حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع الملامسة والمنابذة

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ نهي عن الملامسة والمنابذة.

متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٧٦) عن محمد بن يحيى بن حَبان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ نهي عن الملامسة والمنابذة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ: (نهى عن الملامسة والمنابذة).


1. شرح المفردات:


* نهى: أي حَرَّمَ وَأَمَرَ بِتَجَنُّبِ هَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ.
* المُلامَسَة: هي صورة من صور البيع الجاهلي الفاسد، وكانت تُقام في الأسواق. وفيها يلمس المشتري الثوب (أو البضاعة) ليلاً أو في الظلام دون أن يراه، فإذا لمسته لزمه شراؤه بغض النظر عن جودته أو قيمته الحقيقية.
* المُنابَذَة: هي صورة أخرى من بيوع الجاهلية. وفيها يَنْبِذُ البائعُ السلعةَ إلى المشتري (أي يرميها إليه)، وينبذ المشتري الثمن إلى البائع، فإذا تمت هذه الرمية من الطرفين لزم البيع، دون أن يكون لأي منهما خيار الرؤية أو التفكير أو التأكد من مواصفات السلعة أو الثمن.


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن هاتين الصورتين من التعامل؛ لأنها من بيوع الغرر المحرمة شرعاً. والغرر هو: الجهالة والاختفاء الذي يؤدي إلى النزاع والخصام، ويحول دون تسليم الثمن أو المثمن على وجه صحيح.
* حكمة النهي: البيع يجب أن يكون عن تراضٍ واطمئنان بين المتعاقدين، وأن يكون المبيع والثمن معلوماً للطرفين علماً يزيل الجهالة والغش. أما الملامسة والمنابذة فتقوم على المخاطرة والجهالة، فلا يعلم المشتري ما اشترى، ولا البائع على أي حال باع، مما يفتح باباً للغش والتدليس والظلم والخصومات.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم بيوع الغرر: يُستفاد من الحديث تحريم كل بيع فيه غرر وجهالة تؤدي إلى النزاع، وهو أصل عظيم من أصول المعاملات في الإسلام. ومن الأمثلة المعاصرة: بيع السمك في الماء، أو بيع ما في بطن الناقة دون تحديد، أو بيع المجهول الذي لا يعرف حقيقته المشتري.
2- مشروعية الخيار في البيع: الشرع الإسلامي كرم المتعاقدين ومنحهما فرصة للتأمل والنظر (كخيار الشرط وخيار العيب وخيار الرؤية) لضمان التراضي التام، وهاتان الصورتان تناقضان هذا المقصد تماماً.
3- العدل والشفافية في المعاملات: الإسلام يحث على الوضوح والصراحة في البيع والشراء، ويدعو إلى إزالة أي سبب من أسباب الغش أو الخداع، تحقيقاً للعدل بين الناس.
4- سد الذرائع إلى المفسدة: النهي عن الملامسة والمنابذة هو سد للذرائع التي تؤدي إلى الظلم والعداوة بين المسلمين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* مصدر الحديث: أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2142) ومسلم في صحيحه (رقم 1513) وغيرهما، وهو حديث متفق عليه.
* حكم هذه البيوع: هذه البيوع باطلة لا يجوز التعامل بها، ولا تترتب عليها أي آثار شرعية، لأنها مخالفة لشروط البيع الصحيح وهي العلم بالمعقود عليه والتراضي.
* التطبيق المعاصر: يمكن تطبيق هذا النهي على الكثير من المعاملات الحديثة التي تدخل في باب الغرر، مثل: بيع السلع على الإنترنت دون وصف دقيق لها يزيل الجهالة، أو بعض عقود المضاربة غير الواضحة، فيجب على المسلم أن يتجنب أي عقد لا يعرف فيه exactly ما يأخذ وما يعطي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في البيوع (٧٦) عن محمد بن يحيى بن حَبان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. ورواه البخاري في البيوع (٢١٤٦)، ومسلم في البيوع (١٥١١) كلاهما من طريق مالك به مثله.
ورواه البخاري في الصلاة (٣٦٨)، ومسلم من طريق سفيان، عن أبي الزناد به بلفظ: «نهى النبي ﷺ عن بيعتين: عن اللِّماس، والنِّباذ، وأن يشتمل الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد». واللفظ للبخاري، ولم يسق مسلم لفظه، وإنما أحال فيه على لفظ مالك، وقال: مثله.
ورواه من طريق عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة بلفظ: «نهى عن بيعتين: الملامسة، والمنابذة. أما الملامسة فأن يلمس كل واحد منهما ثوب صاحبه بغير تأمل. والمنابذة أن ينبذ كل واحد منهما ثوبه إلى الآخر، ولم ينظر واحد منهما إلى ثوب صاحبه.
وهذا التفسير مدرج، والأقرب أنه من كلام الصحابي، كما قال ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح (٤/ ٣٦٠).
وورد تفسير الملامسة والمنابذة بنحو هذا عن مالك في الموطأ. ولهما تفسيرات أخرى ذكرتها في: المنة الكبرى (٥/ ١٦٣).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

  • 📜 حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي رسول الله ﷺ عن الملامسة والمنابذة.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب