حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب لا يُقام حد الزنا إلا بالاعتراف أو البينة أو الحمل

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة. فقد ظهر منها الريبة في منطقها، وهيئتها، ومن يدخل عليها».

صحيح: رواه ابن ماجه (٢٥٥٩) عن العباس بن الوليد الدمشقي، قال: حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن عروة، عن ابن عباس فذكره وإسناده صحيح.

عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة. فقد ظهر منها الريبة في منطقها، وهيئتها، ومن يدخل عليها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف يحتاج إلى فهم دقيق في إطار القواعد الشرعية التي أرساها النبي ﷺ، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● راجمًا: أي الذي يُنفذ حد الرجم (وهو القتل بالحجارة) على الزاني المحصن.
● بغير بينة: البينة هي الدليل الشرعي الواضح الذي يثبت الجرم، كشهادة أربعة شهود عدول على وقوع الزنا.
● فلانة: المقصود بها امرأة معينة، وقد ذكر بعض العلماء أنها من المنافقين أو ممن اشتهر عنها سوء السلوك، لكن النبي ﷺ لم يسمها صراحةً درءًا للفضيحة.
● الريبة: الشك والظن السيء الذي يقع في القلب بسبب ما يُرى أو يُسمع.
● منطقها: كلامها وأسلوب حديثها.
● هيئتها: مظهرها وتصرفاتها الخارجية.
● من يدخل عليها: الزوار الذين يأتون إليها، وربما يقصد بهم من يدخل عليها من الرجال بغير حق.

2. شرح الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو صحيح بمجموع طرقه.
يقول النبي ﷺ في هذا الحديث: "لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة"، أي لو كان يجوز لي أن أطبق حد الرجم على شخص دون وجود بينة شرعية (أربعة شهود يشهدون على الزنا)، لرجمت هذه المرأة.
ثم يبين سبب هذا القول: "فقد ظهر منها الريبة في منطقها، وهيئتها، ومن يدخل عليها"، أي أن هناك علامات تدل على سوء سلوكها، مثل:
● منطقها: كلامها الذي قد يكون متفلتًا أو فيه إيحاءات غير لائقة.
● هيئتها: مظهرها الذي قد يكون غير محتشم، أو طريقة مشيتها وتبرجها.
● من يدخل عليها: كثرة زوارها من الرجال بغير ضرورة، مما يثير الشك في سلوكها.
لكن النبي ﷺ لم يرجمها لأنه لا يوجد بينة شرعية كافية (أربعة شهود)، وهذا من عدل الإسلام ودقته في تطبيق الحدود.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب إثبات الحدود بالبينات الشرعية: لا يكفي الظن أو الشك في تطبيق الحدود، بل لابد من البينة الواضحة، وهذا من رحمة الإسلام وعدله.
● الحذر من التهمة والريبة: ينبغي للمسلم أن يتجنب كل ما يثير الشكوك حوله، سواء في كلامه أو مظهره أو تصرفاته.
● الستر على الناس: النبي ﷺ لم يسمِ المرأة، بل قال "فلانة"، وهذا من الستر وعدم فضح الناس، حتى لو كان هناك شك في سلوكهم.
● عدم جواز التعامل بالظنون: لا يجوز اتهام الناس أو الحكم عليهم بمجرد الظن، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12].
● التأكيد على أهمية الأدلة في القضاء: القاضي لا يحكم بالظن، بل بالبينات والأدلة الواضحة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن الحدود لا تُطبق بالظنون، حتى لو كان الظن قويًا.
- العلماء يستدلون بهذا الحديث على أن الريبة والشكوك لا تكفي لإثبات الجرائم، بل لابد من الدليل القاطع.
- ينبغي للمسلم أن يحفظ لسانه وجوارحه عن كل ما يثير الشكوك، حتى لا يقع في الإثم أو يُتَّهم بما ليس فيه.
- هذا الحديث يظهر حرص النبي ﷺ على العدل، حتى مع من قد يكون من المنافقين أو الفاسقين.
نسأل الله أن يعيننا على فهم ديننا والعمل به، وأن يجنبنا الظنون والتهم، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢٥٥٩) عن العباس بن الوليد الدمشقي، قال: حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن عروة، عن ابن عباس فذكره وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 121 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

  • 📜 حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لو كنت راجمًا أحدًا بغير بينة لرجمت فلانة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب