حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الدية
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٤٩٨) عن الحميدي، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو قال: سمعت مجاهدًا قال: سمعت ابن عباس يقول: فذكره.
![عن ابن عباس يقول: كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكن فيهم الدية. فقال الله تعالى لهذه الأمة: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] فالعفو أن يقبل الدية في العمد. ﴿فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: ١٧٨] يتبع المعروف ويؤدي بإحسان ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] مما كتب على من كان قبلكم ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] أي قتل بعد قبول الدية. عن ابن عباس يقول: كان في بني إسرائيل القصاص، ولم تكن فيهم الدية. فقال الله تعالى لهذه الأمة: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] فالعفو أن يقبل الدية في العمد. ﴿فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ [البقرة: ١٧٨] يتبع المعروف ويؤدي بإحسان ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] مما كتب على من كان قبلكم ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٧٨] أي قتل بعد قبول الدية.](img/Hadith/hadith_6757.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.أما بعد، فإني أشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم من أهل السنة والجماعة، معتمدًا على كتب التفسير والحديث المعتمدة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب "الديات"، باب "قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ﴾"، وهو من كلام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، الصحابي الجليل وترجمان القرآن.
### ثانيًا. شرح المفردات
● بني إسرائيل: هم أمة اليهود من قبلنا.
● القصاص: هو القتل بالقتل، أي يُقتل القاتل عمدًا بمثل ما قَتل.
● الدية: المال المؤدَّى في الجناية على النفس أو ما دونها.
● العفو: هو المسامحة والتجاوز عن الحق.
● اتِّباعٌ بالمعروف: المطالبة بالدية بطريقة حسنة شرعية.
● أداءٌ بإحسان: أداء الدية بطريقة طيبة وحسنة.
● تخفيف من ربكم: التيسير والتسهيل من الله تعالى على هذه الأمة.
● اعتدى بعد ذلك: تجاوز الحد بالقتل بعد الصلح وقبول الدية.
### ثالثًا. شرح الحديث
يبيّن ابن عباس رضي الله عنهما في هذا الأثر أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير والرحمة مقارنة بمن سبقنا من الأمم. فبني إسرائيل كان عندهم نظام القصاص فقط (أي القتل بالقتل) دون وجود خيار الدية في القتل العمد. فجاءت هذه الأمة المحمدية بشرع الله تعالى الذي جمع بين العدل والرحمة، حيث شرع القصاص حفظًا للحقوق وزجرًا للعدوان، ولكنه فتح باب العفو وقبول الدية في القتل العمد تخفيفًا ورحمة.
وقوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى﴾ تأكيد على مشروعية القصاص لحماية الأنفس. وقوله: ﴿فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ﴾ أي من سامحه ولي الدم وأسقط حقه في القصاص إلى الدية. وقوله: ﴿فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ﴾ يعني أن ولي الدم يطلب الدية بالطريقة الشرعية المعروفة دون مماطلة أو إيذاء. وقوله: ﴿وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ﴾ يعني أن القاتل أو عاقلته يؤدون الدية بطيب نفس وإحسان دون بخس أو مماطلة.
وقوله: ﴿ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ﴾ إشارة إلى أن مشروعية الدية في القتل العمد هي تيسير من الله ورحمة بهذه الأمة، خلافًا للأمم السابقة التي كانت ملزمة بالقصاص فقط دون بديل. وقوله: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ﴾ يعني أن من قتل بعد الصلح وقبول الدية، فإن له عذابًا أليمًا في الدنيا والآخرة.
### رابعًا. الدروس المستفادة
1- رحمة الشريعة الإسلامية: حيث جمعت بين تحقيق العدل بالقصاص والرحمة بالعفو والدية.
2- مشروعية الدية في القتل العمد: إذا عفا ولي الدم، وهذا من محاسن الشريعة.
3- الحث على التسامح والعفو: مع ضمان الحقوق المادية للأحياء.
4- وجوب الوفاء بالعقود: فإذا تم الصلح على الدية وجب الوفاء بها من الطرفين.
5- التحذير من الغدر والاعتداء: بعد الصلح وقبول الدية، فإن ذلك يوجب العقاب الشديد.
### خامسًا. معلومات إضافية
- الدية في القتل العمد تكون بمقدار دية القتل الخطأ (وهي مائة من الإبل أو ما يعادلها) إذا عفا ولي الدم.
- إذا عفا ولي الدم عن الدية أيضًا، فهو أفضل وأعظم أجرًا.
- هذا الحديث يرد على من أنكر الدية في العمد، ويبين أنها مشروعة بالقرآن والسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
- 107 الأسنان سواء والأصابع سواء
- 108 دية الخطأ شبه العمد بالسوط والعصا مائة من الإبل
معلومات عن حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
📜 حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








