حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع صبرة التمر

عن جابر بن عبد اللَّه يقول: «نهى رسول اللَّه ﷺ عن بيع الصبرة من التمر، لا يعلم مكيلها بالكيل المسمى من التمر».

صحيح: رواه مسلم في البيوع (١٥٣٠) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، حدثني ابن جريج، أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه يقول: «نهى رسول اللَّه ﷺ عن بيع الصبرة من التمر، لا يعلم مكيلها بالكيل المسمى من التمر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنْ بَيْعِ الصُّبْرَةِ مِنَ التَّمْرِ، لَا يُعْلَمُ مَكِيلُهَا بِالْكَيْلِ الْمُسَمَّى مِنَ التَّمْرِ».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام البخاري بمعناه)


1. شرح المفردات:


● نهى: أي حرّم وأمر بالترك.
● بيع الصبرة: "الصُّبْرَة" بضم الصاد: هي الكومة المجتمعة من الطعام (كالتمر أو الحنطة) غير المعينة بالكيل أو الوزن. و"بيعها" يعني بيعها كما هي مجتمعة دون تحديد مقدارها.
● لا يعلم مكيلها: أي لا يُعرف مقدارها بالكيل المعتاد (كالصاع أو المدّ).
● بالكيل المسمى: أي بالكمية المحددة والمعلومة للطرفين عند العقد (كأن يقول: أبيعك هذه الصبرة بمقدار خمسة أوسق).


2. شرح الحديث:


نهى النبي ﷺ عن بيع "الصبرة" من التمر (ويعم ذلك كل ما يؤكل ويكال كالحبوب وغيرها) إذا كان بائعها ومشتريها لا يعلمان مقدارها بالكيل المعروف.
فمثلاً: إذا كان هناك كومة كبيرة من التمر (صبرة) ولم تُكَلْ ليعلم مقدارها بالصاع أو الوسق، ثم باعها البائع على المشتري بهذه الصفة، فهذا البيع باطل؛ لأنه بيع مجهول، والجهالة في البيع تؤدي إلى النزاع والخصام، فربما ظن المشتري أنها أكثر مما هي عليه فخسر، أو ظن البائع أنها أقل مما هي عليه فخسر، وقد يؤدي ذلك إلى أكل أموال الناس بالباطل.
فالنهي هنا تحريم لهذا النوع من البيوع؛ سداً لذرائع النزاع والغش، وتحقيقاً للعدل والشفافية في المعاملات.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تحريم بيع المجهول: يحرّم بيع ما كان مجهول المقدار بالكيل أو الوزن المعتاد؛ لأنه غرر وجهالة تفضي إلى النزاع والخصام.
2- الشفافية في المعاملات: الإسلام يحث على الوضوح والبيان في المعاملات المالية، ويحرم الغش والتدليس.
3- سد الذرائع: النهي عن بيع الصبرة من باب سد الذرائع الموصلة إلى المنازعات وأكل أموال الناس بالباطل.
4- مراعاة العدل: البيع يجب أن يكون معلوماً للطرفين بمقدار واضح يزيل الجهالة ويحقق العدل.
5- التأكيد على التقوى: البائع والمشتري مأموران بالتقوى في البيع والشراء، وترك ما يشتبه فيه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تُعدّ من أصول المعاملات في الفقه الإسلامي.
- إذا كانت الصبرة معروفة المقدار بالكيل (كأن يعلم البائع والمشتري أنها تساوي عشرة أوسق مثلاً) فبيعها جائز عند الجمهور؛ لأن الجهالة زالت.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على تحريم بيع كل مجهول يؤدي إلى النزاع، وليس التمر فقط.
- من الحكم النبوية في النهي عن ذلك: منع الخصومة بين الناس، وحماية الحقوق، وتحقيق الطمأنينة في المعاملات.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة النبي ﷺ، والنجاة من الغش والحرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البيوع (١٥٣٠) عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح، أخبرنا ابن وهب، حدثني ابن جريج، أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول فذكره.
ورواه النسائي (٤٥٤٨) من وجه آخر عن حجاج، قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: قال النبي ﷺ: «لا تباع الصبرة من الطعام بالصبرة من الطعام، ولا الصبرة من الطعام بالكيل المسمى من الطعام».
والصبرة هي الكومة، يقال: اشترى الشيء صبرة أي بلا وزن ولا كيل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

  • 📜 حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب