حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أن الجنابة لا يُقتص منها إلا بعد الاندمال
ضعيف: رواه الدارقطني (٣/ ٨٨) عن محمد بن مخلد، نا إسماعيل بن الفضل، نا يعقوب بن حميد، نا
عبد الله بن عبد الله الأموي، عن ابن جريج وعثمان بن الأسود ويعقوب بن عطاء، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإليك شرح الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
الحديث:
"رُوي عن جابر أن رجلا جرح، فأراد أن يستقيد فنهى رسول الله ﷺ أن يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح."
1. شرح المفردات:
● جَرَحَ: أي أصابه جرح بآلة حادة أو غيرها.
● يَسْتَقِيدَ: من القصاص، أي يطلب أن يُجرح الجارح بنفس طريقة الجرح الذي فعله.
● يُسْتَقَادَ: يُؤخذ بالقصاص منه.
● الْجَارِحَ: الشخص الذي تسبب في الجرح.
● يَبْرَأَ: يشفى ويُعافى من جرحه.
2. شرح الحديث:
يخبرنا الحديث أن رجلاً تعرض للجرح على يد آخر، فطلب المجروح أن يُقتص من الجارح مباشرةً (أي أن يُجرح بنفس الطريقة)، لكن النبي ﷺ نهى عن تنفيذ القصاص في حالة الجرح حتى يبرأ المجروح ويشفى تمامًا من جرحه.
الحكمة من النهي:
- حتى لا يزيد العقاب عن الجرم الواقع، فقد يموت المجروح أثناء القصاص فيكون القصاص قد تجاوز الحد، أو قد يبرأ المجروح فلا يحتاج إلى قصاصٍ كاملٍ إذا لم يمت أو لم يحدث ضررٌ دائم.
- ضمان العدالة؛ لأن شفاء الجرح قد يُظهر مدى خطورته (هل يؤدي إلى عاهةٍ مستديمةٍ أو وفاةٍ أو يشفى تمامًا)، وبالتالي يتحدد مقدار القصاص بناءً على النتيجة النهائية.
- منع التسرع في إيقاع العقاب الذي قد يكون أشد من الجريمة نفسها.
3. الدروس المستفادة:
● العدل والتروي في تطبيق الحدود والقصاص: الإسلام يحرص على العدالة ولا يسمح بالتسرع أو الانتقام غير المدروس.
● الرحمة حتى في العقوبات: النهي عن الاستقاد قبل البرء يدل على مراعاة حال المجني عليه وعدم المبالغة في العقاب.
● الحكمة التشريعية: الشريعة الإسلامية تضع ضوابط دقيقة للقصاص لضمان أن يكون العقاب مساويًا للجريمة دون زيادة أو نقصان.
● تفضيل العفو عند المقدرة: إذا برأ المجروح، قد يعفو عن الجارح ويأخذ الدية أو يصفح، وهذا من مكارم الأخلاق.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدخل في باب القصاص في الجروح، وهو من الأحكام الدقيقة في الفقه الإسلامي.
- القصاص في الجروح مشروط بالتقاء الشروط، مثل التساوي في العضو والجرح، وأن لا يؤدي إلى هلاك الجارح إذا كان الجرح خطيرًا.
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على وجوب الانتظار حتى يتبين outcome الجرح (الموت، الشفاء، العاهة) قبل تنفيذ القصاص.
- رواه الإمام مسلم في صحيحه، مما يجعله حديثًا صحيحًا متفقًا على صحته.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
عبد الله بن عبد الله الأموي، عن ابن جريج وعثمان بن الأسود ويعقوب بن عطاء، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وعبد الله بن عبد الله الأموي مجهول، ويعقوب بن عطاء ضعيف ضعّفه أحمد وابن معين وغيرهما. قال ابن الهادي في «التنقيح» (٤/ ٤٩٠): «قال بعضهم هو من مناكير يعقوب».
وأخرج الطحاوي في شرح المعاني (٣/ ١٨٤): ثنا روح بن الفرج، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن عنبسة بن سعيد، عن الشعبي، عن جابر، عن النبي ﷺ قال: «لا يستقاد من الجرح حتى يبرأ».
سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابن المبارك. فقال: «هو مرسل مقلوب» العلل (١/ ٤٥٦) يعني المحفوظ من الشعبي مرسلًا.
وقال البيهقي في «المعرفة» (١٢/ ٨٥): «وقد روي من أوجه كلها ضعيف عن أبي الزبير، عن جابر أن النبي ﷺ نهى أن يُمتثل من الجارح حتى يبرأ المجروح».
وروي أيضا عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قضى رسول الله ﷺ في رجل طعن رجلًا بقرن في رجله فقال: يا رسول الله، أقدني. فقال له رسول الله ﷺ: «لا تعجل حتى يبرأ جرحك» قال: فأبى الرجل إلا أن يستقيد. فأقاده رسول الله ﷺ منه، قال: فخرج المستقيد، وبرأ المستقاد منه، فأتي المستقيد إلى رسول الله ﷺ فقال له: يا رسول الله، عرجتُ، وبرأ صاحبي. فقال له رسول الله ﷺ: «ألم آمرك أن لا تستقيد حتى يبرأ جرحك، فعصيتني فأبعدك الله، وبطل جرحك» ثم أمر رسول الله ﷺ بعد الرجل الذي عرج: «من كان به جرح أن لا يستقيد حتى تبرأ جراحته، فإذا برئت جراحته استقاد».
رواه الإمام أحمد (٧٠٣٤) عن يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق قال: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكر الحديث.
هكذا رواه محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب مرفوعا. وهو مدلس، وليس فيه صيغة الأداء فالظاهر أنه لم يسمع منه.
وتابعه ابن جريج عن عمرو بن شعيب. ومن طريقه رواه الدارقطني (٣/ ٩٠)، وفي طريقه إليه مسلم بن خالد وهو الزنجي ضعيف.
وخالفهما أيوب فرواه عن عمرو بن شعيب مرسلًا. وهو عند الدارقطني أيضا كما رواه أيضا أيوب، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة، عن النبي ﷺ رواه أيضا الدارقطني وكذلك رواه أيضا ابن جريج، عن عمرو بن دينار، وكذلك رواه حماد بن زيد عن عمرو بن دينار. وروي من وجه آخر عن جابر كما قال البيهقي (٨/ ٦٧).
وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبا زرعة عن حديث اختلف في الرواية عن عمرو بن دينار: أيوب
السختياني وحماد بن سلمة فروى ابن علية، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر أن رجلا طعن رجلا بقرن في ركبته، فأتى النبي ﷺ يستقيد، فقيل له: حتى يبرأ. فعجل، فاستقاد ... فذكر الحديث.
وقال: ورواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة أن رجلا طعن رجلا فذكر الحديث.
قال أبو زرعة: «حديث حماد بن سلمة أشبه».»العلل (١/ ٤٦٣).
قال الأعظمي: حديث ابن علية أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٣٦٩) والدارقطني (٣/ ٨٩) وقال الدارقطني: قال أبو أحمد بن عبدوس: ما جاء بهذا إلا أبو بكر وعثمان. قال الشيخ: أخطأ فيه ابنا أبي شيبة. وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره، عن ابن علية، عن أيوب، عن عمرو مرسلًا. وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه، وهو المحفوظ مرسلًا». انتهى.
ونقل الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٣٧٦ - ٣٧٧) عن التنقيح: «ظاهر هذا الحديث الانقطاع».
يستفاد من أحاديث الباب مع ضعفها وإنْ كان يعضد بعضه بعضا، أنه لا يجوز الاقتصاص من الجرح حتى يستقر أمره، إما باندمال أو غيره وهو مذهب جمهور أهل العلم. وأجاز الشافعي إذا رضي به المجروح وطلبه على إسقاط ما يؤول إليه جرحه من الموت أو العيب.
انظر للمزيد «المنة الكبرى» (٧/ ٦٨).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 140 حديثاً له شرح
- 57 قتل رجل من النضير رجلاً من قريظة
- 58 من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه إن شاء...
- 59 دم امرئ مسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث
- 60 من تصدق به فهو كفارة له
- 61 من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
- 62 قتلته دخلت النار
- 63 اعف، فإنك مثله
- 64 ما رفع إلى النبي أمر فيه القصاص إلا أمر بالعفو
- 65 لا يحث في خطبته على الصدقة، وينهى عن المثلة
- 66 عبد أبق نذر إن قدر عليه أن يقطع يده
- 67 قضى بالقصاص في السن
- 68 طلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي ﷺ فأمرهم بالقصاص
- 69 «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
- 70 قتل اليهودي الجارية التي عليها أوضاح بالمدينة
- 71 لا قود إلا بالسيف
- 72 لا يُقتل مسلم بكافر
- 73 المدينة حرام ما بين عائر إلى كذا
- 74 من زعم أن عندنا شيئا نقرأه إلا كتاب الله
- 75 المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم
- 76 دية الكافر نصف دية المسلم
- 77 لا يتوارث أهل ملتين، ولا تنكح المرأة على عمتها
- 78 من قتل عبده قتلناه
- 79 قتل عبده متعمدًا فجلده النبي مائة ونفاه سنة
- 80 علي بالرجل فطلب فلم يقدر عليه
- 81 لا يقاد الأب من ابنه
- 82 لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
- 83 من أظهر لنا شرًا ظننا به شرًا وأبغضناه عليه
- 84 كان في بني إسرائيل القصاص ولم تكن فيهم الدية
- 85 العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر
- 86 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين
- 87 دفع القاتل عمدًا إلى أولياء القتيل
- 88 من قتل له قتيل فأهله بين خيرين
- 89 من قتل بعد مقامي هذا فأهله بخير النظرين
- 90 من قتل عمدًا فهو قود
- 91 على كل بطن عقوله
- 92 العنوان: لدِرْهَمٌ أعطيه في عقلٍ أحبُّ إليَّ من خمسة في...
- 93 قضاء النبي ﷺ في جنين المرأة المقتول بغرة عبد أو...
- 94 دية الجنين غرة عبد أو وليدة
- 95 قضى النبي ﷺ بالغرة عبد أو أمة
- 96 دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها
- 97 قضى النبي في الجنين بغرة عبد أو أمة
- 98 دية المرأة على النصف من دية الرجل
- 99 عقل المرأة عصبتها من كانوا ولا يرثون منها شيئًا
- 100 دية الخطأ على أهل القرى أربع مئة دينار
- 101 قضاء النبي ﷺ في العين العوراء السادة بثلث دينها
- 102 في المواضع خمس
- 103 هذه وهذه سواء يعني الخنصر والإبهام
- 104 دية الأصابع اليدين والرجلين سواء
- 105 في الأصابع عشر عشر
- 106 العنوان: الأصابع سواء عشر عشر من الإبل
معلومات عن حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
📜 حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا يستقاد من الجارح حتى يبرأ المجروح
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








