حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن بيع ما لم يقبض
متفق عليه: رواه مالك في البيوع (٤٢) عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهو حديث عظيم في بيان حرص الشريعة الإسلامية على منع أي سبب يؤدي إلى الاحتكار والتلاعب بأسعار السوق وإيذاء المسلمين.
1. شرح المفردات:
* نبتاع الطعام: نشتري الحبوب والقمح والشعير وغيرها من قوت الناس.
* يأمرنا بانتقاله: يأمرنا بنقله وحمله.
* المكان الذي ابتعناه فيه: أي مكان البيع الأصلي، الذي وقعت فيه الصفقة.
* إلى مكان سَوَاء: إلى مكان آخر غير مكان البيع. وقيل "سواء" أي مكان عام معروف للتجارة (كالسوق)، أو مكان تتساوى فيه فرص البيع والشراء للجميع.
* قبل أن نبيعه: أي قبل أن نبيعه نحن للمستهلكين.
2. شرح الحديث ومعناه:
يخبرنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن حال الصحابة في عهد النبي ﷺ، حيث كانوا يشترون الطعام (كمادة تجارية لبيعها وتحقيق ربح) من التجار أو المزارعين. فكان النبي ﷺ يبعث من ينادي عليهم ويأمرهم بنقل هذه المواد الغذائية التي اشتروها من مكان شرائها (كأن يكون عند مزرعة أو على أطراف المدينة) إلى سوق المدينة العام (أو أي مكان مخصص للتجارة) *قبل* أن يعيدوا بيعها للتجار أو للمستهلكين.
الحكمة من هذا الأمر النبوي:
* منع الاحتكار والتلاعب بالأسعار: إذا بقي التاجر في مكان شرائه (مثل أن يكون عند الميناء أو عند المزرعة)، فقد يتمكن من شراء كل المحصول أو معظمه، ثم يتحكم في سعره ويبيعه بثمن مرتفع، لأنه سيصبح المورد الوحيد أو شبه الوحيد لهذه السلعة في السوق.
* إتاحة الفرصة للجميع: بنقل البضاعة إلى السوق العام، تتاح الفرصة لكل التجار والمشترين لمعرفة كمية المعروض من السلعة، فينضبط سعرها بناء على العرض والطلب بشكل طبيعي وعادل، دون تحكم فرد أو فئة قليلة.
* منع ضرر المستهلك: هذا النظام يحمي المستهلك العادي من استغلال التجار وجشعهم، ويضمن وصول السلع الأساسية إليه بأسعار معقولة.
* منع بيع الطعام قبل قبضه: هناك حكمة أخرى، وهي أن في نقل البضاعة "قبض" حقيقي لها، مما يمنع بيعها وهي لم تقبض بعد، وهو أمر نهى عنه النبي ﷺ في أحاديث أخرى (مثل نهيه عن بيع الطعام قبل أن يستوفى).
3. الدروس المستفادة منه:
1- حرص الإسلام على تحقيق العدل في المعاملات: فالشريعة لا تهدف فقط إلى صحة العقد، بل إلى تحقيق العدالة والمنفعة للجميع ودرء الضرر عن المجتمع.
2- مبدأ التدخل لتنظيم السوق: للإمام (وليّ الأمر) الحق والواجب في التدخل لتنظيم السوق إذا رأى في ذلك مصلحة عامة تمنع الظلم والاحتكار، وهذا من مسؤوليته في تحقيق "الحسبة".
3- تحريم الاحتكار: هذا الحديث من الأدلة العظيمة على تحريم الاحتكار، وهو حبس السلع واحتباسها عن الناس مع حاجتهم إليها بهدف رفع سعرها.
4- الحفاظ على الأخوة المجتمعية: النظام الاقتصادي في الإسلام قائم على التكافل والتعاون، وليس على التنافس الجشع الذي يضر بالضعفاء.
5- الفصل بين أماكن الجملة والتجزئة: يفهم من الحديث تشجيع فصل أماكن بيع الجملة عن أماكن بيع التجزئة لضمان الشفافية.
4. معلومات إضافية:
* هذا الحديث أصل عظيم من أصول "فقه السوق" في الإسلام.
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث العديد من الأحكام، منها وجوب نقل السلعة واقتنائها قبل إعادة بيعها، وكراهة بيعها في مكانها قبل نقلها.
* لو طبق هذا المبدأ النبوي في أسواقنا المعاصرة، لاختفت الكثير من مظاهر الغش والاحتكار والاستغلال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
ورواه البخاري في البيوع (٢١٢٣) من وجه آخر عن نافع به نحوه.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 444 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 419 من استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره
- 420 من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح
- 421 لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ
- 422 بيع فضل الماء
- 423 نهي النبي عن بيع الماء الفائض
- 424 نهى رسول الله ﷺ أن يمنع نقع البئر
- 425 ثلاث لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم
- 426 ثلاث فئات لا يكلمهم الله يوم القيامة
- 427 المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ والماء والنار
- 428 ثلاث لا يمنعن: الماء والكلأ والنار
- 429 شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام
- 430 نهى رسول الله ﷺ عن كسب الحجام
- 431 اعلفه ناضحك
- 432 احتجم رسول الله وأمر لأبي طيبة بصاع من تمر.
- 433 حجم النبي ﷺ عبدًا فأعطاه أجره
- 434 اعلفه ناضحك وأطعمه رقيقك
- 435 اعلف به الناضح واجعله في كرشه
- 436 أعطي الحجام أجره
- 437 أبو طيبة يحجم النبي ويضع عنه صاعا.
- 438 نهى النبي عن عسب الفحل
- 439 نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض...
- 440 نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب
- 441 نهى رسول الله ﷺ عن ثمن الكلب وعسب الفحل
- 442 عسب الفحل: النهي والرخصة في الكرامة
- 443 حكم بيع الطعام قبل قبضه
- 444 لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
- 445 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الطعام قبل نقله
- 446 يضربون على عهد رسول الله إذا اشتروا طعاما جزافا
- 447 لا تبع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم
- 448 من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه
- 449 إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه
- 450 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الطعام حتى يستوفى
- 451 نهى النبي عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان
- 452 إذا اشتريت بيعا فلا تبعه حتى تقبضه
- 453 لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع
- 454 بعنيه بِوَقِيَّة واستثنيت عليه حملانه إلى أهلي
- 455 اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي
- 456 الولاء لمن أعتق
- 457 لا يبع بعضكم على بيع بعض
- 458 نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد
- 459 لا يَسُم المسلم على سوم أخيه
- 460 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع...
- 461 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
- 462 لا يبع حاضر لباد
- 463 نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر...
- 464 نهينا أن يبيع حاضر لباد
- 465 نهي النبي ﷺ أن يبيع حاضر لباد
- 466 لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من...
- 467 إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد
- 468 نهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع
معلومات عن حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
📜 حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








