حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء فيمن أحيا حسيرا

روي عن الشعبي أن رسول الله ﷺ قال: «من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها، فسيبوها، فأخذها، فأحياها، فهي له».

حسن: رواه أبو داود (٣٥٢٤، ٣٥٢٥) من حديث حماد بن سلمة، وأبان بن يزيد العطار، وخالد الحذاء كلهم عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن الشعبي فذكره.

روي عن الشعبي أن رسول الله ﷺ قال: «من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها، فسيبوها، فأخذها، فأحياها، فهي له».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع وفق منهج أهل السنة والجماعة:

الحديث:


روي عن الشعبي أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ وَجَدَ دَابَّةً قَدْ عَجَزَ عَنْهَا أَهْلُهَا أَنْ يَعْلِفُوهَا، فَسَيَّبُوهَا، فَأَخَذَهَا، فَأَحْيَاهَا، فَهِيَ لَهُ».


1. شرح المفردات:


● دَابَّةً: كل ما يدب على الأرض من الحيوانات، وغالبًا ما يُقصد بها بهيمة الأنعام كالإبل والبقر والغنم.
● عَجَزَ عَنْهَا أَهْلُهَا: ضعف أصحابها عن رعايتها وإطعامها.
● أَنْ يَعْلِفُوهَا: أن يطعموها العلف، وهو الطعام المخصص للحيوان.
● فَسَيَّبُوهَا: تركها وأهملوها وأطلقوها.
● فَأَحْيَاهَا: أعاد حياتها بالرعاية والعلف والاهتمام.


2. شرح الحديث:


يُبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حكماً شرعياً عظيماً يتعلق بالحيوانات المُهمَلة التي تركها أصحابها بسبب عجزهم عن رعايتها وإطعامها. فمن وجد حيواناً في حالة يُخشى عليها من الهلاك بسبب الجوع أو العطش، وقد تخلى عنه صاحبه، فله أن يأخذه ويقوم على رعايته وإنقاذه من الموت. فإذا فعل ذلك، وأحيا الحيوان بعلفه وسقايته وعلاجه، صار ملكاً له شرعاً.
وهذا الحكم يدخل تحت باب "إحياء الموات" و"اللقطة"، حيث أن الحيوان هنا أشبه بالمال المتروك الذي لا مالك له فعلياً بسبب إهماله، فمن أحياه صار له.


3. الدروس المستفادة منه:


● رحمة الإسلام بالحيوان: شرع الإسلام حفظ حياة الحيوان ومنع إهماله حتى لا يهلك، وجعل إنقاذه سبباً للتملك، تشجيعاً على الرحمة والرفق.
● تشجيع الإحسان والإنقاذ: الحديث يحث على عدم ترك الحيوانات تموت جوعاً، بل encourages الناس على إنقاذها ورعايتها.
● ضبط الملكية بالشرع: بيان أن الملكية في الإسلام لا تقوم على مجرد الحيازة فحسب، بل على أسباب شرعية، ومنها إحياء الموات وإنقاذ الحيوان المهمل.
● التيسير ورفع الحرج: رفع الحرج عن الناس في تملك ما لا مالك له حقيقة، مع مراعاة الشروط الشرعية.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" والطحاوي في "شرح معاني الآثار"، وحسنه بعض العلماء، وهو من الأحاديث التي يعمل بها الفقهاء في أبواب اللقطة وإحياء الموات.
- يشترط الفقهاء لصحة التملك بهذه الطريقة:
- أن يكون الحيوان فعلاً في حالة إهمال تام، وليس له من يرعاه.
- أن يُعلن عن الحيوان إذا كان يُخشى أن يكون له مالك يبحث عنه (مثل اللقطة).
- أن يقوم المُنقذ حقاً برعاية الحيوان وإحيائه، لا أن يأخذه وهو قوي ولا يحتاج للإنقاذ.
- هذا الحكم ينطبق على الحيوانات، وله نظائر في إحياء الأرض الموات وغيرها من الأموال المُهملة.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من الرحماء بالخلق، وأن نقتدي برسول الله ﷺ في كل أمرنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥٢٤، ٣٥٢٥) من حديث حماد بن سلمة، وأبان بن يزيد العطار، وخالد الحذاء كلهم عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن الشعبي فذكره.
وقال في حديث أبان: قال عبيد الله: فقلت: عمن؟ قال: عن غير واحد من أصحاب النبي ﷺ.
قال أبو داود: «وهذا حديث حماد، وهو أبين، وأتم».
وقال في حديث خالد الحذاء: عن عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن، عن الشعبي يرفع الحديث إلى النبي ﷺ أنه قال: «من ترك دابة بمهلك، فأحياها رجل فهي لمن أحياها».
ورواه سعيد بن منصور: ثنا هشيم، ثنا منصور، عن عبيد الله بن حميد الحميري قال: سمعت الشعبي يقول: من قامت عليه دابته، فتركها، فهي لمن أحياها. قال: عمن هذا يا أبا عمرو؟ قال: إن شئت عددت لك كذا وكذا من أصحاب محمد ﷺ. ذكره ابن الجوزي في «التحقيق» (٤/ ٢٤٠)، والبيهقي (٦/ ١٩٨) من هذا الوجه.
قال البيهقي: «هذا حديث مختلف في رفعه، وهو عن النبي ﷺ منقطع. وكل أحد أحق بماله حتى يجعله لغيره».
قال ابن التركماني: «قد قدمناه في باب فضل المحدث أن مثل هذا ليس بمنقطع، بل هو موصول، وإن الصحابة كلهم عدول، وقد ذكرنا في ذلك الباب من كلام البيهقي ما يدل على ذلك».
قال الأعظمي: وهو كما قاله ابن التركماني، وإن كان أكثر أهل العلم مثل الخطابي والبغوي وغيرهما
ذهبوا إلى أنه منقطع.
وفي الحديث علة أخرى، وهي أن عبيد الله بن حميد مجهول. سئل عنه ابن معين، فقال: «لا أعرفه». ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٥/ ٣١١). وأما ابن حبان فذكره في الثقات (٧/ ١٤٤) على قاعدته في توثيق المجاهيل.
وقال بظاهر الحديث أحمد بن حنبل، وإسحاق. وأما أكثر الفقهاء فقالوا: إن ملكها لم يزل عن صاحبها بالعجز عنها، وسبيلها سبيل اللقطة، فإذا جاء ربها وجب على واجدها رد ذلك عليه. أفاده الخطابي.
وقوله: «حسيرا» هو الدابة العاجزة عن المشي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 77 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

  • 📜 حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وجد دابة عجز أهلها فأحياها فهي له

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب