حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استعمال الطيب والادهان عند الإحرام

عن عائشة قالت: كأنّي أنظر إلى وَبيص الطّيب في مَفْرَق رسول الله ﷺ وهو محرم.

متفق عليه: رواه البخاري في الحج (١٥٣٨)، ومسلم في الحج (١١٩٠: ٣٩) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم النخعيّ، عن الأسود، عن عائشة، به، واللفظ لمسلم.

عن عائشة قالت: كأنّي أنظر إلى وَبيص الطّيب في مَفْرَق رسول الله ﷺ وهو محرم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (5929) ومسلم (1190) عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
شرح المفردات:
● كأني أنظر: أي كأني الآن أرى بصري ذلك المشهد، وهذا يدل على قوة حفظها وروايته بكل دقة.
● وَبِيص الطِّيب: الوبيص هو البريق واللمعان. والطيب هو العطر الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم قبل إحرامه.
● مَفْرِق رسول الله ﷺ: المفرق هو منتصف الرأس من مقدمة الرأس حيث يُفرق الشعر.
● محرم: أي في حالة الإحرام للحج أو العمرة، وقد نُهي المحرم عن تطييب بدنه أو ثيابه بعد الإحرام.
شرح الحديث:
تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذا الحديث عن دقة observance النبي صلى الله عليه وسلم لأحكام الإحرام، وحرصه على تطبيقها كما أمر الله.
فالحديث يصور لنا مشهداً حياً: النبي صلى الله عليه وسلم قد تطيب قبل أن يحرم، وكان من شدة تطيبه أن أثر الطيب وبريقه كان لا يزال ظاهراً ولمعاناً في مفرق رأسه حتى بعد أن أحرم ولبى بحجته أو عمرته.
وهذا يدل على أمرين عظيمين:
1- استحباب الطيب عند الإحرام: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب عند إحرامه بأجود ما يجد من الطيب، كما في الروايات الأخرى. وهذا الطيب يبقى أثره حتى بعد الدخول في النسك، ولا حرج في ذلك، لأنه طيب قبل الإحرام.
2- دقة امتثال النبي ﷺ للأمر: فلم يلغ الإحرام بوجود أثر الطيب، لأنه من باب البقاء لا من باب التطيب الجديد بعد الإحرام، مما يدل على أن النهي عن الطيب في الإحرام هو عن تطييب البدن أو الثياب بعد الدخول في النسك، أما ما بقي من أثر طيب سابق فلا يؤثر على الإحرام.
الدروس المستفادة والعبر:
1- الحرص على الطيب والرائحة الحسنة: خاصة في أوقات العبادة، فهي من كمال الآداب وحسن الاستعداد لملاقاة الله في المناسك.
2- الفهم الدقيق للشريعة: والتمييز بين ما هو محظور في الإحرام وما هو جائز. فبقاء أثر الطيب بعد الإحرام لا بأس به، بخلاف تطييب الجسم بعد الإحرام.
3- الاقتداء بالنبي ﷺ: في هديه وحاله، حتى في هذه التفاصيل الدقيقة، فهو الأسوة الحسنة.
4- قوة حفظ الصحابة وروايتهم: حيث تنقل لنا عائشة رضي الله عنها أدق التفاصيل كأنها تراها أمامها، مما يزيدنا ثقة بصحة السنة ونقلها.
معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث أصل من أصول فقه الإحرام، واحتج به العلماء على جواز بقاء أثر الطيب على المحرم إذا كان قد تطيب به قبل الإحرام.
- فيه رد على من يتشدد ويقول بمنع أي رائحة طيب للمحرم، والصواب التفصيل كما بينه فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الحج (١٥٣٨)، ومسلم في الحج (١١٩٠: ٣٩) كلاهما من طريق منصور، عن إبراهيم النخعيّ، عن الأسود، عن عائشة، به، واللفظ لمسلم.
وقولها: «وبيص الطيب» وفي رواية أخرى: «وبيص المسك» أي بريقه. يقال: وبص الشيء وبصَّ بصيصًا إذا برق. ذكره الخطابيّ.
وفي الحديث دليل على أن الطيب لو بقي أثره على المحرم في حال إحرامه لا يضره خلافًا لمن كره استعمال الطيب عند الإحرام، أو لمن كره بقاء أثره بعد الإحرام.
وأما ما رواه ابن ماجه (٢٩٢٨) من طريق شريك، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأسود، عن
عائشة، قالت: «كأني أرى وبيص الطيب في مفرق رسول الله ﷺ بعد ثلاثة، وهو محرم» فهو ضعيف؛ لسوء حفظ شريك فإن أحدًا لم يتابعه على قوله «بعد ثلاثة».
وفي الإسناد أيضًا أبو إسحاق وهو مدلّس مختلط، وتابعه إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، ولكن الراوي عنه عطاء بن السائب وهو مختلط أيضًا.
رواه البيهقيّ في الكبرى (٥/ ٣٥)، والصغرى -المنة الكبرى (١٥٠٧) - من حديث سعيد بن زيد، عن عطاء بن السائب.
ولم يكن سعيد بن زيد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

  • 📜 حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب