حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز إعطاء الأجرة للحجّام

عن أنس بن مالك أنه قال: احتجم رسول اللَّه ﷺ، حجمه أبو طيبة، فأمر له رسول اللَّه ﷺ بصاع من تمر، وأمر أهله أن يُخَفِّفُوا عنه من خراجه.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (٢٦) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك أنه قال: احتجم رسول اللَّه ﷺ، حجمه أبو طيبة، فأمر له رسول اللَّه ﷺ بصاع من تمر، وأمر أهله أن يُخَفِّفُوا عنه من خراجه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ، وَأَمَرَ أَهْلَهُ أَنْ يُخَفِّفُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ."
(رواه البخاري ومسلم)


١. شرح المفردات:


* احتجم: الحجامة هي علاج طبي قديم، وهي سحب الدم من مواضع محددة في الجسم باستخدام كؤوس الهواء ومشرط، وكانت معروفة ومستخدمة في زمن النبي ﷺ.
* أبو طيبة: هو الحجَّام الذي قام بعملية الحجامة للنبي ﷺ، وكان هذا لقبه، واسمه غير مشهور، ويُقال إنه كان عبدًا مملوكًا لأحد الأنصار.
* صاع من تمر: الصاع مكيال معروف عند العرب، يساوي أربعة أمداد، وقدره الفقهاء بحوالي (2.5 - 3) كيلوغرامات تقريبًا. والتمر كان من القوت الأساسي في المدينة.
* يُخففوا عنه من خراجه: الخراج هنا هو الضريبة أو المال الذي كان يجبى من الأراضي الزراعية التي فتحها المسلمون. وقيل إن "الخراج" هنا يعني "الضريبة" التي كان أبو طيبة يدفعها لسيده لأنه كان مملوكًا. والمعنى: أمر النبي ﷺ سيد أبي طيبة (أهله) أن يخففوا عنه المبلغ الذي يفرضونه عليه من المال أو العمل.


٢. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، عن حادثة وقعت، حيث قام النبي ﷺ بالحجامة، وكان الذي قام بها رجل يُكنى بأبي طيبة.
ولما انتهى أبو طيبة من خدمته، لم يبخل عليه النبي ﷺ بأجر، بل أمر له بصاع من تمر، وهو أجر معتبر ومكافئ لعمل الحجامة في ذلك الوقت.
ولم يكتفِ النبي ﷺ بذلك، بل تجاوز مجرد الأجر المباشر إلى إسداء معروف أكبر، حيث أمر سيد أبي طيبة (أهله) أن يخففوا عنه من خراجه، أي أن يخفضوا المبلغ الذي يطلبونه منه من مال أو عمل، تكريمًا له على خدمته لرسول الله ﷺ وتخفيفًا لأعبائه المعيشية.


٣. الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز الاحتجام والتداوي: الحديث دليل على مشروعية التداوي والعلاج، والحجامة من العلاجات النبوية التي أثبت العلم الحديث فوائدها الكثيرة.
2- إعطاء الأجير حقه كاملًا: يوضح الحديث وجوب إعطاء العامل أو صاحب الحرفة أجرته كاملة دون بخس أو مماطلة، بل وبشكل فوري وسخي. قال ﷺ: «أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ».
3- الاعتراف بالجميل ومكافأة المحسن: النبي ﷺ لم يكتفِ بإعطاء الأجر العادل، بل زاد على ذلك بتخفيف العبء عن أبي طيبة، مما يدل على شكر النعمة والاعتراف بفضل من أحسن إليك، حتى ولو كانت خدمة بسيطة.
4- الرفق بالخدم والموالي: أمر النبي ﷺ بتخفيف الخراج عن أبي طيبة (الذي كان عبدًا مملوكًا) درس عظيم في معاملة الخدم والموالي والرفق بهم، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون.
5- خلق الكرم والسخاء: في فعل النبي ﷺ تتجلى أخلاقه الكريمة ﷺ، حيث كان أجود الناس، يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة.
6- التواضع: تقبل النبي ﷺ أن يخدمه عبد مملوك، وقبوله للعلاج يدل على تواضعه الجم وعدم تكبره.


٤. معلومات إضافية مفيدة:


* ورد في بعض روايات الحديث أن النبي ﷺ قال عن أبي طيبة بعد الحجامة: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ»، وهذا من رواية أبي داود، ويستدل به بعض العلماء على أن الحجامة تفطر الصائم، وهو قول جمهور العلماء.
* الحجامة من الطب النبوي الذي أوصى به ﷺ، فقد قال: «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ» (رواه البخاري ومسلم).
* هذا الحديث يعد من أدلة أهل السنة على صفات النبي ﷺ البشرية، وأنه كان يتألم ويمرض ويحتاج إلى العلاج مثل سائر البشر، مما يرد على من غلا فيه من الطوائف.
والحمد لله رب العالمين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (٢٦) عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك فذكره. ورواه البخاري في الطب (٥٦٩٦)، ومسلم في المساقاة (١٥٧٧: ٦٢) من وجه آخر عن حميد الطويل، عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن أجر الحجام؟ فقال: احتجم رسول اللَّه ﷺ، حجمه أبو طيبة، وأعطاه صاعين من طعام، وكلم مواليه، فخَفَّفُوا عنه، وقال: «إنّ أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقُسْط البحري». واللفظ البخاري.
ورواه البخاري في الإجارة (٢٢٨٠) من طريق عمرو بن عامر (هو الأنصاري) قال: سمعت أنسًا يقول: كان النبي ﷺ يحتجم، ولم يكن يظلم أحدًا أجره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 432 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

  • 📜 حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب