حديث: لا فرع ولا عتيرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في النهي عن الفرع والعتيرة

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: لا فرع ولا عتيرة.
والفرع: أوّلُ النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب.

متفق عليه: رواه البخاري في العقيقة (٥٤٧٣)، ومسلم في الأضاحي (٣٨: ١٩٧٦) كلاهما من طريق معمر، أخبرنا الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: لا فرع ولا عتيرة.
والفرع: أوّلُ النتاج كانوا يذبحونه لطواغيتهم، والعتيرة في رجب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
شرح الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: "لَا فَرْعَ وَلَا عَتِيرَةَ".
هذا الحديث من جوامع كلمه ﷺ، وهو يبطل عادة من عادات الجاهلية ويؤكد على مخالفتهم في شعائرهم الباطلة.


1. شرح المفردات:


* لَا: نافية للجنس، تبطل وتنفي وجود الشيء أو مشروعيته.
* فَرْعٌ: هو أول النتاج (أول ما تنتجه الإبل أو الغنم من مواليد) كان أهل الجاهلية يذبحونه لآلهتهم (الطواغيت) إذا بلغ سناً معيناً (كأن يكون قوياً يمكن騎ه أو يحمل عليه)، ظناً منهم أن هذا يبرك لهم في باقي القطيع.
* عَتِيرَةٌ: هي الذبيحة التي كانوا يذبحونها في شهر رجب خاصة، ويتقربون بها إلى أصنامهم. وكانوا يسمونها أيضًا "الرجبية".


2. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


معنى قول النبي ﷺ "لَا فَرْعَ وَلَا عَتِيرَةَ" هو نفيٌ لهاتين العبادتين والعادتين الجاهليتين وإبطالٌ لشرعيتهما في الإسلام.
فقد جاء الإسلام ليطهر العقيدة من كل شرك، ويوحّد القصد والعبادة لله وحده لا شريك له. وكان من أهم مظاهر الشرك في الجاهلية الذبائح التي تقدم للأصنام والطواغيت. فأبطل النبي ﷺ هذه العبادات والطقوس جملة وتفصيلاً، وأخبر أن لا مكان لها في دين الله الحق.
فالحديث تحذير من التشبه بالكفار في عباداتهم وعاداتهم، وتأكيد على أن جميع أنواع القربات والذبائح يجب أن تكون خالصة لله تعالى، وعلى الوجه الذي شرعه في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- توحيد الله في العبادة: من أعظم مقاصد الحديث تأكيد توحيد الله تعالى في الذبح والتقرب، فالذبح لغير الله شرك أكبر.
2- مخالفة أهل الجاهلية: الإسلام يريد للمسلم أن يكون مميزاً في عباداته وتقاليده، فلا يتشبه بأهل الجاهلية ولا بغيرهم من الكفار في طقوسهم الدينية.
3- الذباح مشروعة لله وحده: الذبح شعيرة عظيمة، وهي من أجل القربات، فلا تُصرف إلا لله تعالى، سواء كان ذبح نسك (كالأضحية والعقيقة والهدي) أو ذبح عادي للأكل (يُسمي باسم الله عليه).
4- إبطال البدع والخرافات: يبين الحديث موقف الإسلام من العادات والبدع التي لا أصل لها في الشرع، فيجب تركها ومحاربتها.
5- قاعدة شرعية مهمة: الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يرد دليل بالشرعية، فلا يُتقرب إلى الله إلا بما شرعه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، مما يدل على عظم مكانته وصحته.
* ذهب جمهور العلماء إلى أن النفي في الحديث ("لا فرع ولا عتيرة") هو نفي للشرعية، أي أنه ليس في الإسلام فرع ولا عتيرة بالمعنى الجاهلي، وليس نفيًا للوجود.
* لا تعارض بين هذا الحديث وبين مشروعية العقيقة عن المولود (ذبح شاتين عن الغلام وشاة عن الجارية في اليوم السابع)، لأن العقيقة سنة مؤكدة شرعها الإسلام وقصد بها وجه الله، وهي تختلف تماماً في مفهومها وهدفها عن "الفرع" الجاهلي.
* كذلك، لا تعارض مع استحباب الصيام والتطوع بالعبادة في شهر رجب وغيره من الأشهر الحرم، ولكن المقصود إبطال الذبيحة الخاصة (العتيرة) التي كانت تذبح تقرباً للأصنام في هذا الشهر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق سنة نبيه ﷺ واجتناب البدع والمنكرات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العقيقة (٥٤٧٣)، ومسلم في الأضاحي (٣٨: ١٩٧٦) كلاهما من طريق معمر، أخبرنا الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة فذكره.
قوله: «والفرع: أول النتاج ....» الخ قال الخطابي: أحسب التفسير فيه من قول الزهري، وأيّده الحافظ في الفتح (٩/ ٥٩٧).
قال الأعظمي: وفي تفسير الفرع نظر فإن أبا داود رواه بسند صحيح عن الزهري عن سعيد (هو ابن المسيب) قال: الفرع أول النتاج، كان يُنتج لهم فيذبحونه.
وفي رواية للنسائي (٤٢٢٣) من طريق شعبة، عن معمر وسفيان (هو ابن حسين) عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال أحدهما: نهى رسول الله ﷺ عن الفرع والعتيرة وقال الآخر: «لا فرع ولا عتيرة».
سبق أن معمرا رواه بلفظ: «لا فرع ولا عتيرة» وهذا يعني أن الذي رواه بلفظ: «نهى» هو سفيان بن الحسين الواسطي وإن كان ثقة إلا أنه ضُعّف في الزهري. قال ابن عدي: «هو في غير الزهري صالح الحديث، وفي الزهري يروي أشياء خالف الناس».
وعليه فالمحفوظ لفظ الصحيحين: «لا فرع ولا عتِيرة».
وقوله: «لا فرع» الفرع بالفاء والراء المفتوحتين وجمعها فراع، وفُسِّر كما جاء في آخر الحديث أنه أول نتاج الإبل أو الغنم، كان أهل الجاهلية يذبحونه لأصنامهم.
وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تمّت إبلُه مائة قدّم بكرًا فنحره لصنمه.
وقوله: «ولا عتيرة» العَتيرة بفتح المهملة وكسر المثناة بوزن عظيمة وفسرت في الحديث بأنها الشاة تذبح في شهر رجب.
وقال أبو عبيد: العتيرة هي الرجبية ذبيحة كانوا يذبحونها في الجاهلية في رجب يتقربون بها لأصنامهم. وقال غيره: العتيرة نذر كانوا ينذرونه، من بلغ ماله كذا أن يذبح من كل عشرة منها رأسا في رجب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا فرع ولا عتيرة

  • 📜 حديث: لا فرع ولا عتيرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا فرع ولا عتيرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا فرع ولا عتيرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا فرع ولا عتيرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب