حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن بيع عَسْب الفحل وضرابه

عن جابر قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض لتُحرث. فعن ذلك نهى النبي ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٥٦٥: ٣٥) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول فذكره.

عن جابر قال: نهى رسول اللَّه ﷺ عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض لتُحرث. فعن ذلك نهى النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله ﷺ عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض لتُحرث. فعن ذلك نهى النبي ﷺ."

1. شرح المفردات:


● نهى: أي حرَّم أو منع تحريمًا شرعيًا.
● بيع ضراب الجمل: "ضراب الجمل" هو أن يُباعَ جماعُ الفحل من الإبل لتلقيح النوق، فيُعطى صاحبه أجرًا على ذلك.
● بيع الماء: أي بيع الحق في الانتفاع بالماء، مثل بيع ماء الآبار أو الأنهار للشرب أو السقي.
● الأرض لتُحرث: أي بيع الأرض على شرط أن يحْرثها المشتري ثم ترد إلى البائع بعد ذلك، أو بيْعٌ فيه غرر وجهالة.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث يحوي نهي النبي ﷺ عن ثلاثة أنواع من البيوع التي فيها غرر أو جهالة أو ظلم، وهي:
أ) نهيه عن بيع ضراب الجمل:
- وهذا البيع يكون بأن يبيع صاحب الفحل (ذكر الإبل) خدمة تلقِيح النوق، بأجر معين، لكن النتيجة غير مضمونة؛ فقد لا تحمل الناقة، أو قد يموت الفحل قبل أن يضرب، أو قد لا يقبل على النوق، ففي ذلك غرر وجهالة في العقد، لأنه بيع لمنفعة غير متحققة. وقد ذهب جمهور العلماء إلى تحريم هذا البيع لوجود الغرر.
ب) نهيه عن بيع الماء:
- والمقصود هنا بيع الماء الذي هو من الموارد العامة التي يحتاجها الناس، مثل ماء الأنهار والآبار العامة، فينهى عن بيعه لأنه من الاحتكار للماء الذي هو ضرورة للحياة، وفي ذلك ظلم للناس ومنع لهم من حقهم في الشرب والسقي. وقد استثنى العلماء إذا كان الماء مملوكًا لشخص خاص، كبئر حفرها في أرضه، فيجوز بيعه حينئذٍ.
ج) نهيه عن بيع الأرض لتحرث:
- والمقصود هو بيع الأرض على شرط أن يحرثها المشتري ثم ترد إلى البائع بعد مدة، أو بيوع أخرى فيها غرر، كأن يبيعها لمدة غير محدودة، أو بيع لا يستوفي شروط البيع الصحيح. وهذا النوع من البيوع قد يؤدي إلى النزاع والجهالة في العقد.

3. الدروس المستفادة:


- تحريم البيوع التي فيها غرر أو جهالة، لأن الإسلام يحرم أكل أموال الناس بالباطل.
- النهي عن احتكار المياه والموارد العامة التي هي من حقوق الناس.
- وجوب التوضيح والشفافية في المعاملات المالية، وعدم الدخول في عقود قد تؤدي إلى نزاع أو ظلم.
- حرص الشريعة على العدل ومنع الظلم في المعاملات، وستر الذرائع المؤدية إلى الخلافات.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- بعض العلماء قيَّد النهي عن بيع الماء إذا كان من موارد العامة، أما إذا كان مملوكًا ملكًا خاصًا، كمن حفر بئرًا في أرضه، فيجوز بيعه.
- النهي عن بيع ضراب الجمل يشمل أيضًا بيع منافع الحيوانات التي فيها غرر، مثل بيع لبن في الضرع، أو صوف على الظهر، إذا كان البيع قبل حصول المنفعة.
نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، ويبصرنا بشرعه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٥٦٥: ٣٥) عن إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا روح بن عبادة، حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 439 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

  • 📜 حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض لتحرث

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب