حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب كشف الفخذ

عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ غزا خيبر، قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلَس، فركب نبي اللَّه ﷺ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي اللَّه ﷺ في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمسّ فخذ نبي اللَّه ﷺ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي اللَّه ﷺ، فلما دخل القرية قال: «اللَّه أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذرين».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الصلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (١٣٦٥: ٨٤) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: فذكره.

عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ غزا خيبر، قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلَس، فركب نبي اللَّه ﷺ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي اللَّه ﷺ في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمسّ فخذ نبي اللَّه ﷺ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي اللَّه ﷺ، فلما دخل القرية قال: «اللَّه أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذرين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

الحديث:


عن أنس أن رسول اللَّه ﷺ غزا خيبر، قال: فصلينا عندها صلاة الغداة بغلَس، فركب نبي اللَّه ﷺ، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي اللَّه ﷺ في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمسّ فخذ نبي اللَّه ﷺ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي اللَّه ﷺ، فلما دخل القرية قال: «اللَّه أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحُ المنذرين».


1. شرح المفردات:


● غزا خيبر: أي قاد الجيش لغزو حصن خيبر الذي كان يسكنه اليهود.
● صلاة الغداة: أي صلاة الفجر.
● بغلَس: في وقت الظلام قبل الإضاءة الكاملة للصباح.
● رديف: راكب خلف الراكب على نفس الدابة.
● زقاق: طريق ضيق أو شارع.
● حسر الإزار: رفع الثوب أو كشفه.
● فساء صباح المنذرين: بئس صباح القوم الذين أنذروا بالعذاب.


2. شرح الحديث:


يصف أنس بن مالك رضي الله عنه أحد مشاهد غزوة خيبر، حيث صلى المسلمون صلاة الفجر في وقت مبكر جدًا (الغلس)، ثم تحرك النبي ﷺ ومعه أبو طلحة وأنس رديفًا على الدابة. أثناء سيرهم في أزقة خيبر، كان أنس قريبًا جدًا من النبي ﷺ حتى إن ركبته كانت تلامس فخذ النبي ﷺ، ثم كشف النبي ﷺ عن فخذه (ربما للتهوية أو لسبب آخر)، فرأى أنس بياض فخذه الشريف. وعند دخولهم القرية، قال النبي ﷺ: "الله أكبر! خربت خيبر"، مبشرًا بانهيار حصونها وهزيمة اليهود، ثم ذكر قاعدة عامة: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين"، أي أن من حلت بهم قوة المسلمين فقد أساؤوا الصباح لأنهم سيهزمون.


3. الدروس المستفادة:


● الجمع بين العبادة والجهاد: حيث بدأ النبي ﷺ اليوم بالصلاة ثم تحرك للقتال.
● القرب من النبي ﷺ وصفاته: وصف أنس دقة ملاحظته وقربه من النبي ﷺ، مما يدل على مدى محبة الصحابة له.
● بياض فخذ النبي ﷺ: هذا يدل على نضارة جسمه ﷺ وكمال خلقته، وهو من علامات النبوة.
● التكبير عند النصر: التكبير عند الغلبة والفتح من سنن النبي ﷺ.
● البشارة قبل التحقق: وذلك من معجزات النبي ﷺ حيث أخبر بانتصار المسلمين قبل أن يتحقق.
● العبرة العامة: أن من نزل بهم جيش الإسلام فقد حل بهم الهلاك والخزي.


4. معلومات إضافية:


- غزوة خيبر كانت في السنة السابعة للهجرة، وانتصر فيها المسلمون انتصارًا عظيمًا.
- قول النبي ﷺ: "إنا إذا نزلنا بساحة قوم..." يعتبر من جوامع كلمه ﷺ، وهي كلمات قليلة تحمل معاني كثيرة.
- هذا الحديث يدل على شجاعة النبي ﷺ حيث كان في مقدمة الجيش.
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا حب نبيه ﷺ واتباع سنته.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الصلاة (٣٧١) ومسلم في النكاح (١٣٦٥: ٨٤) كلاهما من طريق إسماعيل ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: فذكره. واللفظ للبخاري، وفي لفظ مسلم وكذا عند أحمد (١١٩٩٢): «وانحسر الإزارُ عن فخذ نبي اللَّه ﷺ بدلا من»ثم حسر الإزار عن فخذه».
فقوله: «وانحسر الإزار«أي بدون قصد واختيار منه ﷺ.
وأما ما يُذكر أن الفخذ عورة من حديث ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش فكلها معلولة.
قال البخاري رحمه اللَّه تعالى: في كتاب الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ: «ويُروى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد بن جحش، عن النبي ﷺ: «الفخذ عورة» وقال أنس بن مالك: «حسر النبي ﷺ عن فخذه» قال أبو عبد اللَّه: «وحديثُ أنس أسندُ، وحديثُ جرهد أحوطُ حتى يخرج من اختلافهم» انتهى.
البخاري ﵀ يشير إلى أن أحاديث هؤلاء «الفخذ عورة» لا تصح وهو كما قال، فكل حديث من أحاديث هؤلاء فيه علل، وقد بيّن الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٢٤١ - ٢٤٣) علل هذه الأحاديث.
وبعد دراسة هذه العلل تبين لي أنه ليس فيه شيءٌ على شرط الجامع الكامل، ولذا صرفتُ النظر عن تخريجها، وإن كان مجموعها يدل على أن له أصلا إذْ ليس فيهم متهمٌ.
ويمكن الجمع بين هذه الأحاديث وحديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده مرفوعا: «عورة الأمة من السرة إلى الركبة» وهو مخرج في موضعه بأن حديث أنس أن الفخذ ليس من العورة، وإنما العورة هي سوأتان فقط، وحديث عمرو بن شعيب يحمل على الاحتياط، فيكون الفخذ من العورة لأنه شامل لما بين السرة والركبة وإليه أشار البخاري بقوله: «حديث أنس أسند (يعني أن الفخذ ليس من العورة)، وحديث جرهد أحوط (يعني أن الفخذ من العورة).
ثم وقفت على كلام الحافظ ابن القيم: «وطريق الجمع بين هذه الأحاديث: ما ذكره غير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم أن العورة عورتان، مخففة ومغلظة، فالمغلظة: السوأتان، والمخففة الفخذان، ولا منافاة بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة، بين كشفهما لكونهما عورة
مخففة». تهذيب السنن (٦/ ١٧).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

  • 📜 حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب