حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الترغيب في الوفاء بالنذر

عن عمران بن حصين قال: قال النبي ﷺ: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
قال عمران: لا أدري أذكر النبي ﷺ بعد قرنين أو ثلاثة، قال النبي ﷺ: «إن بعدكم قوما ... ينذرون ولا يوفون».

متفق عليه: رواه البخاري في الشهادات (٢٦٥١) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٥) كلاهما من حديث شعبة، حدثنا أبو حمزة، حدثني زهْدم بن مضرب، سمعت عمران بن حصين فذكره.

عن عمران بن حصين قال: قال النبي ﷺ: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».
قال عمران: لا أدري أذكر النبي ﷺ بعد قرنين أو ثلاثة، قال النبي ﷺ: «إن بعدكم قوما ... ينذرون ولا يوفون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:


● خيركم: أفضلكم وأكملكم ديناً وإيماناً وعملاً.
● قرني: أي جيلي وصحابتي، والقرن: هو الجيل من الناس أو الجماعة المعاصرة في زمن واحد.
● الذين يلونهم: الذين يأتون بعدهم مباشرة، أي التابعون.
● ينذرون: يكثرون من النذر، وهو إلزام المرء نفسه بعبادة غير واجبة لله تعالى.
● ولا يوفون: لا يوفون به، أي لا يلتزمون بتنفيذ ما نذروه.


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن تفاضل الأمم، ويبين أن أفضل الأجيال على الإطلاق هو جيله، وهو جيل الصحابة رضي الله عنهم.
1- «خيركم قرني»: وهذا يشمل كل من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، وهم الصحابة رضوان الله عليهم. وهم الخيرية لشهودهم الوحي، وجهادهم مع النبي، ونقلهم الدين، وصدق إيمانهم.
2- «ثم الذين يلونهم»: وهم جيل التابعين، الذين أخذوا العلم عن الصحابة مباشرة، وساروا على منهجهم. فهم في المرتبة الثانية في الفضل بعد الصحابة.
3- «ثم الذين يلونهم»: وهم تابعو التابعين، الذين أخذوا عن التابعين. فهم في المرتبة الثالثة في الفضل.
ثم يقول عمران بن حصين رضي الله عنه: «لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة»، مما يدل على حرصه على نقل الحديث بدقة، وعدم جزمه بعدد القرون بعد الثلاثة.
ثم يستكمل النبي صلى الله عليه وسلم حديثه فيصف حال من يأتي بعد هؤلاء القرون المفضلة، فيقول: «إن بعدكم قوماً ... ينذرون ولا يوفون». أي سيأتي بعدكم أناس يكثرون من النذر، وهو إلزام أنفسهم بطاعة لله إذا تحقق لهم مراد دنيوي (مثل أن ينذر صوماً أو صدقة إذا شُفي مريضه)، ثم لا يوفون بهذا النذر ولا يلتزمون به، وهذا من نقص الإيمان وضعف التقوى.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- إثبات فضل الصحابة: الحديث دليل قاطع على فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديمهم على جميع الأمة، وهذا من عقيدة أهل السنة والجماعة. ومحبتهم واجبة، والدفاع عن أعراضهم فرض.
2- الاقتداء بالسلف الصالح: يحثنا الحديث على الاقتداء بمنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، فهم القدوة في فهم الدين وتطبيقه.
3- تنبيه على آفة النذر: يحذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون في النذر وعدم الوفاء به، فهو من علامات ضعف الدين في آخر الزمان. والأولى للمسلم أن يفعل الخير دون نذر، فإن النذر لا يأتي بخير، بل يجعل العبادة مرتبطة بمنفعة دنيوية.
4- الصدق في النقل: نتعلم من قول عمران بن حصين «لا أدري» دقة الصحابة في نقل الحديث، وورعهم في عدم الزيادة على ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.
5- بشارة واستنفار: الحديث فيه بشارة بوجود الخيرية في هذه الأمة إلى قيام الساعة، وفيه استنفار وتحذير من الانحراف عن منهج السلف، والتحذير من الذنوب التي تظهر في الأزمنة المتأخرة كالغدر وعدم الوفاء.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل عظيم من أصول العقيدة، وهو متواتر المعنى، فقد روي عن عدد من الصحابة بطرق متعددة.
- القرون الثلاثة المفضلة هي التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية، وهي التي يُقتدى بها في فهم الإسلام.
- النذر مكروه عند كثير من العلماء، والأفضل تركه، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يأتي بخير، وإنما يستخرج به من البخيل» (متفق عليه). وإذا نذر المسلم شيئاً لله وجب عليه الوفاء به.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الشهادات (٢٦٥١) ومسلم في فضائل الصحابة (٢٥٣٥) كلاهما من حديث شعبة، حدثنا أبو حمزة، حدثني زهْدم بن مضرب، سمعت عمران بن حصين فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 66 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

  • 📜 حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن بعدكم قوما ينذرون ولا يوفون

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب