حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كشف الفخذ

عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول اللَّه ﷺ سوى ثيابه -قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم أحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».

صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠١) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد ابن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: فذكرته.

عن عائشة قالت: كان رسول اللَّه ﷺ مضطجعًا في بيتي، كاشفًا عن فخذيه، أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول اللَّه ﷺ سوى ثيابه -قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم أحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِي، كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ، وَهُوَ كَذَلِكَ فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَسَوَّى ثِيَابَهُ -قَالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ، وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ! فَقَالَ: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ».


1. شرح المفردات:


* مُضْطَجِعًا: مستلقيًا على جنبه، في حالة راحة واسترخاء.
* كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ، أَوْ سَاقَيْهِ: الفخذ ما بين الركبة والورك، والساق ما بين الركبة والكعب. والحديث فيه بيان أن العورة في تلك الحالة كانت مكشوفة، وهو في بيته وفي حالة استرخاء.
* فَاسْتَأْذَنَ: طلب الإذن في الدخول.
* فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ: لم تظهر له البشاشة والفرح والاهتمام الزائد، ولم تقم من مكانك لاستقباله. الهشاشة: البشاشة وحسن اللقاء.
* وَلَمْ تُبَالِهِ: لم تعره اهتمامًا كبيرًا يتعدى حدود الأدب المعتاد، أي بقيت على حالك الطبيعي.
* فَجَلَسَ... وَسَوَّى ثِيَابَهُ: قام من حالة الاضطجاع إلى الجلوس، وأصلح ثيابه لتغطية ما كان مكشوفًا من جسمه.
* تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ: تتحاشى الملائكة وتتأدب معه لعظم حيائه وأدبه وتقواه.


2. شرح الحديث:


يصور لنا هذا الحديث المشهد التالي:
كان النبي ﷺ في بيته عند أم المؤمنين عائشة في حالة استرخاء وخصوصية، وكان جزء من ساقيه أو فخذيه مكشوفًا، وهذا جائز للرجل مع زوجته في بيته.
* دخول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: لما استأذن أبو بكر ثم عمر، أذن لهما النبي ﷺ وهو على حاله لم يغير من هيئته. وهذا يدل على:
* قوة الصلة والأنسة بين النبي ﷺ وصاحبيه، حيث كانا كأهل بيته، لا يتكلف معهما، وكانا يريان من النبي ﷺ في بيته ما لا يراه الآخرون، مما يدل على قربهما منه ومكانتهما عنده.
* التواضع العظيم للنبي ﷺ، حيث لم يستح من أن يراه أعز الناس عليه على هذه الهيئة في بيته.
* دخول عثمان رضي الله عنه: لما استأذن عثمان، تغيرت هيئة النبي ﷺ تمامًا؛ فجلس وسوى ثيابه ليستر ما كان مكشوفًا. وهذا تصرف لافت دفع عائشة رضي الله عنها لتسأل عن سببه.
* سؤال عائشة وتعجبها: لاحظت عائشة الفرق في معاملة النبي ﷺ للثلاثة، فاستفهمت عن سبب هذا التغيير في هيئته وترحيبه عند دخول عثمان، بعد أن لم يفعل ذلك مع أبي بكر وعمر، الذين هما أعلى منهما منزلة في الصحابة.
* جواب النبي ﷺ المبين للمكانة: أجابها النبي ﷺ جوابًا عظيمًا يبين فيه سبب احترامه وتوقيره لعثمان بن عفان، فقال: «أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ». أي: كيف لا أستحي منه وأتأدب معه، والملائكة الكرام، الذين هم خلق كرام مطهرون، تستحي منه وتتحاشى إكرامًا له وتعظيمًا لشأنه.


3. الدروس المستفادة منه:


1- بيان فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه: الحديث من أعظم الأدلة على منزلة عثمان وفضله، حتى إن الملائكة تستحي منه. وقد ذكر العلماء أن سبب حياء الملائكة منه هو ما اتصف به من الحياء العظيم والتقوى والورع منذ صغره، حتى كان معروفًا بين قومه بـ "عثمان الحيي" قبل الإسلام. وقيل إن الملائكة استحيت منه يوم بيعة الرضوان حين أرسله النبي ﷺ إلى قريش رسولًا، فش
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠١) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد ابن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن عائشة قالت: فذكرته.
ورواه الطحاوي في شرح مشكل الآثار (١٦٩٥) من وجه آخر عن محمد بن أبي حرملة بإسناده بدون الشك بأن الكشف كان عن الفخذ.
ورُوي نحوه عن حفصة بنت عمر بن الخطاب قالت: كان رسول اللَّه ﷺ ذات يوم قد وضع ثوبا بين فخذيه، فذكرت القصة.
رواه أحمد (٢٦٤٦٦)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢١٧ - ٢١٨)، والبيهقي في السنن (٢/ ٢٣١) كلهم من حديث ابن جريج قال: أخبرني أبو خالد، عن عبد اللَّه بن أبي سعيد المدني قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب، فذكر نحوه.
وعبد اللَّه بن أبي سعيد المدني مجهول وهو من رجال التعجيل، والصحيح أن القصة وقعت في
بيت عائشة فمن المستبعد أن تكون حفصة أيضًا موجودة في البيت، أو أنها سمعت من عائشة فرجع الحديث إلى مسند عائشة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

  • 📜 حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب