حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من يُسأل بالله ﷿ ولا يعطي به

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا اللهَ لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ».

صحيح: رواه أبو داود (٥١٠٩)، والنسائي (٢٥٦٨) كلاهما من حديث أبي عوانة (هو وضّاح
اليشكري)، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره.

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا اللهَ لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


* اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ: طلب منكم الحماية والتحصُّن بذكر اسم الله تعالى. أي قال مثلاً: "أعوذ بالله منك" أو "أعذني بالله".
* فَأَعِيذُوهُ: فأجيبوه إلى ما طلب وأعطوه الأمان وحُصِّنوه.
* سَأَلَكُمْ بِاللهِ: طلب منكم حاجةً (مالاً، معونة، عوناً) وتحالف بذكر اسم الله تعالى. أي قال: "أسألك بالله أن تفعل كذا".
* دَعَاكُمْ: دعاكم إلى طعامٍ أو وليمةٍ أو أي شيءٍ فيه إكرام.
* آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا: قدّم لكم خيراً أو صنع معكم معروفاً، سواء كان مالاً أو خدمة أو أي نفع.
* فَكَافِئُوهُ: فكافئوه بمثل ما فعل أو أفضل منه.
* فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا: إن لم تجدوا ما تكافئونه به من مال أو غيره.
* فَادْعُوا اللهَ لَهُ: فادعوا له بالخير والبركة والثواب.
* حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ: حتى يطمئن قلبكم ويغلب على ظنكم أن دعاءكم له قد بلغ منزلة المكافأة، أو أن الله قد أعطاه ثواباً على معروفه.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يوجهنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى مجموعة من الآداب الاجتماعية الرفيعة التي تقوم على تعظيم حرمات الله تعالى ومراعاة حقوق الآخرين. فهو يأمرنا بأن نُجيب من استعاذ أو سأل أو دعا باسم الله، وأن نكافئ من أحسن إلينا، وذلك إجلالاً لله تعالى الذي تُُقسم بحقه وتُطلب حمايته. فمن تحصن باسم الله وجب إجارته، ومن سأل بحقه وجب إعطاؤه، ومن دعا إلى خير وجب إجابته، ومن أحسن إليك وجب رد إحسانه. فإن عجزت عن المكافأة المادية، فالدعاء الصالح له هو البديل الذي يكافئه به الله في الدنيا والآخرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- تعظيم اسم الله تعالى: الحديث يُعَلِّمنا تعظيم اسم الله جل وعلا، فمن استعاذ أو سأل بهذا الاسم الجليل، فإنه يُستجاب له إكراماً لله وتعظيماً لذكره.
2- الحث على إغاثة الملهوف: إعاذة المستعيذ هي شكل من أشكال إغاثة الملهوف وحمايته من الأذى، مما ينشر الأمان في المجتمع.
3- الوفاء بالعهد والاستجابة للدعوة: إجابة الداعي إلى الطعام من كمال المروءة وحسن الخلق، وهي تقوي أواصر المحبة والألفة بين المسلمين.
4- الشكر ومكافأة المحسن: الحديث يأمر بالاعتران بالجميل ومكافأة المحسن، وهذا من كمال الدين وحسن العشرة، لئلا ييأس المحسنون من الخير.
5- التيسير على المعسر: رحمة الإسلام ويسره تتجلى في أن المكافأة ليست محصورة في الماديات، بل إذا عجز الإنسان عنها فإن الدعاء للمحسن يكفي ويُعتبر مكافأة. وهذا باب عظيم للفقراء والمساكين ليردوا الجميل.
6- الدعاء وسيلة عظيمة: بيان مكانة الدعاء وقوته، فهو كنز المسلم الذي لا يفنى، ويمكن أن يكون هديةً ثمينةً يُقدمها المسلم لأخيه.
7- تنمية روح التعاون والتكافل: هذه التوجيهات النبوية تبني مجتمعاً متماسكاً، يعين بعضه بعضاً، ويحترم بعضه بعضاً، ويشكر بعضه بعضاً.

رابعًا. معلومات إضافية:


* هذا الحديث يدل على عظمة منزلة الدعاء، فجعله النبي صلى الله عليه وسلم بديلاً عن المكافأة المادية عند العجز عنها.
* يستثنى من ذلك من كان معروفاً بسوء الخلق أو أنه يكثر من الحلف بالسؤال بالله لأمور تافهة أو لأذية الناس، فلا يُشجع على هذه العادة، ولكن يُعطى مرة أو مرتين مع النصيحة.
* العمل بهذا الحديث من أسباب محبة الله للعبد، لأنه يجله ويعظمه، وفيه أيضًا سبب لنيل محبة الناس وكسب ثقتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على تطبيق هذه الآداب النبوية العظيمة في حياتنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٠٩)، والنسائي (٢٥٦٨) كلاهما من حديث أبي عوانة (هو وضّاح
اليشكري)، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (٥٣٦٥)، وصحّحه الحاكم (٢/ ٦٣ - ٦٤) وقال: «صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه للخلاف الذي بين أصحاب الأعمش».
ورواه أبو داود (١٦٧٢) من حديث جرير، عن الأعمش، بإسناده وصحّحه ابن حبان (٣٤٠٨).
وأخرجه الحاكم (١/ ٤١٢) من حديث عمار بن زريق، عن الأعمش، بإسناده وقال: «صحيح على شرط الشيخين، فقد تابع عمار بن زريق على إقامة هذا الإسناد أبو عوانة، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، عن الأعمش».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 318 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

  • 📜 حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مَن اسْتَعَاذَكُمْ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب