حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في جواز إعطاء الأجرة للحجّام

عن جابر بن عبد اللَّه قال: دعا النبي ﷺ أبا طيبة فحجمه قال: فسأله «كم ضريبتك؟». قال: ثلاثة آصع. قال: فوضع عنه صاعا.

صحيح: رواه أحمد (١٤٨٠٩)، وأبو يعلى (١٧٧٧)، كلاهما من طريق أبي عوانة، حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سليمان بن قيس، عن جابر بن عبد اللَّه فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: دعا النبي ﷺ أبا طيبة فحجمه قال: فسأله «كم ضريبتك؟». قال: ثلاثة آصع. قال: فوضع عنه صاعا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:

نص الحديث:


عن جابر بن عبد اللَّه قال: دعا النبي ﷺ أبا طيبة فحجمه قال: فسأله «كم ضريبتك؟». قال: ثلاثة آصع. قال: فوضع عنه صاعا.


1. شرح المفردات:


● أبا طيبة: هو الحجَّام الذي قام بعملية الحجامة للنبي ﷺ، واسمه كما ورد في بعض الروايات "أبو هند" أو "أبو طيبة"، وكان من الموالي.
● حجمه: أي أجرى له الحجامة، وهي عملية إخراج الدم الفاسد من الجسم عن طريق الشفط أو الكؤوس.
● ضريبتك: أي أجرك أو أُجرتك التي تأخذها مقابل عملك.
● آصع: جمع صاع، والصاع مكيال معروف في زمن النبي ﷺ، يساوي حوالي 2.04 كيلوغرام من القمح أو ما يعادله.
● وضع عنه صاعا: أي خفَّف عنه وأعطاه أقل من طلبه، أو أمر بأن يُعطَى صاعين فقط بدلاً من ثلاثة.


2. شرح الحديث:


في هذا الحديث يخبرنا الصحابي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي ﷺ استدعى رجلاً يُكنى بأبي طيبة ليجري له الحجامة. وبعد أن انتهى من عمله، سأله النبي ﷺ عن أجره، فقال أبو طيبة: أجرتي ثلاثة آصع من الطعام (أي من تمر أو شعير أو ما شابه). فما كان من النبي ﷺ إلا أن خفف عنه وأمر بإعطائه صاعين فقط بدلاً من ثلاثة.
وهذا الفعل من النبي ﷺ يحمل معاني عديدة:
● التيسير على الناس: فقد وضع عنه صاعًا تخفيفًا عنه، مع أن النبي ﷺ كان أحق الناس بأخذ حقه كاملاً.
● التعامل بالرفق واللين: حتى في الأمور المادية، كان النبي ﷺ يعامل الناس بأخلاق عالية.
● عدم المغالاة في الأجور: فقد يكون في هذا توجيه بعدم المبالغة في طلب الأجر، خاصة في الخدمات التي تقدم للناس.


3. الدروس المستفادة منه:


● الرفق بالعمال وأصحاب الحرف: ينبغي للمرء أن يكون رفيقًا بمن يخدمه، وأن لا يبخس حقه، بل قد يتفضل عليه بالتخفيف إن كان ذلك ممكنًا.
● عدم المغالاة في طلب الأجر: وهذا توجيه لأصحاب المهن أن يكونوا معتدلين في طلب الأجر، وأن لا يبالغوا فيه.
● تقدير قيمة العمل: النبي ﷺ سأل عن الأجر وأعطاه، مما يدل على أهمية إعطاء العامل حقه كاملاً دون بخس.
● التيسير في المعاملات: من السنة التيسير على الناس وعدم التشديد عليهم، خاصة في الأمور المالية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● الحجامة سنة نبوية: فقد احتجم النبي ﷺ في عدة مواضع من جسده، مثل الأخدعين (جانبي الرقبة) والكاهل (أعلى الظهر)، وهي من الطب النبوي الذي أثبت العلم الحديث فوائده.
● الصاع مكيال شرعي: يُستخدم في الزكاة والكفارات، وقدره كما ذكرنا حوالي 2.04 كيلوغرام.
● الحديث يدل على جواز أخذ الأجر على الحجامة: وهذا من باب الجعالة أو الأجر على العمل، وهو جائز شرعًا.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في السنة النبوية، وأن يهدينا إلى صراطه المستقيم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٨٠٩)، وأبو يعلى (١٧٧٧)، كلاهما من طريق أبي عوانة، حدثنا أبو بشر جعفر بن أبي وحشية، عن سليمان بن قيس، عن جابر بن عبد اللَّه فذكره.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٣٥٣٦) من وجه آخر عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه أن النبي ﷺ أمر أبا طيبة أن يأتيه مع غيبوبة الشمس، فأمره أن يضع المحاجم مع إفطار الصائم، فحجمه، ثم سأله: «كم خراجك؟» قال: صاعين فوضع النبي ﷺ عنه صاعا.
وفي الباب ما روي عن ابن عمر أن النبي ﷺ دعا حجاما، فحجمه، وسأله «كم خراجك؟». فقال: ثلاثة آصع. قال: فوضع عنه صاعا وأعطاه أجره.
رواه الترمذي في الشمائل (٣٥٧) عن هارون بن إسحاق، حدثنا عبدة، عن ابن أبي ليلى، عن
نافع، عن ابن عمر فذكره.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي ضعيف عند جمهور أهل العلم.
فقه هذا الباب:
تدل أحاديث هذا الباب على أن أجرة الحجام ليست بحرام، وإن خبثها من قبل دناءة مخرجها، ولذا يحمل النهي عنه على التنزيه لدناءته، وفيه ترغيب في تطهير الطعام إلى ما هو أطيب وأحسن؛ لأن بعض الكسب يكون أعلى وأفضل، وبعضه يكون أدنى وأوكح.
أفاده الخطابي في «المعالم» ولكن ذكرته ملخصًا؛ لأن في بعض كلامه نظر.
وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن النهي عن كسب الحجام منسوخ بأحاديث الباب، سواء شرط ذلك أو لم يشترط؛ فإنه يجوز للحجام أخذ الأجرة على عمله، إن كانت هذه مهنته، بخلاف من لم تكن هذه مهنته فالتنزه منه أفضل.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 437 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

  • 📜 حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب