حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب جواز لبس الخفين من غير قطع، والسراويل من غير فتق لمن لم يجد النعلين والإزار
صحيح: رواه مسلم في الحج (١١٧٩) عن أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، به.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث: عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ».
رواه البخاري ومسلم.
1. شرح المفردات:
* لَمْ يَجِدْ: لم يقدر على الحصول أو لم يتوفر لديه.
* نَعْلَيْنِ: جمع نعل، وهي ما يُلبس في القدم من الحذاء الذي له سِقاء (أي ظهر يغطي القدم) ويظهر منه الكعبان. وهي أشبه بالصندل أو الحذاء المفتوح.
* خُفَّيْنِ: جمع خُف، وهو ما يُلبس في القدم من الجلد أو غيره مما يغطي القدم والكعبين، أي الحذاء المغلق الكامل.
* إِزَارًا: ثوب يلف على نصف الجسم الأسفل (الوسط وما دون)، وهو أحد ثياب الرجال.
* سَرَاوِيلَ: جمع سِرْوَال، وهو ما يُلبس في الرجلين وله خَصْرَان (خصر وساقان)، أي البنطال أواللباس الداخلي.
2. شرح الحديث:
هذا الحديث الشريف يتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي مسح الخفين في الوضوء، وهو من خصائص هذه الأمة ورحمة من الله تعالى بها.
* المقصود الأصلي: ليس المقصود مجرد النصح باختيار نوع الملابس، بل بيان الحكم الشرعي المتعلق بالطهارة. فالحديث يشرح البديل الذي يجوز معه المسح على الخفين بدلاً من غسل الرجلين في الوضوء، وشروط ذلك.
* الشرح التفصيلي:
* قوله: «مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ»: الأصل في المسح على الخفين أن يكون الخف ساترًا للقدم والكعبين، وهذا الشرط متحقق في النعلين (الصندل) إذا كانا ساترين للكعبين. فإذا لم يجد المسلم نعلين (صندلًا) ساترًا للكعبين، فليلبس خفًّا (حذاءً مغلقًا) ساترًا للقدم والكعبين، حتى يتحقق فيه شرط الستر ويباح له المسح عليه.
* قوله: «وَمَنْ لَمْ يَجِدْ إِزَارًا فَلْيَلْبَسْ سَرَاوِيلَ»: هذا القسم الثاني متعلق بستر العورة في الصلاة. فالإزار يكفي لستر العورة. فإذا لم يجد المسلم إزارًا يستر به عورته في الصلاة، فليلبس سراويل (بنطالًا) يستر عورته حتى يصح له أن يصلي فيه.
* الربط بين القسمين: يجمع بينهما أن كلاً منهما بديل شرعي عند فقد الأصل. فمن لم يجد النعل (الأصل للمسح) انتقل إلى الخف (البديل). ومن لم يجد الإزار (الأصل لستر العورة) انتقل إلى السراويل (البديل). وهو يدل على يسر الشريعة ومراعاتها للضرورات والحاجات.
3. الدروس المستفادة منه:
1- يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها: حيث راعت الظروف المختلفة للناس، ولم تكلفهم ما لا يطيقون، بل شرعت لهم البدائل عند العجز عن الأصل.
2- مراعاة الضرورة والحاجة: فالشريعة لا تأتي بالأحكام التعسفية، بل تضع حلولاً عملية لمشاكل الناس اليومية.
3- التدرج في الأحكام وبيان البدائل: وهذا أسلوب تربوي حكيم، يبين أن على المسلم أن يبحث عن الحل الشرعي المناسب إذا تعذر عليه الأصل، ولا ييأس أو يتهاون.
4- الحث على ستر العورة في الصلاة: وهو شرط من شروط صحة الصلاة، والحديث يوجه إلى الوسيلة الممكنة لتحقيق هذا الشرط.
5- بيان مشروعية المسح على الخفين: وهو من خصائص هذه الأمة، والحديث يبين أحد شروطه وهو ستره لمحل الفرض (القدم والكعبين).
4. معلومات إضافية مفيدة:
* هذا الحديث أصل في باب "المسح على الخفين" وهو ثابت بالأدلة الصحيحة المتواترة، وهو قول جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة.
* شروط المسح على الخفين منها: أن يلبسهما على طهارة كاملة (أي بعد غسل القدمين في وضوء سابق)، وأن يكونا ساترين لمحل الفرض، وأن يكون المسح في المدة المحددة شرعًا (يوم وليلة للمقيم، وثلاثة أيام بلياليها للمسافر).
* الحديث يدل على أن أنواع اللباس التي تستر العورة متنوعة، والمهم هو تحقيق الستر بما هو متاح، وليس نوع الثوب بعينه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
اختلف أهل العلم في الجمع بين حديث ابن عمر في قطع الخفين، وحديث ابن عباس فإنه لم يذكر فيه القطع.
فذهب جمهور أهل العلم منهم الإمام أحمد إلى أن حديث ابن عباس عام، وحديث ابن عمر خاص ومقيد، وحمل المطلق على المقيد معروف في الشرع.
وللعلماء توجيهات أخرى ذكرتها في «المنة الكبرى» (٤/ ٣٠) بالتفصيل فراجعه تجد فيه ما يغنيك عن المطولات.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 93 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 68 مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ
- 69 وقت رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة
- 70 عن رسول الله ﷺ أنه وقت لأهل المدينة ذا الحليفة
- 71 هذا وجه مبارك
- 72 لما فتح هذان المصران أتوا عمر
- 73 الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
- 74 اقتلوه
- 75 دخل النبي مكة وعليه عمامة سوداء
- 76 رسول الله على المنبر وعليه عمامة سوداء
- 77 اغتسلي وتهلّي
- 78 كان رسول الله إذا أراد أن يُحرم غسل رأسه بخطمي...
- 79 اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي
- 80 الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه
- 81 تجرّد النبي ﷺ لإهلاله واغتسل.
- 82 من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.
- 83 عائشة تطييب النبي قبل الإحرام وبعد التحلل
- 84 وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ
- 85 كُنَّا نُضَمِّدُ جِبَاهَنَا بِالسُّكِّ عِنْدَ الإِحْرَامِ
- 86 مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
- 87 ابن عمر إذا أراد الخروج إلى مكة ادهن بدهن ليس...
- 88 لَيْتَنِي أَرَى نَبِيَّ اللهِ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ
- 89 ما يلبس المحرم من الثياب
- 90 من لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين
- 91 نهى رسول الله ﷺ أن يلبس المحرم البرنس
- 92 مَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ
- 93 مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
- 94 اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه
- 95 أحدهم آخذ بخطام ناقة النبي والآخر رافع ثوبه يستره من...
- 96 لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس
- 97 نهي النساء في الإحرام عن القفازين والنقاب
- 98 كان رسول الله ﷺ قد رخص للنساء في الخفين
- 99 كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر
- 100 يغسل المحرم رأسه كما رأى رسول الله ﷺ يفعل
- 101 لا أَحِلُّ حتى أنحر
- 102 يُهل رسول الله ﷺ ملبِّدًا
- 103 احتجم النبي وهو محرم
- 104 احتجم النبي ﷺ بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه
- 105 احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم على ظهر القدم.
- 106 احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم من وَثْي كان بوركه.
- 107 أيؤذيك هوام رأسك فاحلق وصم ثلاثة أيام
- 108 احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين
- 109 اضمدهما بالصبر
- 110 حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي
- 111 اشترطي أن محلي حيث تحبسينني
- 112 حجي واشترطي
- 113 الحج للمريض الذي يخاف الحبس
- 114 حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني
- 115 إهداء حمار وحشي لرسول الله ﷺ ورده لأنه حرم
- 116 لولا أنا محرمون لقبلناه منك
- 117 لحم صيد أهدي إلى رسول الله ﷺ وهو حرم
معلومات عن حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
📜 حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








