نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب، وعسب الفحل.

حسن: رواه النسائي (٤٦٧٣)، وأحمد (٧٩٧٦) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن المغيرة (وهو ابن مقسم الضبي)، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي نُعم قال: سمعت أبا هريرة يقول فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن أبي هريرة قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب، وعسب الفحل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه نهي النبي ﷺ عن أربعة أنواع من الكسب، وهي: كسب الحجام، وكسب البغي، وثمن الكلب، وعسب الفحل.

أولاً. شرح المفردات:

● كسب الحجام: ما يأخذه الحجَّام (من يمص دم الناس بالشرط أو كيه) مقابل عمله.
● كسب البغي: ما تكسبه المرأة الزانية من مال مقابل فعل الفاحشة.
● ثمن الكلب: المال الذي يُباع به الكلب.
● عسب الفحل: ما يُؤخذ من المال مقابل تلقيح الفحل (الذكر من الحيوانات) للإناث.

ثانياً. شرح الحديث:

نهى النبي ﷺ عن هذه الأنواع الأربعة من الكسب لكونها إما محرمة في ذاتها أو مشتملة على ما يخالف الشرع:
1- كسب الحجام: اختلف العلماء في حكمه؛ فمنهم من رأى النهي للتنزيه وليس للتحريم، واستدلوا بأن النبي ﷺ احتجم وأعطى الحجام أجره، ومنهم من حمله على الكراهة، وآخرون على التحريم إذا كان العمل فيه ضرر أو غش. والأظهر -والله أعلم- أن النهي للكراهة التنزيهية لا للتحريم، خاصة مع ثبوت أن النبي ﷺ أعطى الحجام أجره.
2- كسب البغي: وهو حرام بالإجماع؛ لأنه مالٌ جاء من معصية الله وفعل فاحشة الزنا، والله تعالى يقول: {وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]. فلا يحل لأحد أن يأكل مالاً من هذا الطريق.
3- ثمن الكلب: نهى النبي ﷺ عن ثمن الكلب؛ لأن اقتناء الكلب -إلا لما أباحه الشرع كالصيد والحراسة- مكروه أو محرم، وفي بيعه إعانة على ذلك، كما أن العرب في الجاهلية كانت تبيع الكلاب بأسعار باهظة، فنهى الإسلام عن ذلك. أما إذا كان الكلب مما أباحه الشرع (ككلب الصيد أو الماشية أو الزرع) فبيعُه جائز عند جمهور العلماء.
4- عسب الفحل: وهو المال الذي يُؤخذ مقابل تلقيح الذكر للأنثى من الحيوانات، وهذا النهي لأنه يشبه بيع الماء الذي هو من نعم الله المجانية، وفيه نوع من الاستغلال بغير حق. وقد أجاز بعض العلماء أخذ الأجرة على التلقيح إذا كان هناك جهد وتعب، ولكن الأفضل ترك ذلك اتّباعاً للنهي.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

- تحريم الكسب الخبيث الذي جاء من معصية الله كالزنا.
- النهي عن المعاملات التي فيها غرر أو استغلال بغير حق.
- الحث على طلب الرزق الحلال والبعد عن الشبهات.
- بيان سماحة الإسلام وعدله في المعاملات المالية.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذه الأنواع الأربعة متفاوتة في الحكم؛ فكسب البغي محرم قطعاً، وأما الثلاثة الباقية ففيها خلاف بين العلماء بين الكراهة والتحريم، والأخذ بالرأي الأرجح هو الأولى.
- الحديث يدل على عناية الإسلام بتنقية المجتمع من المفاسد الاقتصادية والأخلاقية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٦٧٣)، وأحمد (٧٩٧٦) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن المغيرة (وهو ابن مقسم الضبي)، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي نُعم قال: سمعت أبا هريرة يقول فذكره. واللفظ لأحمد. والنسائي لم يذكر «كسب البغي».
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي نُعم -بضم النون، وسكون المهملة-، ضعفه ابن معين، ووثّقه النسائي، وابن حبان، وابن سعد، وهو حسن الحديث. قال ابن حبان: كان من عباد أهل الكوفة ممن يصبر على الجوع الدائم.
وذكر أحمد في آخر الحديث قون أبي هريرة قال: «وعسب الفحل». قال: قال أبو هريرة: «هذه من كيسي». وقد استشكل قوله هذا كثير من أهل العلم مع أنه ثبت عنه مرفوعًا في رواية أخرى، فلعله كان يزيد أولا في الحديث عنده قياسا على كسب البغي، ثم وقف على روايات بعض الصحابة، فتراجع عن قوله، ورواه مرفوعًا.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 440 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

📜 حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية