حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قتل الحيات

عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة، أنه قال: دخلت على أبي سعيد الخدري، فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى قضى صلاته، فسمعت تحريكا تحت سرير في بيته، فإذا حية، فقمت لأقتلها، فأشار إلي أبو سعيد أن اجلس، فلما انصرف، أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، فقال: إنه قد كان فيه فتى حديث عهد بعرس، فخرج مع رسول الله ﷺ إلى الخندق، فبينا هو به، إذ أتاه الفتى يستأذنه، فقال: يا رسول الله! ائذن لي أحدث بأهلي عهدا، فأذن له رسول الله ﷺ، وقال: «خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك بني قريظة» فانطلق
الفتى إلى أهله، فوجد امرأته قائمة بين البابين، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها، وأدركته غيرة، فقالت: لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك، فدخل، فإذا هو بحية منطوية على فراشه، فركز فيها رمحه، ثم خرج بها، فنصبه في الدار، فاضطربت الحية في رأس الرمح، وخر الفتى ميتا، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا، الفتى أم الحية؟ فذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ فقال: «إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا، فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك، فاقتلوه، فإنما هو شيطان».
وفي لفظ: «إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر» وقال لهم: «اذهبوا فادفنوا صاحبكم».

صحيح: رواه مالك في الاستئذان (٣٣) عن صيفي، مولى ابن أفلح، عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة، أنه قال: فذكره.

عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة، أنه قال: دخلت على أبي سعيد الخدري، فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى قضى صلاته، فسمعت تحريكا تحت سرير في بيته، فإذا حية، فقمت لأقتلها، فأشار إلي أبو سعيد أن اجلس، فلما انصرف، أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا البيت؟ فقلت: نعم، فقال: إنه قد كان فيه فتى حديث عهد بعرس، فخرج مع رسول الله ﷺ إلى الخندق، فبينا هو به، إذ أتاه الفتى يستأذنه، فقال: يا رسول الله! ائذن لي أحدث بأهلي عهدا، فأذن له رسول الله ﷺ، وقال: «خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك بني قريظة» فانطلق
الفتى إلى أهله، فوجد امرأته قائمة بين البابين، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها، وأدركته غيرة، فقالت: لا تعجل حتى تدخل وتنظر ما في بيتك، فدخل، فإذا هو بحية منطوية على فراشه، فركز فيها رمحه، ثم خرج بها، فنصبه في الدار، فاضطربت الحية في رأس الرمح، وخر الفتى ميتا، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا، الفتى أم الحية؟ فذكرنا ذلك لرسول الله ﷺ فقال: «إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا، فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك، فاقتلوه، فإنما هو شيطان».
وفي لفظ: «إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه، فإنه كافر» وقال لهم: «اذهبوا فادفنوا صاحبكم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث:


رواه الإمام مسلم في صحيحه، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة.

شرح المفردات:


● تحريكا: صوت حركة.
● حية: أفعى.
● حديث عهد بعرس: جديد الزواج.
● يستأذنه: يطلب الإذن.
● ائذن لي أحدث بأهلي عهدا: اسمح لي أن أزور أهلي (زوجته) لأجدد العهد معهم.
● خذ عليك سلاحك: احمل سلاحك معك.
● بني قريظة: قبيلة يهودية كانت معادية للمسلمين.
● أهوى إليها بالرمح: مال إليها بالرمح ليضربها.
● غيرة: غيرته عليها.
● منطوية: ملتفة.
● فركز فيها رمحه: طعنها بالرمح.
● نصبه في الدار: غرس الرمح في الدار.
● اضطربت: تحركت.
● عوامر: جن مسلمون يسكنون البيوت.
● فآذنوه: نادوه وأنذروه.
● فحرجوا عليها: طردوها بصوت أو بضرب خفيف.

شرح الحديث:


1- قصة أبي السائب مع أبي سعيد الخدري:
دخل أبو السائب على أبي سعيد الخدري فوجده يصلي، فجلس ينتظره. سمع صوت حركة تحت السرير، فإذا بحية (أفعى)، فقام ليقتلها، فأشار إليه أبو سعيد أن يجلس ولا يقتلها. بعد الصلاة، أخبره أبو سعيد بقصة الفتى الشاب الذي قتلتْه حية في بيته.
2- قصة الفتى الشاب:
- كان فتى حديث عهد بالزواج، خرج مع النبي ﷺ في غزوة الخندق.
- استأذن النبي ﷺ ليزور أهله (زوجته) فأذن له، ونصحه أن يأخذ سلاحه لأنه يخاف عليه من بني قريظة (اليهود المعاديين).
- ذهب الفتى إلى بيته، فوجد زوجته واقفة بين البابين، فظن بها سوءًا (لغيرته) فأراد أن يطعنها بالرمح.
- نبهته زوجته أن يدخل البيت أولاً ليرى ما فيه، فدخل فوجد حية على فراشه، فطعنها بالرمح وقتلها.
- خرج بالحية المطعونة بالرمح وغرس الرمح في الدار، فاضطربت الحية ومات الفتى في الحال، ولم يُدرَ أيهما مات أولاً.
3- رد فعل النبي ﷺ:
- عندما ذُكرت القصة للنبي ﷺ، أخبر أن في المدينة جنًا مسلمين يسكنون البيوت (يُسمون "عوامر").
- أمر ﷺ إذا رأوا شيئًا من الجن (مثل الحيات) في البيوت، أن ينذروها ثلاثة أيام (بالصوت أو الطرق الخفيف) لتهرب.
- إذا لم تذهب بعد ثلاثة أيام، فليقتلوها، لأنها حينئذٍ تكون شيطانًا كافرًا وليست من الجن المسلمين.
- أمرهم بدفن الفتى المتوفى.

الدروس المستفادة:


1- حرمة قتل الجن المسلمين:
- الحديث يدل على وجود جن مسلمين، وقد نهى النبي ﷺ عن قتلهم مباشرة دون إنذار.
- الإنذار ثلاثة أيام لتمكين الجن المسلمين من الهرب، فإن بقوا بعد ذلك فهم كفار يجوز قتلهم.
2- الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة:
- غيرة الفتى على زوجته محمودة، لكنه كاد يقع في الظن السيء بها لولا نصحها.
- ينبغي التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام، خاصة في أمور العرض والشرف.
3- الأخذ بالأسباب:
- النبي ﷺ نصح الفتى بأخذ السلاح، وهذا دليل على وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله.
4- التعامل مع الحيوانات والجن في البيوت:
- الحديث أصل في كيفية التعامل مع الحيات وغيرها من الحيوانات التي قد تكون من الجن.
- لا يُقتل شيء في البيت مباشرة، بل يُنذر أولاً ثلاث مرات.
5- بركة طاعة النبي ﷺ:
- الفتى لو لم يأخذ السلاح كما نصحه النبي ﷺ، لربما قُتل من بني قريظة، لكن الله كتب له أجلاً آخر.
6- الرفق بالحيوان حتى في القتل:
- الأمر بالإنذار أولاً يدل على الرفق حتى بالحيوانات المؤذية.

معلومات إضافية:


● الجن المسلم:
ثبت في القرآن والسنة وجود جن مسلمين، كما في قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ} (الجن:14).
● الحيات والجن:
بعض الحيات قد تكون من الجن، كما في هذا الحديث، لذلك لا ينبغي قتلها مباشرة.
● الإنذار ثلاثاً:
هذا خاص بالبيوت، أما في الصحراء أو خارج البيوت فيجوز قتل الحيات دون إنذار لأنها ليست من عوامر البيوت.
والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (٣٣) عن صيفي، مولى ابن أفلح، عن أبي السائب، مولى هشام بن زهرة، أنه قال: فذكره.
ورواه مسلم في السلام (٢٢٣٦: ١٣٩) من طريق ابن وهب، عن مالك به مثله إلا أن فيه: فجئنا إلى رسول الله ﷺ فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا، فقال: «استغفروا لصاحبكم»، ثم قال: «إن بالمدينة جنا ...» الحديث.
ورواه (٢٢٣٦: ١٤٠) من طريق أسماء بن عبيد، يحدث، عن رجل يقال له السائب وهو عندنا أبو السائب، قال: فذكر القصة وفيها اللفظ الثاني.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 928 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

  • 📜 حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب