حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأكل والإهداء والتصدق من لحوم الأضاحي

عن عبد الله بن زيد، أنه شهد النَّبِيّ ﷺ عند المنحر - وهو رجل من الأنصار فقسم رسول الله ﷺ ضحايا، فلم يُصِبْه ولا صاحبه شيء، وحلق رأسه في ثوبه، فأعطاه وقسم منه على رجال، وقلَّم أظفاره فأعطاه صاحبَه، فإن شعرَه عندنا لمخضوب بالحِنّاء والكتم.

صحيح: رواه الإمام أحمد (١٦٤٧٥)، والبيهقي (١/ ٢٥) من طريق أبان العطّار، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة حدَّثه أن محمد بن عبد الله بن زيد أخبره، عن أبيه، فذكره.

عن عبد الله بن زيد، أنه شهد النَّبِيّ ﷺ عند المنحر - وهو رجل من الأنصار فقسم رسول الله ﷺ ضحايا، فلم يُصِبْه ولا صاحبه شيء، وحلق رأسه في ثوبه، فأعطاه وقسم منه على رجال، وقلَّم أظفاره فأعطاه صاحبَه، فإن شعرَه عندنا لمخضوب بالحِنّاء والكتم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقول. هذا الحديث الذي سألت عنه رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح يشير إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج وأخلاقه العظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● عند المنحر: أي في مكان ذبح الهدي في منى.
● ضحايا: جمع ضحية، وهي الهدي الذي يذبح في الحج.
● فلم يُصِبْه ولا صاحبه شيء: أي لم يحصل له ولا لصاحبه (الأنصاري) نصيب من لحم الهدي عند القسمة الأولى.
● حلق رأسه: أي حلق شعر رأسه بعد الذبح، وهو من واجبات الحج أو سننه.
● في ثوبه: أي جعل شعر رأسه في ثوب بعد حلقه.
● وقسم منه على رجال: أي أعطى جزءاً من شعره لبعض الرجال.
● قلَّم أظفاره: أي قَصَّ أظافره.
● فأعطاه صاحبَه: أي أعطى أظافره للأنصاري صاحبه.
● لمخضوب بالحِنّاء والكتم: أي أن شعره كان مصبوغاً بالحناء والكتم (نبات يُستخدم مع الحناء ليعطي اللون الأسود).


ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه كان حاضراً مع النبي صلى الله عليه وسلم في منى عند مكان ذبح الهدي. وكان هناك رجل من الأنصار (لم يُسمَّ) حاضر أيضاً.
عندما قام النبي صلى الله عليه وسلم بتوزيع لحم الأضاحي (الهدي) على الناس، لم يحصل ذلك الأنصاري ولا عبد الله بن زيد على شيء من اللحم في التوزيع الأول، فلم يشأ النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك صاحبه الأنصاري دون أن يعطيه شيئاً مباركاً من أفعال النسك.
لذلك، عندما حلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه الشريف بعد الذبح، جمع شعره في ثوبه، ثم أعطى جزءاً من هذا الشعر المبارك لبعض الرجال (ربما للتبرك)، وأعطى الجزء الآخر للأنصاري. وكذلك عندما قَصَّ أظافره الشريفة، أعطاها لذلك الأنصاري.
ويخبرنا الراوي أن هذا الشعر المحلوق كان محفوظاً عندهم، وكان مصبوغاً بالحناء والكتم، مما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم بتنظيف نفسه وتطييبها.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الحرص على إدخال السرور على قلب المسلم: فقد لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم أن صاحبه لم يأخذ شيئاً من اللحم، فلم يرد أن يتركه حزيناً، فعوَّضه بشيء أعظم وهو شعر النبي صلى الله عليه وسلم وأظافره للتبرك.
2- التواضع ولين الجانب: حيث لم يستنكف النبي صلى الله عليه وسلم من إعطاء شعره وأظافره لأصحابه، مع علو منزلته.
3- جواز التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم: وهذا كان فعل الصحابة رضوان الله عليهم، حيث كانوا يتبركون بشعره وريقه وعرقه وغير ذلك، وهذا من محبتهم له وتقديرهم لنبوته.
4- استحباب تطييب الشعر وتنظيف البدن: وذلك باستخدام الحناء والكتم، وهو من السنة.
5- العناية بالهدي والأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين: وهو من كمال الشرع وحرصه على تحقيق التكافل.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على حفظ كل شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى شعر رأسه وأظافره.
- التبرك بآثار الصالحين جائز إذا كان ذلك ضمن الضوابط الشرعية، وبدون غلوٍ أو اعتقاد أن لها تأثيراً ذاتياً دون مشيئة الله.
- الحناء والكتم من الطيب المستحب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الطيب ويتعاطاه.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا حب النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٦٤٧٥)، والبيهقي (١/ ٢٥) من طريق أبان العطّار، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة حدَّثه أن محمد بن عبد الله بن زيد أخبره، عن أبيه، فذكره.
وإسناده صحيح، أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري.
قال الهيثميّ في «المجمع» (٤/ ١٩): «رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح».
وأمّا ما رُوِي عن أبي هريرة عن النَّبِيّ ﷺ قال: «إذا ضحّى أحدكم فليأكل من أضحيته» فهو ضعيف. رواه أحمد (٩٠٧٨) عن أسود بن عامر، ثنا الحسن بن صالح، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل ابن أبي ليلى وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري القاضي فإنه سيء الحفظ.
وأمّا قول الهيثميّ في «المجمع» (٤/ ٢٥): «رواه أحمد ورجاله رجال الصَّحيح» فهو وهم لأن ابن أبي ليلى على ضعَّفه فليس من رجال الصَّحيح، ولعله ظنه والده عبد الرحمن بن أبي ليلى أحد ثقات التابعين وحديثه في الصحيحين.
كان عبد الله بن عمر يذهب إلى تثليث الأضحية، يأكل هو الثلث، ويُطعم من أراد الثلث، ويتصدق على المساكين بالثلث. وبه قال الإمام أحمد، وهو أحد قولي الشافعي.
والقول الآخر: يجعلها نصفين، يأكل نصفا، ويتصدق بنصف. لقوله تعالى: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾.
وذهب أبو حنيفة وأصحابه إلى كلما كثر من الصّدقة فهو أفضل.
قال ابن قدامة: والأمر في هذا واسع، فلو تصدق بها كلها أو أكثر جاز، وإنْ أكلها كلها إِلَّا أوقية تصدق بها جاز. المغني (١٣/ ٣٨٠).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 59 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

  • 📜 حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي ﷺ يقسم ضحايا ويحلق رأسه في ثوبه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب