حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليكفر عن يمينه ويأت الذي هو خير

عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: أفاء الله على رسوله إبلًا. ففرقها. فقال أبو موسى: يا رسول الله، احملني. فقال: «لا» فقاله ثلاثا. فقال النبي ﷺ: «والله لا أفعل» وبقي أربع غرّ الذّرى، فقال: «يا أبا موسى، خذهن» فقال: يا رسول الله، إني استحملنك فمنعتني وحلفت. فأشفقت أن يكون دخل على رسول الله ﷺ وهم. فقال: «إني إذا حلفت فرأيت أن غير ذلك أفضل كفّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير».

صحيح: رواه أبو عوانة (٤/ ٤٠) عن أبي أمية والصغاني، قالا: ثنا الحكم بن موسى، ثنا الهيثم بن حُميد، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن ابن عائذ، عن أبي الدرداء فذكره.

عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: أفاء الله على رسوله إبلًا. ففرقها. فقال أبو موسى: يا رسول الله، احملني. فقال: «لا» فقاله ثلاثا. فقال النبي ﷺ: «والله لا أفعل» وبقي أربع غرّ الذّرى، فقال: «يا أبا موسى، خذهن» فقال: يا رسول الله، إني استحملنك فمنعتني وحلفت. فأشفقت أن يكون دخل على رسول الله ﷺ وهم. فقال: «إني إذا حلفت فرأيت أن غير ذلك أفضل كفّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفاء الله على رسوله إبلًا. ففرقها. فقال أبو موسى: يا رسول الله، احملني. فقال: «لا» فقاله ثلاثا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والله لا أفعل» وبقي أربع غرّ الذّرى، فقال: «يا أبا موسى، خذهن» فقال: يا رسول الله، إني استحملنك فمنعتني وحلفت. فأشفقت أن يكون دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم. فقال: «إني إذا حلفت فرأيت أن غير ذلك أفضل كفّرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير».


1. شرح المفردات:


● أفاء الله: أي أعطى وأرجع من الفيء وهو ما يُؤخذ من الكفار بغير قتال.
● إبلًا: جمع بعير، وهي الجمال.
● فرقها: قسمها بين المسلمين.
● احملني: أعطني منها ما أركبه.
● غرّ الذّرى: الغرّ: البيض، الذرى: جمع ذروة وهي أعلى الشيء، والمقصود الإبل البيض الكريمة الجيدة.
● كفّرت عن يميني: أي فعلت كفارة اليمين.
● وهم: شك أو خطأ في الحكم.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه أن الله تعالى قد أنعم على رسوله صلى الله عليه وسلم بغنائم من الإبل (كانت من الفيء)، فقام النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيعها على المسلمين، فطلب منه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن يعطيه منها ما يركبه، فرفض النبي صلى الله عليه وسلم طلبه، وأعاد أبو موسى طلبه ثلاث مرات، فأقسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: "والله لا أفعل".
ثم بعد أن وزع النبي صلى الله عليه وسلم كل الإبل، بقي أربع من الإبل الجيدة البيضاء (غر الذرى)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى: "خذ هؤلاء الأربع".
فتعجب أبو موسى رضي الله منه وقال: يا رسول الله، لقد طلبت منك أن تحملني فرفضت وحلفت بالله أنك لن تفعل، فخفت أن يكون قد دخل عليك شك أو وهم في الأمر عندما منعتني أولاً.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه إذا حلف على شيء ثم رأى أن خلاف ما حلف عليه هو الخير والأفضل، فإنه يكفر عن يمينه (أي يفعل كفارة اليمين) ويفعل الذي هو خير.


3. الدروس المستفادة منه:


1- جواز كفارة اليمين عند الحنث للحاجة أو المصلحة: يبين الحديث أن الإنسان إذا حلف على شيء ثم تبين له أن مخالفة يمينه فيها خير ومصلحة، فإنه يحنث في يمينه ويكفر عنه، وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده.
2- الحكمة في تغير القرار حسب المصلحة: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعطِ أبا موسى أولاً لأنه كان يوزع الإبل على من هو أحوج، ولكن عندما بقي شيء منها أعطاه إياه، مما يدل على مراعاة المصالح وتغير الأحوال.
3- الأخلاق العالية في التعامل: استفسار أبي موسى رضي الله عنه كان بدافع الحرص على عدم وقوع النبي صلى الله عليه وسلم في الوهم، وهذا من أدب الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
4- التيسير ورفع الحرج: الشرع الإسلامي جاء بالتيسير ورفع الحرج، ومن ذلك مسألة الحنث في اليمين عند وجود المصلحة.
5- الصدق والوفاء: النبي صلى الله عليه وسلم لم يحنث في يمينه إلا بعد أن كفر عنه، مما يدل على أهمية الوفاء بالعهود والأيمان مع وجود الكفارة الشرعية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● كفارة اليمين: هي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو عتق رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام، كما قال الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ} [المائدة: 89].
● الحديث يدل على اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الأمور الدنيوية: حيث إن توزيع الغنائم من الأمور الدنيوية التي يجتهد فيها حسب المصلحة، وليس من الوحي الذي لا يجوز تغييره.
● الحديث في الصحيحين: رواه البخاري ومسلم، مما يدل على صحته وقوته.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو عوانة (٤/ ٤٠) عن أبي أمية والصغاني، قالا: ثنا الحكم بن موسى، ثنا الهيثم بن حُميد، عن زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن ابن عائذ، عن أبي الدرداء فذكره.
وإسناده صحيح. وابن عائذ هو عبد الرحمن بن عائذ الشمالي الكندي الحمصي.
وهذا الحديث مما أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ١٩٨) وقال: غريب من حديث عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي الدرداء. تفرد به زيد بن واقد، عن بسر بن عبيد الله، ولم يرو عنه غير الهيثم بن حُميد.
قال الأعظمي: وهؤلاء كلهم ثقات.
قال أبو عوانة: قال الصغاني: ليس هذا بالشام.
ذهب أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم إلى جواز تقديم الكفارة على الحنث. منهم عائشة وابن عمر، وإليه ذهب مالك والشافعي وأحمد وإسحاق. إلا أن الشافعي يقول: إن كفر بالصوم قبل الحنث لا يجوز، إنما يجوز تقديم العتق، أو الإطعام، أو الكسوة كما يجوز تقديم الزكاة على الحول، ولا يجوز تعجيل صوم رمضان قبل وقته.
وأما ما روي عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله ﷺ قال: «من حلف على يمين فرأى خيرا منها، فكفارتها تركها». فهو منكر.
رواه أحمد (١١٧٢٧) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي
سعيد الخدري، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل ابن لهيعة وشيخه درَّاج، وهو ابن سمعان أبو السمح، كما أنه مخالف للأحاديث الصحيحة الواردة في الباب التي توجب الكفارة على من حنث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 58 من أصل 103 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

  • 📜 حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أفضل من اليمين إذا حلفت فرأيت غير ذلك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب