حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترغيب الشباب في الزواج وكراهية التبتل والخصاء

عن علقمة قال: كنتُ أمشي مع عبد اللَّه بمنى، فلقيه عثمان، فقام معه يحدّثُه. فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوِّجك جاريةً شابةً لعلّها تذكِّرك بعضّ ما مضى من زمانك. قال: فقال عبد اللَّه: لئن قلتَ ذاك، لقد قال لنا رسول اللَّه ﷺ: «يا معشر الشباب، من استطاع منكمُ الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاءٌ».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٥) من طريق حفص بن غياث، ومسلم في النكاح (١: ١٤٠٠) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، حدثني إبراهيم (وهو النخعي)، عن علقمة، فذكره.

عن علقمة قال: كنتُ أمشي مع عبد اللَّه بمنى، فلقيه عثمان، فقام معه يحدّثُه. فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوِّجك جاريةً شابةً لعلّها تذكِّرك بعضّ ما مضى من زمانك. قال: فقال عبد اللَّه: لئن قلتَ ذاك، لقد قال لنا رسول اللَّه ﷺ: «يا معشر الشباب، من استطاع منكمُ الباءة فليتزوج، فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاءٌ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث ورواته:


هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، وغيرهما من أئمة الحديث. وهو حديث صحيح متفق على صحته. والحديث من رواية الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو من كبار فقهاء الصحابة وقرائهم.

سبب ورود الحديث (المناسبة):


الحديث ورد في سياق نصيحة من عثمان بن عفان رضي الله عنه لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث اقترح عليه الزواج بجارية شابة لتذكره بأيام شبابه، فرد عليه ابن مسعود بهذا الحديث الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.

شرح المفردات:


● الباءة: المقدرة على الزواج وتحمل أعبائه من المهر والنفقة وغيرها.
● أغض للبصر: أي أكثر غضًا للبصر عن المحرمات، وأقمع له عن النظر إلى ما حرم الله.
● أحصن للفرج: أي أكثر حماية للعفة، وأعصم للفرج من الوقوع في الزنا أو الفاحشة.
● وِجاء: الوِجاء هو رضّ العضو التناسلي للذكر (الخصيتين) لإضعاف الشهوة، وكانت العرب تفعله في الجاهلية. والمقصود هنا أن الصوم يضعف الشهوة ويقمعها كما يفعل الوجاء.

شرح الحديث:


يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: "يا معشر الشباب" - أي يا جماعة الشباب - "من استطاع منكم الباءة فليتزوج" أي من كان قادرًا على تحمل أعباء الزواج المادية والبدنية فليتزوج، "فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" لأن الزواج يساعد الشاب على غض بصره عن المحرمات، ويحفظ فرجه من الوقوع في الفواحش.
ثم يقول صلى الله عليه وسلم: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" أي من لم يقدر على الزواج لعدم استطاعته تحمل أعبائه، فليكثر من الصوم (صوم النوافل) لأنه يضعف الشهوة ويقمعها، كما يضعفها الوجاء.

الدروس المستفادة والعبر:


1- حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في علاج مشكلة الشباب: حيث وجههم إلى العلاج الشرعي لمشكلة الشهوة، إما بالزواج إن استطاعوا، أو بالصوم إن عجزوا.
2- الزواج وسيلة للعفة والطهارة: فهو ليس مجرد علاقة جسدية، بل هو وسيلة لحفظ الدين والعفة وغض البصر.
3- الصوم مدرسة للتقوى: فالصوم لا يقتصر على كونه عبادة فقط، بل هو أيضًا وسيلة لقمع الشهوات وتدريب النفس على الصبر والتحمل.
4- مراعاة الظروف المادية: حيث راعى الإسلام ظروف الناس، فلم يوجب الزواج على كل أحد، بل على من استطاع فقط.
5- النصيحة للأصدقاء والإخوان: كما فعل عثمان رضي الله عنه مع ابن مسعود، حيث نصحه بما يراه مفيدًا له.

فوائد إضافية:


- الحديث يدل على أن الإسلام دين واقعي، يراعي طبيعة البشر وظروفهم.
- فيه حث للشباب على المسارعة إلى الزواج عند القدرة، وعدم التأخر فيه بدون عذر.
- الصوم المستحب (غير الفريضة) له فوائد عظيمة في تهذيب النفس وكسر الشهوة.
- الحديث يرد على من يحرمون الزواج أو يعقدونه، ويبين أن الزواج من سنن المرسلين.
أسأل الله تعالى أن يعين الشباب على الزواج، وأن يغنيهم من فضله، ويحفظهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥٠٦٥) من طريق حفص بن غياث، ومسلم في النكاح (١: ١٤٠٠) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، حدثني إبراهيم (وهو النخعي)، عن علقمة، فذكره. واللفظ لمسلم.
وفي رواية له من طريق جرير، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: دخلت أنا وعمّي علقمة والأسود على عبد اللَّه بن مسعود قال: وأنا شابّ يومئذ، فذكر حديثًا رُئيتُ أنه حدث به من أجلي. قال: قال رسول اللَّه ﷺ بمثل حديث أبي معاوية. وزاد: قال: فلم ألبث حتى تزوّجتُ.
والباءة معناها الجماع، وأصلها المكان، والذي يأوي إليه الإنسان، وسمي النكاح بها، لأن من تزوج امرأة بوأها منزلًا. «شرح السنة» (٩/ ٤).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 5 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

  • 📜 حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب