حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في قتل الحيات
صحيح: رواه أبو داود (٥٢٥٠)، وأحمد (٢٠٣٧) كلاهما من حديث عبد الله بن نمير، حدثنا موسى بن مسلم، قال: سمعت عكرمة، يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس، قال: فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أولاً. شرح المفردات:
● الحيات: جمع حية، وهي نوع من الثعابين أو الأفاعي المعروفة.
● مخافة طلبهن: أي خوفاً من أن يطالبن بالثأر أو ينتقمن إذا قُتِلْنَ.
● فليس منا: أي فليس على طريقتنا وسنتنا، أو ليس بذي خلقنا وديننا. وهي صيغة تُقال للذم والتحذير من الفعل، وليس للخروج من الملة.
● ما سالمناهن منذ حاربناهن: أي أن العداوة بيننا وبين هذه الحيات قائمة ومستمرة منذ بدأت، ولم نعقد معها صلحاً أو هدنة.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكم قتل الحيات (الأفاعي)، ويذم أولئك الذين يتركون قتلها خوفاً من أن تطلب ثأرها أو تنتقم لهلاكها.
وقوله: «ما سالمناهن منذ حاربناهن» يشير إلى أن العلاقة بين بني آدم والحيات هي علاقة حرب وعداء منذ القدم، وليست علاقة سلام أو تعايش. وهذا يعود إلى أن الحية كانت سبباً في إخراج آدم وحواء من الجنة، فاستحقت هذه العداوة الأبدية.
ومعنى الحديث: أن من امتنع عن قتل الحية – مع قدرته على ذلك – بسبب خرافة أو اعتقاد خاطئ بأنها سوف تثأر لنفسها أو تنتقم منه أو من أهله، فإن هذا الفعل ينافي ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ليس من هديه ولا من سنته.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- تحريم التشبه بالجاهلية: الحديث ينهى عن التخوّف بالخرافات والأوهام التي كانت سائدة في الجاهلية، من اعتقاد أن للحيوانات روحاً تنتقم أو أن لها تأثيراً غيبياً، وهذا من الشرك الخفي أو وسيلة إليه.
2- وجوب قتل الحيات والأفاعي: يستفاد من الحديث الأمر بقتل الحيات، خاصة تلك المؤذية والضارة، وذلك لدفع أذاها عن النفس والغير. وقد وردت أحاديث أخرى تؤكد على قتل الحيات والعقارب، خاصة في البيوت.
3- الثقة بالله والتوكل عليه: المسلم يتوكل على الله وحده، ولا يخاف من مخلوق، فالأمر كله بيد الله تعالى. ترك قتل مؤذٍ بسبب الخوف منه نوع من عدم الثقة بقدرة الله وحفظه.
4- محاربة الخرافات: الإسلام يحارب جميع أنواع الخرافات والأساطير التي لا أساس لها في العقل أو الشرع، ويؤسس لعلاقة الإنسان مع المخلوقات على أساس الواقعية والمنفعة ودفع الضرر.
رابعاً. معلومات إضافية مهمة:
- يستثنى من ذلك إذا كانت الحية في الصحراء أو مكان بعيد ولا تؤذي أحداً، فلا داعي لقتلها إلا إذا كانت مؤذية. أما إذا كانت في البيوت أو أماكن العمران، فيستحب قتلها لدفع ضررها.
- وردت أحاديث أخرى تذكر استثناء "الجانَّة" (وهي حية تكون في البيوت ويُعتقد أنها تتخذها مسكناً)، وأنه يُنادِيها ثلاثة أيام قبل قتلها لعلها تخرج، فإن أبت فاقتلها. ولكن بعض العلماء ضعف هذه الأحاديث، والراجح وجوب قتل الحيات في البيوت دون تمييز.
- هذا الحديث لا يعني الإقدام على المخاطر دون احتياط. فإذا كان قتلها يعرض الشخص للخطر، فيجب اتخاذ الوسائل الآمنة لقتلها أو إبعادها.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بما علمنا.
والله أعلم.
تخريج الحديث
وفي الباب عن عباس بن عبد المطلب، أنه قال لرسول الله ﷺ: إنا نريد أن نكنس زمزم وإن فيها من هذه الجنان - يعني الحيات الصغار - فأمر النبي ﷺ بقتلهن.
رواه أبو داود (٥٢٥١)، والضياء في المختارة (٨/ ٣٧٣، ٣٧٢) كلاهما من حديث أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن معاوية، عن موسى الطحان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سابط، عن العباس بن عبد المطلب، فذكره.
قال المنذري في مختصر السنن (٨/ ١٠٥): «في سماع عبد الرحمن بن سابط من العباس بن عبد المطلب نظر، والأظهر أنه مرسل».
قال الأعظمي: يؤيده أن بين وفاة عباس بن عبد المطلب (٣٢ هـ أو ٣٤ هـ) وبين وفاة عبد الرحمن بن سابط (١١٨ هـ) نحو خمس ثمانون سنة.
كما يؤيد رواية الفاكهي فقد رواه في أخبار مكة (١١٦٢) عن محمد بن يحيى الذهلي، عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن موسى الطحان، عن عبد الرحمن بن سابط قال: أراد بنو العباس أن يكنسوا زمزم فقالوا: يا رسول الله ... الحديث.
وأما ما روي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ سئل عن حيات البيوت، فقال: «إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم، فقولوا: أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن نوح، أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن سليمان، أن لا تؤذونا فإن عدن فاقتلوهن» فإسناده ضعيف.
رواه أبو داود (٥٢٦٠)، والترمذي (١٤٨٥)، والنسائي في الكبرى (١٠٧٣٨) كلهم من طريق ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، فذكره. واللفظ للنسائي.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ثابت البناني إلا من هذا الوجه من حديث ابن أبي ليلى».
قال الأعظمي: ابن أبي ليلى الراوي عن ثابت هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 934 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 909 من يسم في الوجه
- 910 لا تسموا بالحريق
- 911 لعن الله من وسَمَ الحمار في وجهه
- 912 يسم شاة في آذانها
- 913 لا أسمه إلا في أقصى شيء من الوجه
- 914 وسم البعير في عجب الذنب بعد نهي النبي ﷺ عن...
- 915 نهى رسول الله عن التحريش بين البهائم
- 916 أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة
- 917 لا تحملوا الحمير على الخيل فإنما يفعل ذلك الذين لا...
- 918 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
- 919 كان للنبي ﷺ في حائطنا فرس يقال له اللحيف
- 920 كنت ردف النبي على حمار يقال له عفير
- 921 ما رأينا من فزع وإن وجدناه لبحرا
- 922 قتل الكلب الاسود البهيم ذي النقطتين
- 923 اقتلوا الأسود البهيم من الكلاب
- 924 أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب
- 925 أمر النبي بقتل الكلاب إلا كلب الصيد والماشية والحرث.
- 926 اقتلوها فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا
- 927 أمر محرما بقتل حية بمنى.
- 928 إذا رأيتم في بيوتكم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام
- 929 أمر النبي ﷺ بقتل ذي الطفيتين لأنه يلتمس البصر ويصيب...
- 930 اقتلوا الحيات وذا الطفيتين والأبتر فإنهما يطمسان البصر
- 931 نهى رسول الله ﷺ عن قتل الجنان التي في البيوت...
- 932 من ترك شيئا منهن خيفة فليس منا
- 933 من ترك الحيات خيفتهن فليس منا
- 934 من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
- 935 شيطان يتبع شيطانة
- 936 الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
- 937 الطيرة من الشرك
- 938 أقروا الطير على مكناتها
- 939 الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن
- 940 رسول الله ﷺ كان يكره الطيرة ويبغضها
- 941 يعجبه الفأل الحسن ويكره الطيرة
- 942 الشؤم في الفرس والمرأة والمسكن
- 943 إن كان في شيء ففي الربع والخادم والفرس
- 944 إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس
- 945 لا عدوى ولا طيرة، إنما الشؤم في ثلاث
- 946 لا هامة ولا عدوى ولا طيرة
- 947 الطيرة على من تطير
- 948 الطيرة من الدار والمرأة والفرس
- 949 دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقل العدد وذهب المال
- 950 من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك
- 951 عقوبة من قال لأخيه يا كافر
- 952 لا ترم أخاك بالفسوق ولا بالكفر
- 953 ليس أحد أحب إليه المدح من الله
- 954 إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم...
- 955 إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
- 956 الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يكذب بالكذبة تحمل عنه حتى...
- 957 لا تكذبوا على أولادكم
- 958 ويل للذي يحدث القوم ثم يكذب ليضحكهم
معلومات عن حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
📜 حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من ترك الحيات مخافة طلبهن فليس منا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








