حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما رُويَ في القصاص من الضرب

خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرانينا النبي ﷺ، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله أخباركم، ألا وإن النبي ﷺ قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر منكم خيرًا ظننا به خيرًا وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرًا، ظننا به شرًا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى عليّ حينٌ وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيّل إليّ بأخرة ألا إن رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم.
ألا إني والله ما أرسل عُمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصّنّه منه. فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته، أئنك لَمُقتَصّه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذًا لأقصّنّه منه، وقد رأيت رسول الله ﷺ يُقص من نفسه؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلّوهم، ولا تُجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتُضيّعوهم.

صحيح: رواه أحمد (٢٨٦) واللفظ له، وأبو داود (٤٥٣٧) والنسائي (٤٧٧٧) وصحّحه الحاكم (٤/ ٤٣٩) كلهم من حديث الجريري سعيد بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، قال: خطب عمر فذكره، وسيق بسند صحيح في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3642).

خطب عمر بن الخطاب فقال: يا أيها الناس، ألا إنا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرانينا النبي ﷺ، وإذ ينزل الوحي، وإذ ينبئنا الله أخباركم، ألا وإن النبي ﷺ قد انطلق، وقد انقطع الوحي، وإنما نعرفكم بما نقول لكم، من أظهر منكم خيرًا ظننا به خيرًا وأحببناه عليه، ومن أظهر لنا شرًا، ظننا به شرًا، وأبغضناه عليه، سرائركم بينكم وبين ربكم، ألا إنه قد أتى عليّ حينٌ وأنا أحسب أن من قرأ القرآن يريد الله وما عنده، فقد خيّل إليّ بأخرة ألا إن رجالا قد قرؤوه يريدون به ما عند الناس، فأريدوا الله بقراءتكم، وأريدوه بأعمالكم.
ألا إني والله ما أرسل عُمالي إليكم ليضربوا أبشاركم، ولا ليأخذوا أموالكم، ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم، فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي، فوالذي نفسي بيده إذًا لأقصّنّه منه. فوثب عمرو بن العاص، فقال: يا أمير المؤمنين، أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية، فأدب بعض رعيته، أئنك لَمُقتَصّه منه؟ قال: إي والذي نفس عمر بيده، إذًا لأقصّنّه منه، وقد رأيت رسول الله ﷺ يُقص من نفسه؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلّوهم، ولا تُجمروهم فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض فتُضيّعوهم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يوضح فيه منهج الحكم في الإسلام، ويرسم معالم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويذكر بمسؤولية الولاة وأمانتهم. وفيما يلي شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● بين ظهرانينا: بيننا، في وسطنا.
● ينبئنا الله أخباركم: يخبرنا الله بحقائقكم وما تُخفون.
● انقطع الوحي: توقف بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
● يُخيّل إليّ: يتراءى لي ويظن.
● يُجمروهم: من الجَمْر، أي تحميلهم فوق طاقتهم أو إثقالهم بالمهام.
● الغياض: جمع غيضة، وهي الأماكن الوعرة البعيدة، والمقصود هنا إبعادهم عن مراكز العمران والحضارة.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ عمر رضي الله عنه خطبته بتذكير الناس بأنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان الوحي ينزل، فكان الله تعالى يخبر نبيه بحقائق الناس ونواياهم، ولكن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي، فأصبح الحكم على الناس بما يظهرون من أعمال.
ويؤكد أن الحاكم لا يعلم الغيب، فمن أظهر خيرًا عامله بالحسنى وأحبه، ومن أظهر شرًا عامله بذلك وأبغضه، أما السرائر فموكولة إلى الله تعالى.
ثم ينقل عمر تجربته الشخصية فيقول: كان يظن أن كل من يقرأ القرآن يريد وجه الله، ولكن تبين له أن بعضهم يقرؤه طلبًا للدنيا والمال والجاه، فيحذر الناس من ذلك ويأمرهم بالإخلاص لله في القراءة والعمل.
ويعلن سياسة حكمه بوضوح: أنه لم يبعث عماله (ولاته وقضاته) ليضربوا الناس أو ليأخذوا أموالهم، بل ليعلموهم الدين والسنة. ويؤكد على حق المُحكوم في الشكوى إذا تجاوز الوالي حدوده، ويعد بالقصاص منه إن ظلم.
ثم يقوم عمرو بن العاص رضي الله عنه (وكان واليًا على مصر) ليسأل: إذا أدب الوالي بعض رعيته تأديبًا مشروعًا، فهل سيقاصه عمر؟ فيؤكد عمر أنه سيفعل، ويستدل بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُقص من نفسه (أي يقبل أن يُقتص منه إذا أخطأ بحق أحد)، ويختم بوصايا ذهبية للحكام:
- لا تضربوا المسلمين فتُذلوهم.
- لا تُجمرروهم (لا تثقلوا عليهم) فتُفتنوهم.
- لا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم (أي تجعلوهم يشعرون بالجحود).
- لا تنزلوهم الغياض (لا تهمشوهم أو تبعدوهم) فتضيعوهم.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الشفافية والمسؤولية: الحاكم مسؤول أمام رعيته، يجب أن يكون واضحًا في سياسته وملتزمًا بالعدل.
2- الحكم بالظاهر: الإسلام يأمر بالحكم على الناس بما يظهرون، والله يتولى السرائر.
3- تحذير من الرياء: يجب إخلاص النية في العبادة والعمل، وعدم طلب الدنيا بالدين.
4- حق المحكوم في الشكوى: من حق الرعية أن تشكو الحاكم إذا ظلم، وعلى الحاكم أن يستمع ويعدل.
5- القدوة في القصاص: حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقتص منه، فالحاكم ليس فوق المحاسبة.
6- رعاية حقوق الرعية: الحاكم must protect the dignity, rights, and well-being of his people, and not overwhelm or marginalize them.


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الخطاب يصور روعة العدل في الإسلام، وشجاعة عمر رضي الله عنه في محاسبة ولاته.
- يستفاد منه أن النظام الإسلامي يقوم على المسؤولية المتبادلة والرقابة الشعبية.
- الوالي في الإسلام خادم للأمة، وليس متسلطًا عليها.
- كان عمر رضي الله عنه نموذجًا فريدًا في العدل والخشية من الله، حتى مع كونه خليفة للمسلمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٨٦) واللفظ له، وأبو داود (٤٥٣٧) والنسائي (٤٧٧٧) وصحّحه الحاكم (٤/ ٤٣٩) كلهم من حديث الجريري سعيد بن إياس، عن أبي نضرة، عن أبي فراس، قال: خطب عمر فذكره، وسيق بسند صحيح في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (3642).
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وهذا وهمٌ منه فإن أبا فراس وهو النهدي، وقيل: اسمه الربيع بن زياد لم يخرج له مسلم، وهو من رجال أبي داود والنسائي، ثم هو ممن انفرد بالرواية عنه أبو نضرة، ولم يوثقه أحد غير ابن حبان. فهو «مجهول»، وقال أبو زرعة: لا أعرفه.
وأما الجزء الأول من الخطبة فهو صحيح. رواه البخاري (٢٦٤١) عن الحكم بن نافع، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أنا عبد الله بن عتبة، قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: «إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ﷺ وإن الوحي قد انقطع، وإنما تأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمِنّاه وقرّبناه، وليس إلينا من سريرته شيء، اللهُ يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته حسنة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 140 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

  • 📜 حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب