حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الخيار بين تقديم الكفارة وتأخيرها

عن أبي موسى استحمل النبيَّ ﷺ فوافق منه شغلا فقال: «والله لا أحملك» فلما قفا دعاه فحمله فقال: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملني، قال: «فأنا أحلف لأحملنك».

صحيح: رواه أحمد (١٢٠٥٦) والبزار كشف الأستار (١٣٤٤) وأبو يعلى (٣٨٣٥) كلهم من حديث حميد الطويل، عن أنس، أن أبا موسى، فذكره.

عن أبي موسى استحمل النبيَّ ﷺ فوافق منه شغلا فقال: «والله لا أحملك» فلما قفا دعاه فحمله فقال: يا رسول الله، إنك حلفت أن لا تحملني، قال: «فأنا أحلف لأحملنك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن أبي موسى رضي الله عنه قال: استَحْمَلْتُ النبيَّ ﷺ فوافق منه شُغْلًا فقال: «وَاللَّهِ لَا أَحْمِلُكَ» فَلَمَّا قَفَا دَعَانِي فَحَمَلَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ حَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنِي، قَالَ: «فَأَنَا أَحْلِفُ لَأَحْمِلَنَّكَ».

شرح المفردات:


● استحمل: طلب منه أن يحمله على دابته أو مركوبه.
● فوافق منه شغلاً: أي وجده مشغولاً بأمر ما.
● قفا: يعني بعد أن مضى وابتعد قليلاً، أو عندما خفّ شغله.
● أحلف لأحملنك: أي أقسم أني سأحملك.

شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يركب معه على دابته (أو مركوبه)، فكان النبي صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظة مشغولاً بأمر مهم، فرفض طلبه وحلف بالله أنه لن يحمله. ثم بعد أن انشغل النبي صلى الله عليه وسلم أو ابتعد قليلاً، ناداه وأركبه معه. فتعجب أبو موسى وقال: يا رسول الله، لقد حلفت أن لا تحملني! فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "إذن أنا أحلف أني سأحملك".

الدروس المستفادة والعبر:


1- جواز الحلف على فعل شيء ثم تركه إذا كان في ذلك مصلحة أو خير: فقد حلف النبي صلى الله عليه وسلم ألا يحمل أبا موسى، ثم حمله عندما تيسر الأمر، وهذا يدل على أن الحلف لا يلزم الإنسان إذا كان تركه خيراً أو فيه مصلحة.
2- مرونة الشريعة الإسلامية وسماحتها: فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يلتزم بحلفه عندما رأى أن في حمله لأبي موسيه مصلحة أو إجابة لطلبه بعد أن زال الشغل.
3- كرم النبي صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه: حيث استجاب لطلب أبي موسى بعد أن تيسر له ذلك، مما يدل على كرمه وحبه لإخوانه المسلمين.
4- جواز الحلف على فعل الخير: كقوله صلى الله عليه وسلم: "أحلف لأحملنك"، مما يدل على جواز الحلف لفعل المعروف.
5- التيسير على الناس وعدم التشديد عليهم: فقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم حلفه عندما رأى أن في ذلك تيسيراً على أبي موسى.
6- أن الحلف لا يحرم الحلال ولا يحل الحرام: فالحلف لا يغير من حكم الشيء، بل الأصل أن يفي الإنسان بحلفه إذا كان في معصية، لكن إذا كان الحلف على ترك أمر مباح أو مستحب، فيجوز له تركه إذا كان في ذلك خير.

معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تدل على سماحة الإسلام ومرونته.
- يستدل به العلماء على جواز الحلف على شيء ثم تركه إذا كان في ذلك مصلحة، ولا كفارة عليه في هذه الحالة لأنه لم يحنث في يمينه بل عدل عنه إلى ما هو أفضل.
- وفيه أيضاً بيان أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث استأذن أبو موسى قبل أن يركب، ولم يتقدم إلا بعد أن أذن له.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٢٠٥٦) والبزار كشف الأستار (١٣٤٤) وأبو يعلى (٣٨٣٥) كلهم من حديث حميد الطويل، عن أنس، أن أبا موسى، فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: «فأنا أحلف لأحملنك» أي: أكفر يميني وأحملنك.
هذا مختصر وتفصيله كما في الحديث الماضي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 65 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

  • 📜 حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: «والله لا أحملك فأنا أحلف لأحملنك»

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب