حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الفرع والعتيرة

عن نبيشة قال: نادي رجل رسولَ الله ﷺ: إنا كنا نعتِر عتيرة في الجاهليّة في رجب فما تأمرنا؟ قال: «اذبحوا الله في أي شهر كان، وبرُّوا الله عز وجل وأطعموا». قال: إنا كنا نُفرِع فرَعًا في الجاهليّة فما تأمرنا؟ قال: «في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتُك حتَّى إذا استحمل للحجيج ذبحته فتصدقت بلحمه».
قال خالد: أحسبه قال: «على ابن السبيل؛ فإن ذلك خير».
قال خالد: قلت لأبي قلابة: كم السائمة؟ قال: مائة.

صحيح: رواه أبو داود (٢٨٣٠)، والنسائي (٤٢٣١)، وابن ماجة (٣١٦٧)، والإمام أحمد (٢٠٧٢٣)، والحاكم (٤/ ٢٣٥) من طرق عن خالد (هو ابن مهران الحذاء)، عن أبي المليح، عن نُبيشة
فذكره.

عن نبيشة قال: نادي رجل رسولَ الله ﷺ: إنا كنا نعتِر عتيرة في الجاهليّة في رجب فما تأمرنا؟ قال: «اذبحوا الله في أي شهر كان، وبرُّوا الله ﷿ وأطعموا». قال: إنا كنا نُفرِع فرَعًا في الجاهليّة فما تأمرنا؟ قال: «في كل سائمة فرع تغذوه ماشيتُك حتَّى إذا استحمل للحجيج ذبحته فتصدقت بلحمه».
قال خالد: أحسبه قال: «على ابن السبيل؛ فإن ذلك خير».
قال خالد: قلت لأبي قلابة: كم السائمة؟ قال: مائة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم عن الصحابي الجليل نبيشة الهذلي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
وفيما يلي الشرح الوافي للحديث على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● نعتِر عتيرة: (نَذْبَح ذَبِيحَةً) كانت في الجاهلية تُسمَّى "العَتِيرَة"، وكانوا يذبحونها في شهر رجب خاصة.
● الفرع: (بِكَسْر الفاء) هو أوَّل ما يولد من النَّاقة، كانوا في الجاهلية يذبحونه لآلهتهم.
● سائمة: (الْماشية) التي تُرعى في البراري ولا تُعلف في الحظائر.
● تغذوه: (تُطعمه وترعاه) حتى يشبَّ ويقوى.
● استحمل للحجيج: (صَار قوياً enough) ليحمل المتاع ويُستفاد منه في السفر والحج.
● ابن السبيل: (المسافر المنقطع به) الذي نفد زاده وماله.

2. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي نبيشة رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ وسأله عن عادتين كانتا في الجاهلية:
1- العَتِيرَة: وهي ذبيحة كانوا يذبحونها في شهر رجب خاصة تعظيماً لهذا الشهر.
2- الفَرَع: وهو أنهم كانوا يذبحون أول مولود للإبل أو الغنم كقربان لآلهتهم.
فأجابه النبي ﷺ بإجابتين تحولان هذه العادات الجاهلية من عبادة غير الله إلى عبادة لله وحده وتصحيحٍ للمفهوم:
● بخصوص العتيرة: أبطل النبي ﷺ التخصيص الزمني (شهر رجب) والسبب الجاهلي (التقرب لغير الله)، وأمر بأن يكون الذبح لله تعالى في أي شهر من شهور السنة، شريطة أن يقصد به وجه الله والتقرب إليه، مثل الأضحية أو الهدي أو النذر أو الصدقة، مع الإحسان في الذبح وإطعام الفقراء والمساكين. فالمعيار هو النية والإخلاص لله، وليس الوقت.
● بخصوص الفرع: صحح النبي ﷺ هذه العادة أيضاً. لم ينه عن الذبح نفسها، بل نهى عن السبب الجاهلي (الذبح لغير الله). ثم وجه إلى فعل خيري عظيم: أن يترك الإنسان أول مولود للناقة ينشأ ويترعرع مع الماشية (كل سائمة، أي كل ماشية راعية) حتى يصير قوياً قادراً على حمل المتاع (حتى إذا استحمل). وعندها يذبحه ويتصدق بلحمه كله على الفقراء والمساكين، وخاصة ابن السبيل (المسافر المحتاج). وهذا خير من ذبحه صغيراً لا نفع فيه، وهو أيضاً تطهير للمال وبركة فيه.
وفي رواية أخرى توضح أن "السائمة" التي يجب فيها هذا الحكم هي إذا بلغت الإبل مائةً فصاعداً، ففيها فرع واحد، فإذا زادت على المائتين ففيها فرعان، وهكذا. وهذا يشبه مفهوم الزكاة.

3. الدروس المستفادة منه:


● تصحيح العقيدة أولاً: مهمة النبي ﷺ كانت تحويل العبادات من الشرك إلى التوحيد. فكل عمل، حتى لو بدا مادياً (كذبح animal)، لا قيمة له بدون إخلاص النية لله تعالى.
● إبطال البدع والخرافات: نهى الإسلام عن تخصيص عبادات بأزمنة لم يشرعها الله، كالتعظيم الخاص لشهر رجب بذبح العتيرة.
● الحكمة والتدرج في تغيير المنكر: لم ينه النبي ﷺ عن الفعل نفسها (الذبح) إنما غيّر سببه وهدفه، مما يسهل قبول الناس للتغيير.
● الحث على الكرم والصدقة: وجه النبي ﷺ إلى أفضل استخدام للمال وهو إطعام الفقراء والمحتاجين، مما ينشر التكافل الاجتماعي.
● الرفق بالحيوان والاستفادة المثلى منه: نهى عن ذبح الصغير الذي لا فائدة من لحمه، وأمر بتربيته والانتفاع به حتى يكبر، ثم ذبحه والتصدق بلحمه، جمعاً بين الرحمة والحكمة والمنفعة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- العتيرة تسمى أيضاً "الرجبية" لأنها كانت تذبح في رجب.
- هذا الحديث من الأدلة على أن الأصل في الذبائح أنها مشروعة في جميع أشهر السنة، including الأشهر الحرم (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب)، خلافاً لما كان يعتقده أهل الجاهلية من تحريم القتال والذبح فيها.
- الفَرَع الذي ذكره النبي ﷺ فيه معنى الزكاة والإحسان، وهو مستحب وليس بواجب، وهو من كمال البر والإحسان في المال.
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٨٣٠)، والنسائي (٤٢٣١)، وابن ماجة (٣١٦٧)، والإمام أحمد (٢٠٧٢٣)، والحاكم (٤/ ٢٣٥) من طرق عن خالد (هو ابن مهران الحذاء)، عن أبي المليح، عن نُبيشة
فذكره. والسياق لأبي داود، وزاد أحمد في آخره حديث الرخصة في أكل الأضاحي فوق ثلاث.
وفي رواية للنسائي (٤٢٣٢) عن خالد قال: حَدَّثَنِي أبو قلابة، عن أبي المليح، فلقيت أبا المليح فسألته فحدّثني عن نبيشة الهذلي. وأبو قلابة هو عبد الله بن زيد الجرمي. والحديث إسناده صحيح ونبيشة الهذلي صحابي مُقِلٌّ. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

  • 📜 حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اذبحوا لله في أي شهر كان وأبروا وأطعموا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب