حديث: ما بال القِران؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النذر فيما يبتغي به وجه الله ﷿

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله ﷺ أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت. فقال رسول الله ﷺ: «ما بال القِران؟» قالا: يا رسول الله! نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين فقال رسول الله ﷺ: «ليس هذا نذرًا» فقطع قرانها.
قال سُريج في حديثه: «إنَّما النذر ما ابتغي به وجه الله عز وجل».

حسن: رواه أحمد (٦٧١٤)، عن الحسين بن محمد وسريج قالا: حَدَّثَنَا ابن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله ﷺ أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت. فقال رسول الله ﷺ: «ما بال القِران؟» قالا: يا رسول الله! نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين فقال رسول الله ﷺ: «ليس هذا نذرًا» فقطع قرانها.
قال سُريج في حديثه: «إنَّما النذر ما ابتغي به وجه الله ﷿».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وفيه قصة عجيبة تعلمنا كيف يكون النذر الصحيح الذي يقرب إلى الله تعالى.
أولاً: شرح المفردات:
● مقترنان: أي مربوطان معاً بحبل أو غيره، يسيران متلاصقين.
● القِران: هو الربط بين شيئين، وهنا يعني الربط بين الرجلين.
● نذرنا: النذر هو أن يلزم الإنسان نفسه بعبادة غير واجبة عليه أصلاً.
● قطع قرانها: أي حل الرباط الذي بينهما.
ثانياً: شرح الحديث:
1- الموقف: كان النبي ﷺ يطوف حول الكعبة أو في المسجد الحرام، فرأى رجلين مربوطين معاً بحبل أو شيء يشبهه، يمشيان بهذه الصورة المتعبة وغير المعتادة نحو الكعبة.
2- سؤال النبي للتعليم: لم يسكت النبي ﷺ عن هذه المنكر، بل سألهم بلطف قائلاً: (ما بال القِران؟) أي: ما شأنكم مربوطين هكذا؟ ما الحكمة من هذا الفعل؟
3- رد الرجلين: أجابا بأن هذا نذر عليهما، فقد التزما أمام الله أن يأتيا إلى البيت الحرام (للطواف أو للحج) بهذه الهيئة، مربوطين كعقاب للنفس أو تعبيد لها.
4- رد النبي المصحح: هنا جاء التصويب النبوي العظيم، حيث أخبرهما النبي ﷺ أن هذا ليس نذراً في الحقيقة. ثم قطع الرباط الذي بينهما ليحررهما من هذا التكلف غير المشروع.
5- الزيادة في رواية سُريج: وهي توضح حكمة الحكم وعلته، حيث قال النبي ﷺ: (إنَّما النذر ما ابتغي به وجه الله). أي أن النذر الحقيقي المقبول هو ما كان قربة وطاعة لله تعالى، يوافق الشرع في كيفيته ومضمونه. أما هذا الفعل فليس فيه طاعة، بل هو من التنطع والتكلف الذي لم يأذن به الله.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- النذر عبادة: النذر ليس مجرد وعد عادي، بل هو عبادة يتقرب بها العبد إلى ربه، وشريعة الله تعالى هي التي تحدد كيفيتها وصفتها. فلا يصح نذر معصية أو نذر شيء لم يشرعه الله.
2- التكلف والتنطع مذموم: الإسلام دين يسر وسهولة، وليس دين تعذيب للنفس أو تكلف فيما لم يشرعه الله. من这一点 قال النبي ﷺ: (إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين). وهذا الفعل من الغلو.
3- التصحيح بلطف وحكمة: لم يوبخ النبي ﷺ الرجلين توبيخاً شديداً، بل بدأ بالسؤال ليعلم سبب فعلهما، ثم بين لهما الخطأ، ثم قام بالفعل العملي (قطع القران) ليعلمهم بشكل عملي أن هذا لا يجوز.
4- مقاصد العبادات: العبادة لا تصح إلا بنية صالحة ووجهة صحيحة (ابتغاء وجه الله)، وبصورة مشروعة. فلو اجتمعت النية الحسنة مع الفعل المخالف للشرع، لم تقبل العبادة.
5- وجوب الرجوع إلى الشرع: حتى في العبادات التي تظهر أنها تطوع وخير، يجب أن نعرضها على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فما وافقها قبل، وما خالفها رد.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "النذر في المعصية"، حيث أجمع العلماء أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به، بل يجب كفارته. ونذر التكلف والغلو من هذا القبيل.
- كفارة نذر المعصية هي كفارة يمين (إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام).
- الحديث يعلمنا a vital principle: الإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل. الدين ليس مشاعر وأفعالاً غريبة، بل هو اتباع لما جاء به النبي ﷺ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه ﷺ، المعتصمين بكتابه وسنته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٦٧١٤)، عن الحسين بن محمد وسريج قالا: حَدَّثَنَا ابن أبي الزّناد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده فذكره. وإسناده حسن من أجل عمرو فإنه حسن الحديث.
وفي الإسناد ابن أبي الزّناد وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان أبي الزّناد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يضطرب. وقد تابعه يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبد الرحمن بن الحارث بإسناده مختصرًا بقوله.
«ولا نذر إِلَّا فيما ابتُغي به وجه الله تعالى». رواه أبو داود (٢١٩٢).
وكذلك تابعه المغيرة بن عبد الرحمن قال: حَدَّثَنِي أبي: عبد الرحمن، عن عمرو بن شعيب به ولفظه: «لا نذر إِلَّا فيما يبتغي به وجه الله، ولا يمين في قطيعة رحم».
رواه أيضًا أبو داود (٣٢٧٣) ورواه الطحاويّ في شرح معاني الآثار (٤٧٢٨) من وجه آخر عن عمرو بن شعيب بإسناده مختصرًا بقوله: «إنَّما النذر ما ابتُغي به وجه الله».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 74 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما بال القِران؟

  • 📜 حديث: ما بال القِران؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما بال القِران؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما بال القِران؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما بال القِران؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب