر بسعر أعلى مؤجلاً (يسلم الثمن بعد شهرين)، فهذا من الربا لأنه بيع الشيء قبل قبضه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غير ذلك الذي أسلف فيه» (رواه ابن ماجة).


3. الدروس المستفادة:


- تحريم بيع السلعة قبل قبضها، خاصة إذا كان البيع بالأجل، لأنه يؤدي إلى الربا.
- وجوب التثبت في المعاملات المالية واجتناب الصور المشبوهة التي تؤدي إلى الربا.
- أن الشريعة الإسلامية جاءت بسد الذرائع إلى المحرمات، وبيع السلف في حبل الحبل من الذرائع إلى الربا.
- أهمية العلم بفقه المعاملات حتى لا يقع المسلم في المحرمات عن جهل.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجة في سننه، والدارقطني، وغيرهم.
- وقد اختلف الفقهاء في تفسير "حبل الحبل"، ولكنهم متفقون على تحريم بيع الشيء قبل قبضه إذا كان ذلك يؤدي إلى الربا.
- من القواعد الفقهية المهمة: «لا يباع الشيء حتى يحوزه التاجر إلى رحله»، أي حتى يقبضه.
- ينبغي للمسلم أن يستشير أهل العلم في المعاملات المشكوك فيها ليتجنب الحرام.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في أحكامه، ويبعدنا عن الحرام والغرر. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٦٦٢)، وأحمد (٢١٤٥) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
ورواه أيضًا النسائي (٤٦٢٣)، وأحمد (٢٦٤٥) كلاهما من وجهين آخرين عن أيوب بإسناده أن النبي ﷺ نهى عن بيع حبل الحبلة.
وقوله: «السلف» هو أن يسلم المشتري الثمن إلى رجل عنده ناقة حبلى، ويقول: إذا ولدت هذه الناقة، ثم ولدت التي في بطنها، فقد اشتريت منك ولدها بهذا الثمن، فهذه المعاملة شبيهة بالربا، لكونها حراما كالربا من حيث إنه يبيع ما ليس عند البائع، وهو لا يقدر على تسليمه، ففيه غرر. أفاده السندي.
وقد روي في بعض طرقه بزيادة «المضامين، والملاقيح». رواه البزار -كشف الأستار- (١٢٦٨)، والطبراني في الكبير كلاهما من طريق إبراهيم بن إسماعيل، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي ﷺ نهي عن الملاقيح، والمضامين، وحبل الحبلة.
قال البزار: «لا نعلمه عن ابن عباس إِلَّا بهذا الإسناد».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ١٠٤): «رواه الطبراني في الكبير، والبزار، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وثّقه أحمد، وضعفه جمهور الأئمة».
وهو كما قال؛ فقد ضعفه ابن معين، والبخاري، وأبو حاتم، والدارقطني، وغيرهم، وهو من رجال التهذيب، وفي التقريب: «ضعيف».
وروى مالك في البيوع (٦٣) عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أنه قال: «لا ربا في الحيوان، وإنما نهى من الحيوان عن ثلاثة: عن المضامين، والملاقبح، وحبل الحبلة. والمضامين بيع ما في بطون إناث الإبل، والملاقيح ما في ظهور الجمال». انتهى.
ورواه البزار -كشف الأستار- (١٢٦٧) من حديث صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أن النبي ﷺ نهى بيع الملاقيح والمضامين.
قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه كذا إِلَّا صالح، ولم يكن بالحافظ». وبه أعله الهيثمي في المجمع».
وصالح بن أبي الأخضر هو اليمامي ضعفه جمهور أهل العلم، وهو من رجال التهذيب.
فالصحيح أنه من قول سعيد بن المسيب، ولا يصح مرفوعًا.
قال الدرقطني في «العلل» (٩/ ١٨٣): «والصحيح غير مرفوع من قول سعيد غير متصل، وكذلك قال الزبيدي، والأوزاعي عن الزهري». اهـ.
قوله: «المضامين، والملاقيح» قال البيهقي (٥/ ٣٤١): «وفي رواية المزني، عن الشافعي أنه قال: المضامين ما في بطون ظهور الجمال، والملاقيح ما في بطون إناث الإبل».
قال البيهقي: «وكذلك فسره أبو عبيد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 367 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: السلف في حبل الحبل ربا

  • 📜 حديث: السلف في حبل الحبل ربا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: السلف في حبل الحبل ربا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: السلف في حبل الحبل ربا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: السلف في حبل الحبل ربا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب