حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيما لا يلبس المحرم من الثياب وأن من لم يجد النعلين فيلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين

عن عبد الله بن عمر، أَنَّ رَجُلل سَأَلَ رَسُول اللهِ ﷺ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِن الثِّيَابِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلا الْعَمَائِمَ، وَلا السَّرَاوِيلاتِ، وَلا الْبَرَانِسَ، وَلا الْخِفَافَ، إِلا أَحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلا الْوَرْسُ».

متفق عليه: رواه مالك في الحجّ (٨) عن نافع، عن ابن عمر، به.

عن عبد الله بن عمر، أَنَّ رَجُلل سَأَلَ رَسُول اللهِ ﷺ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِن الثِّيَابِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لا تَلْبَسُوا الْقُمُصَ، وَلا الْعَمَائِمَ، وَلا السَّرَاوِيلاتِ، وَلا الْبَرَانِسَ، وَلا الْخِفَافَ، إِلا أَحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلا تَلْبَسُوا مِنَ الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ الزَّعْفَرَانُ وَلا الْوَرْسُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي ذكر حديث عظيم، وهو من أصح الأحاديث، رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وهذا الحديث يُعد من الأسس التي تُبنى عليها أحكام إحرام الرجل.
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث، مقسم حسب ما طلبت:

أولاً. شرح المفردات:


● الْمُحْرِمُ: هو الشخص الذي نوى الدخول في نسك الحج أو العمرة ولبى به.
● الْقُمُصُ: جمع "قَمِيص"، وهو الثوب المعروف الذي له أكمام وفتحة للرأس، أي ما يشبه اليوم (الغترة أو الثوب العربي الذي يلبس تحت الشماغ أو ما يشابهه من الملابس المخيطة).
● الْعَمَائِمُ: جمع "عِمَامَة"، وهي ما يُلف على الرأس.
● السَّرَاوِيلاتُ: جمع "سِرْوَال"، وهو ما يلبس على النصف الأسفل من الجسم وله رجلان (مخيط على قدر العورة).
● الْبَرَانِسُ: جمع "بُرْنُس"، وهو ثوب له غطاء للرأس (قلنسوة) متصل به. يشبه في زماننا (المِعْطَف ذا القلنسوة أو الـ"هودي").
● الْخِفَافُ: جمع "خُفّ"، وهو ما يلبس على الرجل من جلد وغيره covering the ankle and above.
● الْكَعْبَيْنِ: هما العظمان الناتئان في أسفل الساق عند مفصل القدم. (كعب القدم هو العظم الأسفل وليس ما يسمى خطأً بالكعب عند البعض).
● الزَّعْفَرَانُ: نبات طيب الرائحة ولونه أصفر مائل إلى الحمرة، كان يستخدم في صبغ الثياب.
● الْوَرْسُ: نبات لونه أصفر، كان يستخدم أيضاً في الصبغ والطيب.

ثانياً. شرح الحديث:


يسأل رجل رسول الله ﷺ عن الملابس التي يجوز للمحرم أن يلبسها، فيجيب النبي ﷺ ببيان المحظور من اللباس، فيقول:
1- نَهَى عن لُبْسِ المخيط: وهو كل ما فُصِّل على قدر البدن أو عضو منه، وذكر أمثلة عليه:
● الْقُمُصُ: النهي هنا عن القميص الذي هو مثال للثوب المخيط على قدر البدن.
● السَّرَاوِيلاتُ: النهي عن السراويل لأنها مخيطة على قدر العورة والفخذين.
● الْعَمَائِمُ: النهي عن العمائم لأنها تُلف على الرأس وتُعتبر في حكم ما يغطيه بشكل محدد.
● الْبَرَانِسُ: النهي عنها لأنها تحتوي على غطاء للرأس (قلنسوة) متصل بالثوب.
الحكمة من النهي عن المخيط: إظهار التواضع والذل لله عز وجل، وترك الزينة والتنعم في هذه العبادة العظيمة، والمساواة بين الناس جميعاً بلباس واحد يشبه الكفن، فيتذكر المحرم الآخرة.
2- نَهَى عن لُبْسِ الخفاف (ما يغطي الكعبين): وذلك لأنه من لباس أهل الترفه والزينة، ولأنه يغطي ما أمر المحرم بإظهاره من القدمين. ولكن النبي ﷺ استثنى من لا يجد النعلين (أي الصنادل التي تكشف القدم ولا تغطي الكعب)، فأباح له لبس الخفين بشروط:
● ألا يجد النعلين أصلاً.
● أن يقطع الخفين أسفل من الكعبين، أي يجعلها قصيرة لا تغطي الكعب، فتصبح كالنعل. وهذا من رحمة الشريعة ورفع الحرج عن الناس.
3- نَهَى عن لُبْسِ الثياب المصبوغة بالطيب (الزعفران أو الورس): والعلة في ذلك أن هذه الصبغات كانت تستخدم للطيب والتجميل، والإحرام حالة يُمنع فيها الطيب ويتجنب فيها كل ما فيه زينة وتطيب. فالنَهي هنا عن لبس الثوب الذي فيه رائحة طيب، وليس عن مجرد اللون.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- بيان محظورات الإحرام: هذا الحديث أصل عظيم في بيان ما يحرم على المحرم لبسه، وهو دليل على اهتمام الشريعة بمظاهر العبادات وأحكامها.
2- التيسير ورفع الحرج: من أعظم الدروس في هذا الحديث التيسير على الناس، كما في استثناء من لا يجد النعلين وإباحة الخفين له مع القطع. قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}.
3- التواضع لله تعالى: الإحرام يذكر المسلم بالآخرة وبالموت، حيث يترك ملابس زينته الدنيوية ويلبس لباساً بسيطاً يشبه الكفن، فيتذلل لعظمة الله.
4- المساواة بين الخلق: عندما يلتزم جميع الحجاج بلباس الإحرام الواحد، تزول الفروق الطبقية والمالية بينهم، ويتجلى معنى الأخوة في الإسلام.
5- الاقتداء بالنبي ﷺ: في وجوب سؤال أهل العلم عن أمور الدين، وفي حرص الصحابة على التفقه في دينهم.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● ملابس الإحرام المشروعة للرجل: هي إزار ورداء، والإزار ما يُغطي أسفل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحجّ (٨) عن نافع، عن ابن عمر، به.
ورواه البخاريّ في الحج (١٥٤٢)، ومسلم في الحج (١١٧٧) كلاهما من طريق مالك، به، مثله. قوله: «الورْس» نبت أصفر طيب الريح يصبغ به.
قال ابن العربي: «ليس الورْس بطيب، ولكنه نبّه به على اجتناب الطيب وما يشبهه في ملاءمة الشّم، فيؤخذ منه تحريم أنواع الطيب على المحرم وهو مجمع عليه فيما يقصد به التطيّب». فتح الباري (٣/ ٤٠٤).
وقوله: «ولا تلبسوا من الثياب شيئًا ...» فيه دليل على أنّ المحرم ممنوع عن استعمال الطيب في بدنه وثيابه رجلًا كان أو امرأة.
وكذلك لا يجوز له أن يشم شيئًا من نبات الأرض مما يعدّ طيبًا كالورد والزّعفران والورس.
واختلفوا في الرّيحان، سئل عثمان عن المحرم: هل يدخل البستان؟ قال: «نعم ويشم الرّيحان». وقال جابر: «لا يشم».
والعُصفر ليس بطيب روي ذلك عن جابر، وإن عائشة لبست الثياب المعصفرة وهي محرمة. ويجوز للمحرم الادّهان إذا لم يكن فيه خلط من الطيب.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 89 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

  • 📜 حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما يلبس المحرم من الثياب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب