حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الفرع والعتيرة

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قالوا: يا رسول الله، الفرع؟ قال: «حق، فإن تركته حتَّى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله، أو تعطيَه أرملة خير من أن تذبحه فيلصَق لحمُه بوبره فتكفيء إناءك وتُوَلِّه ناقتَك» قالوا: يا رسول الله، فالعتيرة؟ قال: «العتيرة حق».

حسن: رواه أبو داود (٣٨٤٢)، والنسائي (٤٢٢٥)، والإمام أحمد (٦٧١٣)، والحاكم (٤/ ٢٣٦) كلّهم من طريق أبي داود بن قيس قال: سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو فذكره.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قالوا: يا رسول الله، الفرع؟ قال: «حق، فإن تركته حتَّى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله، أو تعطيَه أرملة خير من أن تذبحه فيلصَق لحمُه بوبره فتكفيء إناءك وتُوَلِّه ناقتَك» قالوا: يا رسول الله، فالعتيرة؟ قال: «العتيرة حق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قالوا: يا رسول الله، الفرع؟ قال: «حق، فإن تركته حتَّى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله، أو تعطيَه أرملة خير من أن تذبحه فيلصَق لحمُه بوبره فتكفيء إناءك وتُوَلِّه ناقتَك». قالوا: يا رسول الله، فالعتيرة؟ قال: «العتيرة حق».


1. شرح المفردات:


● الفرع: أول نتاج الناقة، كان أهل الجاهلية يذبحونه لأصنامهم ويتبركون به.
● بكرًا: الفتيّ القوي الذي بلغ سنّ القوة والنضج.
● في سبيل الله: في الجهاد، أو في وجوه الخير عامة.
● أرملة: المرأة التي فقدت زوجها ولا معيل لها.
● يلصق لحمه بوبره: كناية عن هزال الناقة وضعفها بحيث لا يُنتفع بلحمها.
● تكفيء إناءك: تميله وتقلبه لعدم وجود ما يملؤه.
● توله ناقتك: تتركها تتعب وتتألم من الهزال.
● العتيرة: الذبيحة التي كانت تذبح في رجب، وكان أهل الجاهلية يتقربون بها لأصنامهم.


2. شرح الحديث:


سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم "الفرع" و"العتيرة"، وهما عادة من عادات الجاهلية، فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهما "حق"، لكن بشرط أن يُخرجا لوجه الله تعالى، لا للأصنام.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الأفضل في "الفرع" ألا يذبح وهو صغير ضعيف، بل يترك حتى يشتد عوده ويقوى، فيكون أنفع للصاحب، إما بأن يركبه في الجهاد في سبيل الله، أو يتصدق به على أرملة محتاجة، فهذا خير من ذبحه وهو ضعيف هزيل، حيث لا يُنتفع بلحمه، فيضيع الخير على صاحبه وعلى المحتاجين.
أما "العتيرة" فأكد النبي صلى الله عليه وسلم أنها حق، لكن بشرط أن تكون ذبيحة لله تعالى، لا للأصنام، وأن تكون على الوجه الشرعي.


3. الدروس المستفادة:


1- تحويل العادات الجاهلية إلى عبادات: الإسلام لم يلغِ كل عادات الجاهلية، بل صحح ما يمكن تصحيحه ووجهه لوجه الله تعالى.
2- الحكمة في الإنفاق: التوجيه إلى تأخير ذبح الحيوان حتى يقوى وينتفع به بشكل أكبر، إما بالجهاد أو الصدقة على المحتاجين.
3- الرحمة بالحيوان: النهي عن ذبح الحيوان وهو هزيل لا يُنتفع بلحمه، لأنه إضاعة للمال وتعذيب للحيوان.
4- تشجيع الصدقة: الحث على مساعدة المحتاجين، كالأرامل والفقراء، وتقديم ذلك على بعض العبادات الأخرى.
5- إبطال الشرك: التأكيد على أن جميع العبادات يجب أن تكون خالصة لله تعالى، لا لأي أصنام أو أوثان.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والنسائي، وابن ماجه، وصححه الألباني.
- الفقهاء اختلفوا في حكم "العتيرة"، فمنهم من قال بأنها منسوخة، ومنهم من قال بأنها مستحبة، والأرجح أنها جائزة إذا أخرجت لوجه الله تعالى.
- الحديث يدل على سماحة الإسلام ومرونته، حيث لم يلغِ كل ما كان في الجاهلية، بل صحح ووجه.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٤٢)، والنسائي (٤٢٢٥)، والإمام أحمد (٦٧١٣)، والحاكم (٤/ ٢٣٦) كلّهم من طريق أبي داود بن قيس قال: سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو فذكره. وسياق المتن للنسائي ونحوه للحاكم، ولكنه لم يذكر العتيرة، وزاد أبو داود وأحمد في أوله حديث العقيقة.
تنبيه: وقع إسناد النسائيّ في المطبوع هكذا قال: سمعت عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، وزيد بن أسلم قالوا فذكره، وسقط منه «عن أبيه» الثانية، وهي مثبتة كما في تحفة الأشراف (٦/ ٣١٣) والمراد به الصحابي عبد الله بن عمرو.
وأمّا من طريق زيد بن أسلم فهو مرسل.
وأمّا إسناد عبد الله بن عمرو فهو حسن لأجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقوله: «حتى يكون بكرا» البَكْر بالفتح: الفتي من الإبل بمنزلة الغلام من الناس. وزاد في لفظ أبي داود وأحمد: «حتى يكون بكْرا شغزبا ابن مخاض أو ابن لبون».
قال الخطّابي: هكذا رواه أبو داود وهو غلط والصواب: «حتَّى يكون بكرا زُخربا» وهو الغليظ، كذا رواه أبو داود وغيره.
قال: ويشبه أن يكون حرف الزاي قد أُبدل بالسين لقرب مخارجهما، وأبدل الخاء غينا لقرب مخرجهما فصار «سغربا» فصحَّفه بعض الرواة فقال: «شغزبا» اهـ.
وابن مخاض: ما أتى عليه عام ودخل في الثانية.
وابن لبون: ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة.
وقوله: «فيلصق لحمه بوبره» أي: يلصق لحم الفرع أي ولد الناقة بوبره لكونه قليلًا غير سمين.
وقوله: «فتكفيء إناءك» أي: تكب إناءك لأنه لا يبقى لك لبن تحلبه فيه.
وقوله: «وتوله ناقتك» بتشديد اللام قال الخطّابي: أي تفجعها بولدها، وأصله من الوَلَه وهو
ذهاب العقل من فقدان الولد» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 78 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

  • 📜 حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الفرع حق فإن تركته حتى يكون بكرًا فتحمل عليه في سبيل الله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب