حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من اشترط شرطا ليس في كتاب اللَّه فالبيع صحيح، والشرط فاسد

عن عائشة قالت: جاءتني بريرة، فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أَعُدَّها لهم، ويكون ولاؤكِ لي فعل. فذهبت بريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا ذلك عليها، فجاءت من عندهم -ورسول اللَّه ﷺ جالس-، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي ﷺ، فأخبرت عائشة النبي ﷺ، فقال: «خذيها، اشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة، ثم قام رسول اللَّه ﷺ في الناس، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب اللَّه، ما كان من شرط ليس في كتاب اللَّه فهو باطل وإن كان مائة
شرط، قضاء اللَّه أحق، وشرط اللَّه أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق».

متفق عليه: رواه مالك في العتق والولاء (١٧) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: جاءتني بريرة، فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أَعُدَّها لهم، ويكون ولاؤكِ لي فعل. فذهبت بريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا ذلك عليها، فجاءت من عندهم -ورسول اللَّه ﷺ جالس-، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي ﷺ، فأخبرت عائشة النبي ﷺ، فقال: «خذيها، اشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة، ثم قام رسول اللَّه ﷺ في الناس، فحمد اللَّه، وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب اللَّه، ما كان من شرط ليس في كتاب اللَّه فهو باطل وإن كان مائة
شرط، قضاء اللَّه أحق، وشرط اللَّه أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:

الحديث:


عن عائشة قالت: جاءتني بريرة، فقالت: كاتبت أهلي على تسع أواق، في كل عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحب أهلك أن أعدها لهم، ويكون ولاؤكِ لي فعل. فذهبت بريرة إلى أهلها، فقالت لهم، فأبوا ذلك عليها، فجاءت من عندهم -ورسول الله ﷺ جالس-، فقالت: إني قد عرضت ذلك عليهم، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فسمع النبي ﷺ، فأخبرت عائشة النبي ﷺ، فقال: «خذيها، اشترطي لهم الولاء، فإنما الولاء لمن أعتق». ففعلت عائشة، ثم قام رسول الله ﷺ في الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «أما بعد: ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله، ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط، قضاء الله أحق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق».

شرح المفردات:


● بريرة: هي جارية كانت مملوكة لبعض الأنصار، ثم صارت لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
● كاتبت أهلي: أي عقدت مع سادتها عقد كتابة (وهو عقد يعتق بموجبه العبد نفسه بدفع مال لسيده على أقساط).
● تسع أواق: الأوقية هي أربعون درهماً، فتسع أواق هي ثلاثمائة وستون درهماً.
● أعينيني: ساعديني في دفع المال.
● ولاؤك: الولاء هنا هو حق patronage الذي يكون للمعتق بعد عتق عبده.
● اشترطي لهم الولاء: أي اطلبي منهم أن يشترطوا أن الولاء لهم.
● قضاء الله أحق: حكم الله أولى بالاتباع.

شرح الحديث:


1- قصة بريرة مع عائشة:
جاءت بريرة -وهي جارية- إلى عائشة رضي الله عنها تخبرها أنها كاتبت سادتها (أهلها) على عتق نفسها بتسع أواق تدفعها على أقساط (أوقية كل عام). وطلبت من عائشة مساعدتها في دفع هذا المال.
فعرضت عائ عليها أن تدفع المال دفعة واحدة لسادتها، بشرط أن يصبح ولاء بريرة لها بعد عتقها (أي تكون مولاة لعائشة).
وافقت بريرة وذهبت إلى سادتها لعرض هذا الاقتراح، لكنهم رفضوا إلا أن يبقى الولاء لهم.
2- تدخل النبي ﷺ:
سمع النبي ﷺ كلام بريرة، فأخبرته عائشة بالقصة.
فأمرها النبي ﷺ أن تشتري بريرة وتدفع المال، وأن تشترط لسادتها أن الولاء لهم، ثم قال: «فإنما الولاء لمن أعتق».
أي أن الولاء لا يكون إلا للمعتق (أي الذي دفع مال العتق)، وليس لمن اشترطوه.
ففعلت عائشة كما أمرها النبي.
3- الخطبة العامة للنبي ﷺ:
بعد ذلك، قام النبي ﷺ خطيباً في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم بين أن بعض الناس يشترطون شروطاً غير مشروعة، مثل شرط الولاء لغير المعتق.
وأكد أن أي شرط ليس في كتاب الله (أي ليس موافقاً للشريعة) فهو باطل، حتى لو كان مائة شرط.
وختم بأن الولاء حق للمعتق فقط.

الدروس المستفادة:


1- حكم الولاء في الإسلام:
الولاء هو حق للمعتق فقط، ولا يجوز نقله إلى غيره بشرط أو اتفاق، لأنه حق شرعي ثابت بالعتق.
2- بطلان الشروط المخالفة للشريعة:
أي شرط يخالف كتاب الله وسنة رسوله ﷺ فهو باطل، ولا قيمة له ولو تعددت الشروط واتفق عليها الطرفان.
3- وجوب التحاكم إلى شرع الله:
يجب على المسلمين أن يتحاكموا إلى شرع الله في جميع أمورهم، وأن يردوا النزاعات إلى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
4- فضل المساعدة في عتق الرقاب:
تشجع الإسلام على المساعدة في عتق الرقاب، كما فعلت عائشة رضي الله عنها مع بريرة.
5- الحكمة من مشروعية الكتابة:
الكتابة (عتق العبد نفسه بدفع مال) وسيلة مشروعة للعتق، وتخفيفاً عن العبيد.
6- عدل الإسلام مع العبيد:
يظهر من القصة حرص الإسلام على تحرير الرقاب وإعطاء كل ذي حق حقه.

معلومات إضافية:


● الولاء: هو نوع من النصرة والقرابة الحكمية، يكون بين المعتق وعتيقه، بحيث يرث المعتق عتيقه إذا لم يكن له وارث.
- هذه القصة من الأحاديث التي أصلت لقاعدة فقهية مهمة وهي: "كل شرط خالف كتاب الله فهو باطل".
- الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في العتق والولاء (١٧) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاري في البيوع (٢١٦٨) من طريق مالك، به. ورواه مسلم في العتق (١٥٠٤) من وجه آخر عن هشام، به، ومن طرق أخرى عن عائشة.
وبهذا الحديث استدل ابن الجوزي في التحقيق (٤/ ٣٨): إذا باعه بشرط العتق فالشرطه والبيع صحيحان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 455 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

  • 📜 حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب