من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

عن سلمة بن الأكوع قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «من ضحّى منكم فلا يُصْبحَنَّ بعد ثالثة
وفي بيته منه شيء». فلمّا كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله! نفعل كما فعلنا عام الماضي؟ قال: «كُلُوا وأطْعِموا وادّخِروا، فإنَّ ذلك العامَ كانَ بِالنَّاس جهْدٌ فأردتُ أن تُعينُوا فيها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٦٩)، ومسلم في الأضاحي (٣٤: ١٩٧٤) كلاهما من طريق أبي عاصم، عن يزيد بن أبي عُبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن الصحابي الجليل سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بما يليق بمكانته وبما يفيد القارئ الكريم.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● ضحّى: ذبح الأضحية في أيام عيد الأضحى تقرباً إلى الله تعالى.
● لا يُصْبحَنَّ: لا يبدأن صباح اليوم.
● بعد ثالثة: بعد اليوم الثالث من أيام العيد، أي بعد اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
● جهْدٌ: مشقة وشدة، أي كان الناس في عام مجاعة وحاجة.
● تُعينُوا فيها: تساعدوا المحتاجين وتغنوهم عن السؤال في تلك السنة.

ثانياً. شرح الحديث:

في هذا الحديث يخبرنا سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي ﷺ أمر في إحدى السنين أن لا يبقى أحد من المسلمين بعد اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى شيء من لحم أضحيته، بل يجب أن يوزعها كلها أو يأكلها قبل ذلك.
ولكن في العام التالي سأل الصحابة النبي ﷺ: هل نفعل كما فعلنا العام الماضي؟ فأجابهم ﷺ بأن يأكلوا ويطعموا ويدخروا من لحم الأضحية، لأن الأمر السابق كان لسبب خاص، وهو أن الناس كانوا يعانون من شدة وجوع ذلك العام، فأراد النبي ﷺ أن يسارعوا في إعانة الفقراء والمحتاجين بتوزيع اللحم كله عليهم، دون ادخار شيء منه.
أما في السنة التالية، فقد زالت تلك الشدة، فأذن لهم ﷺ بالادخار للأكل فيما بعد، مع الاستمرار في الأكل والتوزيع على الفقراء.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- مرونة الشريعة الإسلامية: فالأحكام الشرعية قد تتغير بتغير الظروف والأحوال، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده.
2- حكمة النبي ﷺ: حيث كان يتصرف بما يناسب كل حالة، مراعياً مصلحة الناس وحاجاتهم.
3- وجوب الاستفسار عن الأحكام: كما فعل الصحابة حين سألوا النبي ﷺ في العام التالي، مما يدل على أهمية السؤال والتبين في أمور الدين.
4- التيسير على الناس: فالشريعة جاءت لرفع الحرج والمشقة عن المسلمين.
5- فضل الإطعام والصدقة: حيث حث النبي ﷺ على إطعام المحتاجين وتفريج كربهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- الأضحية سنة مؤكدة عن النبي ﷺ، ويستحب أن يأكل منها المضحي ويهدي ويتصدق.
- وقت ذبح الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد وينتهي بغروب الشمس من اليوم الثالث من أيام التشريق (الثالث عشر من ذي الحجة).
- الحديث يدل على جواز ادخار لحم الأضحية لأكثر من ثلاثة أيام إذا لم تكن هناك حاجة ملحة لتوزيعه كله، وهذا هو القول الراجح عند أهل العلم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على طاعته وطاعة رسوله ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأضاحي (٥٥٦٩)، ومسلم في الأضاحي (٣٤: ١٩٧٤) كلاهما من طريق أبي عاصم، عن يزيد بن أبي عُبيد، عن سلمة بن الأكوع فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 64 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

📜 حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ضحّى منكم فلا يُصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية