الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال: «الحمد للَّه نحمده ونستعينه ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبدُه ورسوله، أما بعد: ».

صحيح: رواه مسلم في الجمعة (٨٦٨) من طرق عن عبد الأعلى (وهو أبو همام)، حدثنا داود (ابن أبي هند) عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره، وفيه قصة.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي ﷺ، هو في الحقيقة مقدمة خطبة كان النبي ﷺ يفتتح بها كلامه، وقد اشتملت على معانٍ عظيمة وأسس إيمانية راسخة.

أولاً. شرح المفردات:

● الحمد لله: الثناء على الله بصفات الكمال والجلال.
● نحمده: نثني عليه ونعترف بنعمه.
● نستعينه: نطلب العون والتوفيق منه سبحانه.
● نعوذ بالله: نلتجئ ونتحصن به.
● شرور أنفسنا: ما تضمره النفوس من سوء أو تزيين للمعاصي.
● سيئات أعمالنا: الذنوب والخطايا التي تصدر منا.
● يهده الله: يرشده إلى طريق الحق.
● مضل: من يضلله ويصرفه عن الهدى.
● يضلل: يتركه في الضلال.
● هادي: من يهديه إلى الصراط المستقيم.
● أشهد أن لا إله إلا الله: أعلن وأقر بوحدانية الله.
● عبده ورسوله: المخلوق المطيع لله، والمبعوث بالرسالة.

ثانياً. شرح الحديث:

هذا النص يُعتبر من جوامع الكلم التي أوتيها النبي ﷺ، حيث جمعت بين التوجه إلى الله بالحمد والثناء، والاستعانة به، والاعتراف بالضعف البشري والحاجة إلى العصمة من الشرور والذنوب.
● "الحمد لله نحمده ونستعينه": ابتدأ النبي ﷺ بحمد الله والاعتراف بفضله، ثم الاستعانة به في كل أمر، مما يدل على أن العبد لا غنى له عن ربه طرفة عين.
● "نعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا": هنا يعلمنا النبي ﷺ أن نلجأ إلى الله من شر أنفسنا الأمارة بالسوء، ومن الذنوب التي قد نقع فيها عن جهل أو تقصير.
● "من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له": هذا إقرار بقدرة الله المطلقة على الهداية والإضلال، وأنه لا هادي إلا الله، ولا مضل إلا هو، مما يربي في المسلم التوكل على الله في طلب الهداية والخوف من الضلال.
● "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله": هذه الشهادة هي أساس الدين، وهي الركن الأول من أركان الإسلام، وفي تكراريها في opening الخطبة تأكيد على أهميتها.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- ابتداء الأمور بحمد الله والاستعانة به: مما يجلب البركة والتوفيق.
2- الاعتراف بالعجز والتقصير: واللجوء إلى الله للوقاية من شرور النفس والذنوب.
3- التوحيد والاستشهاد به: في بدء الخطاب يعزز الإيمان ويذكر بالله.
4- التذكير بنبوة محمد ﷺ: والإقرار برسالته وعبوديته لله.
5- التفويض لله في الهداية والضلال: مما يربي في القلب الخشية والرجاء.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الافتتاح يُعرف بـ "خطبة الحاجة"، وكان النبي ﷺ يعلمها أصحابه ليفتتحوا بها خطبهم ومحادثاتهم المهمة.
- يستحب للمسلم أن يفتتح خطبه أو كلامه المهم بهذا النص، اقتداءً بالنبي ﷺ.
- الحديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصححه الألباني.
أسأل الله أن يجعلنا من المهتدين المستعينين به، المعتصمين بحبله المتين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الجمعة (٨٦٨) من طرق عن عبد الأعلى (وهو أبو همام)، حدثنا داود (ابن أبي هند) عن عمرو بن سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره، وفيه قصة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

📜 حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية