حديث: إن الله لا يحب المسبلين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن إسبال الإزار أسفل من الكعبين

عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول اللَّه ﷺ إذ لحقنا عمرو بن زرارة
الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي ﷺ يأخذ بناحية ثوبه، ويتواضع لفه، ويقول: «اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك» حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفتَ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، إني أحمش الساقين، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا عمرو بن زرارة، إن اللَّه عز وجل قد أحسن كل خلقه، يا عمرو بن زرارة إن اللَّه لا يحب المسبلين». ثم قال رسول اللَّه ﷺ بكفه تحت ركبة نفسه فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار».

حسن: رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٧) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: فذكره.

عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول اللَّه ﷺ إذ لحقنا عمرو بن زرارة
الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي ﷺ يأخذ بناحية ثوبه، ويتواضع لفه، ويقول: «اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك» حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفتَ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، إني أحمش الساقين، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا عمرو بن زرارة، إن اللَّه ﷿ قد أحسن كل خلقه، يا عمرو بن زرارة إن اللَّه لا يحب المسبلين». ثم قال رسول اللَّه ﷺ بكفه تحت ركبة نفسه فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع:

الحديث:


عن أبي أمامة قال: بينما نحن مع رسول اللَّه ﷺ إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة إزار ورداء قد أسبل، فجعل النبي ﷺ يأخذ بناحية ثوبه، ويتواضع لفه، ويقول: «اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك» حتى سمعها عمرو بن زرارة، فالتفتَ إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، إني أحمش الساقين، فقال رسول اللَّه ﷺ: «يا عمرو بن زرارة، إن اللَّه عز وجل قد أحسن كل خلقه، يا عمرو بن زرارة إن اللَّه لا يحب المسبلين». ثم قال رسول اللَّه ﷺ بكفه تحت ركبة نفسه فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار» ثم رفعها، ثم وضعها تحت ذلك، فقال: «يا عمرو بن زرارة، هذا موضع الإزار».


1. شرح المفردات:


● لحقنا: انضم إلينا وسار معنا.
● حلة إزار ورداء: ثوبان يلبسهما الرجل؛ الإزار للجزء الأسفل، والرداء للجزء الأعلى.
● أسبل: أطال الثوب وأرخاه حتى تجاوز الكعبين.
● يأخذ بناحية ثوبه: يمسك بطرف ثوبه.
● يتواضع لفه: يلين في كلامه وينخفض صوته.
● أحمش الساقين: أي أن ساقيه نحيلتان ودقيقتان، فيستحي من منظرهما.
● المسبلين: الذين يسبلون ثيابهم، أي يطيلونها ويجرونها على الأرض تكبرًا وخيلاء.
● بكفه تحت ركبة نفسه: أي وضع يده تحت ركبته ليبين الموضع الصحيح للإزار.


2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل أبو أمامة -رضي الله عنه- أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله ﷺ، فانضم إليهم عمرو بن زرارة الأنصاري وهو يرتدي ثوبين (إزار ورداء) قد أطالهما حتى تجاوزا كعبيه.
فأخذ النبي ﷺ بطرف ثوب عمرو بن زرارة برفق وأدب، وخفض صوته وهو يقول: «اللهم عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك». وهذا دعاء تواضع وخشوع، يذكّر العبد بنسبه المتواضع وأنه عبد لله، وابن عبد، وابن أمة، فلا ينبغي له أن يتكبر بملبسه أو هيئته.
فلما سمع عمرو بن زرارة هذا الدعاء، أدرك أن النبي ﷺ يعظه وينصحه، فالتفت إليه معتذرًا بأن سبب إطالته للثوب هو استحياؤه من نحافة ساقيه.
فرد عليه النبي ﷺ ردًا حكيمًا مؤدبًا، ناسبًا الصنع إلى الله تعالى: «إن الله قد أحسن كل خلقه»، أي أن خلق الله كله حسن، ولا عيب في خلقته، فلا داعي للاستحياء من شيء خلقه الله. ثم بين له الحكم الشرعي: «إن الله لا يحب المسبلين»، أي الذين يجرون ثيابهم تكبرًا وخيلاء.
ولم يكتفِ النبي ﷺ بالنهي العام، بل بين له عمليًا الموضع الصحيح للإزار، حيث وضع يده تحت ركبته وقال: «هذا موضع الإزار»، وكَرَّر ذلك ثلاث مرات ليثبت المعنى ويؤكده.


3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم الإسبال في اللباس للرجال: إذا كان القصد منه الخيلاء والتكبر، وهو من الكبائر كما في أحاديث أخرى.
● حسن التربية والنصيحة: كان أسلوب النبي ﷺ في النصيحة رقيقًا وغير مباشر في البداية، مما يدل على أهمية اللين والحكمة في الدعوة والتعليم.
● التواضع خلق المؤمن: ذكَّر النبي ﷺ بالانتساب إلى العبودية لله، وهو أعلى درجات التواضع.
● رد الاعتذار الباطل بالحكمة: عندما اعتذر الرجل بنحافة ساقيه، بين له النبي أن خلق الله كله حسن، ولا عيب في خلقته.
● التكرار للتأكيد: كرر النبي ﷺ بيان موضع الإزار ثلاث مرات ليُثبت الحكم ويُزيل اللبس.
● موضع الإزار الشرعي: هو ما بين منتصف الساق إلى الكعب، ولا يجوز تجاوز الكعبين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الإسبال محرم إذا كان للخيلاء، أما إذا كان لغير ذلك (كالإسبال لغير قصد الخيلاء) ففيه خلاف بين العلماء، والأحوط تركه.
- الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يهتم بمظهر أصحابه ويقومهم، مما يدل على أن الإسلام دين الجمال والنظافة والاعتدال.
- في الحديث بيان لرحمة النبي ﷺ وحنكته في التعامل مع أصحابه، حيث لم يوبخه مباشرة، بل نصحه برفق وأدب.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يردنا إليه ردًا جميلًا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٧٧) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي فإنه حسن الحديث، ولكن في الإسناد الوليد بن مسلم وهو مدلس تدليس التسوية إلا أنه صرح بالسماع فيما رواه أحمد (١٧٧٨٢) عنه قال: حدّثنا الوليد بن سليمان (أي ابن أبي السائب) أن القاسم بن عبد الرحمن حدثهم، عن عمرو بن فلان الأنصاري قال: بينا هو يمشي قد أسبل إزاره، إذْ لحقه رسول اللَّه ﷺ، فذكر القصة نحوه.
والقاسم بن عبد الرحمن لم يسمع من عمرو بن فلان وهو ابن زرارة كما في إسناد الطبراني، فقوله: «عن عمرو بن فلان» حكاية لا رواية؛ لأن القصة وقعت له وحذف الواسطة وهو أبو أمامة؛ لأن القاسم بن عبد الرحمن يعرف بصاحب أبي أمامة.
وقد حسّن أيضًا الحافظ ابن حجر في الإصابة (٦٠٣٥) إسناد أحمد، ولم يشر إلى أن القاسم لم يسمعه من عمرو بن فلان.
وفي الباب ما روي عن المغيرة بن شعبة قال: رأيت النبي ﷺ أخذ بحجزة سفيان بن سهل وهو يقول: «يا سفيان بن أبي سهل، لا تسبل إزارك؛ فإن اللَّه لا يحب المسبلين».
رواه ابن ماجه (٣٥٧٤)، وأحمد (١٨١٥١)، وابن حبان (٥٤٤٢) كلهم من طريق شريك، عن عبد اللَّه بن عمير، عن حصين بن قبيصة، عن المغيرة بن شعبة، فذكره.
وشريك هو ابن عبد اللَّه النخعي سيئ الحفظ، وللحديث طرق أخرى مدارها عليه، تفرد بهذه القصة وهو ممن لا يقبل تفرده.
وأما ما روي عن أبي هريرة قال: بيما رجل يصلي مسبلا إزاره، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: «اذهب فتوضأ». فذهب فتوضأ، ثم جاء، ثم قال «اذهب فتوضأ». فقال له رجل: يا رسول اللَّه،
ما لك أمرته أن يتوضأ ثم سكت عنه؟ قال: «إنه كان يصلي وهو مسبل إزاره، وإن اللَّه لا يقبل صلاة رجل مسبل».
رواه أبو داود (٦٣٨، ٤٠٨٦) والبيهقي (٢/ ٢٤١) كلاهما من حديث موسى بن إسماعيل، حدّثنا أبان بن يزيد العطار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أحمد (٢٣٢١٧) من وجه آخر عن أبان وهشام الدستوائي كلاهما عن يحيى بإسناده إلا أنه أبهم ذكر الصحابي.
وإسناده ضعيف من أجل أبي جعفر قال عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي: «أبو جعفر هذا رجل من الأنصار»، وبهذا جزم ابن القطان وقال: إنه مجهول، وجهّله أيضًا الذهبي وابن حجر.
وقد قال الترمذيّ: «لا يعرف اسمه».
وقال الحافظ ابن حجر: «من زعم هو محمد بن علي بن الحسين فقد وهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله لا يحب المسبلين

  • 📜 حديث: إن الله لا يحب المسبلين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله لا يحب المسبلين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله لا يحب المسبلين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله لا يحب المسبلين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب