حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب استعمال الطيب والادهان عند الإحرام
متفق عليه: رواه البخاريّ في الغسل (٢٧٠)، ومسلم في الحج (١١٩٢: ٤٧) كلاهما من طريق أبي عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، به.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي ذكرته، مع بيان معانيه ودروسه، وفق منهج أهل السنة والجماعة.
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5928) ومسلم في صحيحه (رقم 1189)، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بمناسك الحج.
### ثانيًا. شرح المفردات
● يَتَطَيَّبُ: أي يضع الطيب على جسده أو ثيابه.
● مُحْرِمًا: أي دخل في نسك الحج أو العمرة ولبى بهما.
● أَنْضَخُ طِيبًا: "أنضخ" من النضخ، وهو رش الطيب ورشحه، أي يكون فيه أثر الطيب واضحًا.
● لأَنْ أَطَّلِيَ بِقَطِرَانٍ: "أطلي" أي ألطخ جسدي، و"القطران" هو الزفت أو المادة السوداء ذات الرائحة الكريهة التي تُستعمل في طلاء السفن وغيرها.
### ثالثًا. شرح الحديث
يحكي محمد بن المنتشر أنه سأل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن حكم من تطيب ثم أصبح محرمًا (أي دخل في الإحرام بعد أن كان متطيبًا)، فأجابه ابن عمر بأنه لا يحب أن يدخل في الإحرام وهو لا يزال أثر الطيب عليه، بل إنه يفضل أن يلطخ جسده بالقطران ذي الرائحة الكريهة على أن يفعل ذلك (أي أن يصبح محرمًا وعليه أثر الطيب).
ثم إن السائل ذهب إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأخبرها بقول ابن عمر، فأجابته بأنها هي نفسها قد طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه، ثم طاف على نسائه (أي جامعهن)، ثم أصبح محرمًا بعد ذلك.
### رابعًا. الجمع بين قول ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما
هذا الحديث من الأحاديث التي يُضرب بها المثل في الجمع بين أقوال الصحابة رضي الله عنهم، وفيه دليل على أن اختلافهم رحمة ووسعة.
● قول ابن عمر رضي الله عنهما: يمثل جانب الحذر والاحتياط في الدين، خاصة في أمور العبادات. وكان ابن عمر معروفًا بشدة تحريه واتباعه للسنة، فكره أن يبقى أثر الطيب على المحرم عند الإحرام، خشية أن يكون ذلك منافياً لكمال الإحرام أو من محظوراته. وقوله "ما أحب" يفيد الكراهة التنزيهية وليس التحريم، بدليل أنه فضل الطلي بالقطران على ذلك، والقطران ليس محرمًا في ذاته، وإنما كان يقصد المبالغة في بيان كراهة ذلك عنده.
● قول عائشة رضي الله عنها: يبين الجواز وأن الأمر واسع. فقد طيبت النبي صلى الله عليه وسلم عند إحرامه، وكان الطيب باقياً عليه حين دخل في الإحرام، ولم ينكر عليه صلى الله عليه وسلم ذلك، مما يدل على الجواز.
فالحكم الشرعي المستفاد:
أن تطيب الشخص قبل الإحرام ثم دخوله في الإحرام وبقاء أثر الطيب عليه جائز ولا بأس به، وهو قول جمهور العلماء. أما كراهة ابن عمر فكانت من باب الورع والاحتياط للعبادة، وليس لأن الفعل محرم في نفسه.
### خامسًا. الدروس المستفادة والفوايد
1- سعة الشريعة ومرونتها: حيث يتسع الأمر للورع والمحتاط، وللمتسامح الذي يأخذ بالرخصة.
2- أدب الصحابة في الخلاف: فقد نقل محمد بن المنتشر قول ابن عمر لعائشة، ولم يحدث بينهما تجريح أو تخطئة، بل كل منهما استدل بما علم.
3- فضل العلم والسؤال: حيث سأل الرجل عالمين من كبار الصحابة، مما يدل على حرص السلف على سؤال أهل العلم.
4- أن الورع خلق كريم: وإن كان الأولى في هذه المسألة الأخذ بقول عائشة للحديث الذي استدلت به.
5- بيان جانب من جوانب الحياة الزوجية للنبي صلى الله عليه وسلم: حيث كان يطوف على نسائه، وهذا من كمال أخلاقه وعدله بينهن.
### سادسًا. حكم الطيب للمحرم
الطيب من محظورات الإحرام باتفاق العلماء، أما قبل الإحرام فلا بأس به، بل هو مستحب. وأما إذا بقي أثر الطيب بعد الدخول في الإحرام فلا يضر، لأنه ليس من فعله المتعمد بعد الإحرام.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 86 من أصل 689 حديثاً له شرح
- 61 حج به في ثقل النبي ﷺ
- 62 حج الصبي وله أجر
- 63 خروج النبي ﷺ مع عائشة مهلين بالحج
- 64 أهل المدينة يهلون من ذي الحليفة
- 65 ما أهل رسول الله إلا من عند المسجد
- 66 من أهل نجد قرن ومن أهل المدينة ذا الحليفة
- 67 مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ
- 68 مُهَلُّ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ
- 69 وقت رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة
- 70 عن رسول الله ﷺ أنه وقت لأهل المدينة ذا الحليفة
- 71 هذا وجه مبارك
- 72 لما فتح هذان المصران أتوا عمر
- 73 الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام
- 74 اقتلوه
- 75 دخل النبي مكة وعليه عمامة سوداء
- 76 رسول الله على المنبر وعليه عمامة سوداء
- 77 اغتسلي وتهلّي
- 78 كان رسول الله إذا أراد أن يُحرم غسل رأسه بخطمي...
- 79 اغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي
- 80 الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه
- 81 تجرّد النبي ﷺ لإهلاله واغتسل.
- 82 من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.
- 83 عائشة تطييب النبي قبل الإحرام وبعد التحلل
- 84 وَبِيصُ الطِّيبِ في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ ﷺ وَهُوَ مُحْرِمٌ
- 85 كُنَّا نُضَمِّدُ جِبَاهَنَا بِالسُّكِّ عِنْدَ الإِحْرَامِ
- 86 مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
- 87 ابن عمر إذا أراد الخروج إلى مكة ادهن بدهن ليس...
- 88 لَيْتَنِي أَرَى نَبِيَّ اللهِ حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ
- 89 ما يلبس المحرم من الثياب
- 90 من لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين
- 91 نهى رسول الله ﷺ أن يلبس المحرم البرنس
- 92 مَنْ لَمْ يَجِدِ الإِزَارَ فَلْيَلْبَسِ السَّرَاوِيلَ
- 93 مَنْ لَمْ يَجِدْ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ
- 94 اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه
- 95 أحدهم آخذ بخطام ناقة النبي والآخر رافع ثوبه يستره من...
- 96 لا تلبسوا القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس
- 97 نهي النساء في الإحرام عن القفازين والنقاب
- 98 كان رسول الله ﷺ قد رخص للنساء في الخفين
- 99 كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات مع أسماء بنت أبي بكر
- 100 يغسل المحرم رأسه كما رأى رسول الله ﷺ يفعل
- 101 لا أَحِلُّ حتى أنحر
- 102 يُهل رسول الله ﷺ ملبِّدًا
- 103 احتجم النبي وهو محرم
- 104 احتجم النبي ﷺ بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه
- 105 احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم على ظهر القدم.
- 106 احتجم رسول الله ﷺ وهو محرم من وَثْي كان بوركه.
- 107 أيؤذيك هوام رأسك فاحلق وصم ثلاثة أيام
- 108 احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين
- 109 اضمدهما بالصبر
- 110 حُجِّي وَاشْتَرِطِي، وَقُولِي: اللَّهُمَّ مَحِلِّي حَيْثُ حَبَسْتَنِي
معلومات عن حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
📜 حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: مَا أُحِبُّ أَنْ أُصْبِحَ مُحْرِمًا أَنْضَخُ طِيبًا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








