حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب خطبة النكاح

وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «كل خُطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء».

حسن: رواه أبو داود (٤٨٤١) والترمذي (١١١٨) وأحمد (٨٠١٨) وابن حبان في صحيحه (٢٧٩٦) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، قال: سمعت أبا هريرة فذكره.

وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «كل خُطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا حديث شريف نَبِيل، يُرشدنا إلى سُنَّةٍ من سنن النبي الكريم في الخطاب والكلام، وسأشرحه لك على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● خُطبة: الكلام الذي يُلقى على جماعة من الناس لإقناعهم أو وعظهم أو إعلامهم، سواء أكان في الجمعة، أو العيد، أو النكاح، أو غير ذلك.
● التشهد: هو قول: "التحيات لله، والصلوات والطيبات..." إلخ، وهو الذكر المعروف الذي نَقُولُه في الصلاة.
● اليد الجذماء: اليد المقطوعة أو المشلولة التي لا خير فيها ولا نفع. والجذماء من الجَذْم، وهو القطع.

ثانياً. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف أن أي كلمة أو خطاب يوجهه المسلم إلى الناس، سواء كان وعظاً، أو نصيحة، أو حديثاً عاماً، إذا خلا من ذكر الله تعالى، والتشهد الذي هو من أعظم أنواع الثناء على الله، فإنه يكون ناقصاً، قليل البركة، قليل الفائدة، كاليد المقطوعة التي لا تستطيع أن تعمل، أو تأخذ، أو تعطي.
وليس المقصود حصراً التشهد المعروف في الصلاة، بل المقصود أعم، وهو أن يبدأ الإنسان كلامه بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك يجلب البركة، ويُذكِّر بالله، ويُضفي على الكلام وقاراً واحتراماً.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- التزام الأدب مع الله في الكلام: فيستحب للمسلم أن يبدأ أحاديثه، وخاصة تلك التي تكون موجهة إلى الناس، بحمد الله والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم.
2- طلب البركة في الكلام: بدء الكلام بذكر الله يجعل فيه بركة، ويجعله مؤثراً، نافعاً، مقبولاً.
3- التنبه لإصلاح الأسلوب والمنهج: الحديث يُعلّمنا أن نحرص على أن يكون كلامنا كاملاً نافعاً، ليس فيه نقص أو عجز.
4- التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم: فإنه كان يبدأ خطبه وأحاديثه بالحمد لله، والصلاة عليه، فكان ذلك من هديه الكريم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه أبو داود والترمذي، وهو حسن.
- يستحب هذا الذكر في بداية الخطب الرسمية، وفي الدروس، وفي المحاضرات، بل وفي أي كلام مهم.
- ليس المقصود التشهد الخاص بالصلاة فقط، بل يكفي أن يقول: "الحمد لله، ونصلي ونسلم على رسول الله"، ونحو ذلك.
- هذا من كمال الأدب مع الله، وهو من أسباب قبول العمل وإصابة الخير.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٤٨٤١) والترمذي (١١١٨) وأحمد (٨٠١٨) وابن حبان في صحيحه (٢٧٩٦) كلهم من طرق عن عاصم بن كليب، قال: حدثني أبي، قال: سمعت أبا هريرة فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عاصم وأبيه فهما حسنا الحديث.
والجذماء: المقطوعة أي اليد التي لا يستفاد منها.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «كل أمر ذي بال، لا يبدأ فيه بالحمد فهو أقطع» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٤٨٤٠) وابن ماجه (١٨٩٤) والدارقطني (١/ ٢٢٩) كلهم من حديث الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل قرة وهو ابن عبد الرحمن المعافري المصري مختلف فيه، والجمهور على تضعيفه.
قال الدارقطني: «تفرد به قرة عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة».
وأرسله غيره عن الزهري، عن النبي ﷺ، وقرة ليس بقوي في الحديث. ورواه صدقة، عن محمد بن سعيد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن النبي ﷺ، ولا يصح الحديث. وصدقة ومحمد بن سعيد ضعيفان. والمرسل هو الصواب. انتهى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 3 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

  • 📜 حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب