حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في قتل الحيات
قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها، فناداني أبو لبابة: لا تقتلها، فقلت: إن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر.
متفق عليه: رواه البخاري في بدء الخلق (٣٢٩٧، ٣٢٩٨)، ومسلم في السلام (٢٢٣٣: ١٢٨) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:
الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه سمع النبي ﷺ يخطب على المنبر يقول: «اقتلوا الحيات، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يطمسان البصر، ويستسقطان الحبل». قال عبد الله: فبينا أنا أطارد حية لأقتلها، فناداني أبو لبابة: لا تقتلها، فقلت: إن رسول الله ﷺ قد أمر بقتل الحيات قال: إنه نهى بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر.
1. شرح المفردات:
● الحيات: جمع حية، وهي نوع من الأفاعي السامة.
● ذا الطفيتين: الحية التي لها خطان أبيضان على ظهرها، وهي شديدة السمية.
● الأبتر: الحية المقطوعة الذنب، أو قصيرة الذنب، وهي أيضًا سامة.
● يطمسان البصر: يسببان العمى أو ضعف البصر بسبب سمهما.
● يستسقطان الحبل: يسببان إسقاط الجنين للحامل.
● ذوات البيوت: الحيات التي تسكن في البيوت وتألف العمران.
● العوامر: التي تعمر البيوت وتتخذها مسكنًا لها.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث يتضمن أمرًا نبويًا بقتل نوعين من الحيات الخطيرة (ذا الطفيتين والأبتر) لشدة ضررهما، حيث إن سمهما قد يؤدي إلى العمى أو إسقاط الجنين. ثم يروي ابن عمر رضي الله عنهما واقعة حدثت معه حيث همَّ بقتل حية، فنهاه أبو لبابة رضي الله عنه، وبيَّن له أن النبي ﷺ نهى بعد ذلك عن قتل الحيات التي تسكن البيوت (العوامر)، وهي التي لا تؤذي غالبًا بل تألف البشر.
وهذا يدل على أن الأمر بقتل الحيات كان في بداية الإسلام للتحذير من ضررها، ثم جاء النهي عن قتل "ذوات البيوت" لحكمة شرعية، وهي أن هذه الحيات قد تكون غير ضارة، بل ربما تكون جِنًّا مسلمًا (كما في بعض الروايات)، أو لأنها لا تؤذي إذا تركت.
3. الدروس المستفادة:
1- تحريم الإضرار والتحذير من الآفات: الشرع يحذر من كل ما يسبب ضررًا للإنسان، ومن ذلك الحيوانات المؤذية.
2- مراعاة التدرج في التشريع: قد ينسخ الحكم أو يخصص بحديث آخر، كما في هذا المثال حيث خُصص الأمر العام بقتل الحيات بالنهي عن قتل ذوات البيوت.
3- الحكمة من النهي عن قتل ذوات البيوت: قد تكون هذه الحيات غير ضارة، أو تكون من الجِنّ المسلمين (كما ورد في بعض الأحاديث)، وفي قتلها إيذاء لهم.
4- التثبت في فهم النصوص: ينبغي للعالم والمتعلم أن يتثبت من فهم النصوص، فقد يظن العامي أن الأمر بقتل الحيات عام، ثم يتبين له التخصيص.
5- الرفق بالحيوان: النهي عن قتل ما لا ضرر منه يدل على رحمة الإسلام حتى بالحيوانات غير المؤذية.
4. معلومات إضافية:
- ورد في رواية أخرى: «إن بالبيوت عوامر، فإذا رأيتم منها شيئًا فحرجوه ثلاث مرات، فإن ذهب وإلا فاقتلوه، فإنه كافر». (رواه مسلم).
أي: أن الحيات التي تسكن البيوت قد تكون من الجن المسلمين، فينبغي إزعاجها أولاً وإعطاؤها فرصة للهرب قبل قتلها.
- يستثنى من النهي الحيات المؤذية كالتي لها سم خطر، فيجب قتلها دفعًا للضرر.
- الفقهاء يستنبطون من هذا الحديث قاعدة: "دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة"، فإذا كان هناك حية مؤذية يجوز قتلها حتى لو كانت في البيت.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه ابن حبان (٥٦٣٨) من طريق ابن وهب قال: أخبرني يونس وغيره، عن ابن شهاب به المرفوع فقط.
ثم قال: قال ابن وهب: وأخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن سالم، عن أبيه، عن النبي ﷺ بذلك وقال: «فمن وجد ذا الطفيتين والأبتر فمن لم يقتلهما فليس منا». وإسناده صحيح، وهو موصول بما قبله.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 930 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 905 لا تلعنوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
- 906 عن النهي عن الضرب في الوجه والوسم في الوجه
- 907 لا تضرب الوجه
- 908 لعن الله الذي وسم الحمار في وجهه
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
- 928 إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام
- 929 أمر النبي ﷺ بقتل ذي الطفيتين لأنه يلتمس البصر ويصيب...
- 930 اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
- 931 نهى رسول الله ﷺ عن قتل الجنان التي في البيوت...
- 932 من ترك شيئا منهن خيفة فليس منا
- 933 من ترك الحيات خيفتهن فليس منا
- 934 من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
- 935 شيطان يتبع شيطانة
- 936 الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
- 937 الطيرة من الشرك
- 938 أقروا الطير على مكناتها
- 939 الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن
- 940 رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها
- 941 يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
- 942 الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن
- 943 إن كان في شيء ففي الربع والخادم والفرس
- 944 إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس
- 945 لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث
- 946 لا هامة ولا عدوى ولا طيرة
- 947 الطيرة على من تطير
- 948 الطيرة من الدار والمرأة والفرس
- 949 دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقل العدد وذهب المال
- 950 من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك
- 951 عقوبة من قال لأخيه يا كافر
- 952 لا ترم أخاك بالفسوق ولا بالكفر
- 953 ليس أحد أحب إليه المدح من الله
- 954 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
معلومات عن حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
📜 حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








