حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب النهي عن بيع الحاضر للبادي
متفق عليه: رواه البخاري في البيوع (٢١٥٨)، ومسلم في البيوع (١٥٢١) كلاهما من طريق معمر، عن عبد اللَّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، فيه نهي عن معاملتين من المعاملات التي تؤثر على السوق وتضر بأهلها. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 2160) ومسلم في صحيحه (رقم 1522) عن طاوس، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ تُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ، وَأَنْ يَبِيعَ حَاضِرٌ لِبَادٍ. قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: مَا قَوْلُهُ «حَاضِرٌ لِبَادٍ»؟ قَالَ: لَا يَكُنْ لَهُ سِمْسَارًا".
### ثانياً. شرح المفردات
● تُتَلَقَّى الرُّكْبَانُ: التلقي هو الخروج لاستقبال القادمين قبل وصولهم إلى السوق. والرُّكبان: هم المسافرون القادمون على دوابهم (إبل، خيل، إلخ) يحملون بضائعهم لتجارة.
● حَاضِرٌ: هو ساكن المدن والأمصار، المطلع على أحوال السوق وأسعاره.
● بَادٍ: هو ساكن البادية، القادم إلى المدينة بتجارته، وهو غالباً جاهل بأحوال السوق وأسعاره الحقيقية.
● سِمْسَارًا: الوسيط أو الدلال الذي يتوسط في البيع والشراء لقاء عمولة.
### ثالثاً. شرح الحديث
ينهى النبي ﷺ في هذا الحديث عن أمرين:
1- نهيه عن تلقّي الركبان:
وهو أن يخرج تجار المدينة لاستقبال القادمين من البادية (الرُّكبان) الذين يحملون بضائعهم (كالتمر، الحبوب، المواشي، الأصواف... إلخ) قبل أن يصلوا إلى السوق. فيعرضون عليهم شراء بضائعهم بأسعار زهيدة، وهم لا يعلمون القيمة الحقيقية لبضائعهم في سوق المدينة، فيظنون أن هذا هو السعر السائد. فيبيعونها، وعندما يدخلون السوق يكتشفون أنهم قد خدعوا وباعوا بثمن أقل من قيمتها الحقيقية. هذا الفعل هو نوع من الغش والاحتكار والاستغلال، وهو محرم.
2- نهيه عن بيع الحاضر للبادي:
ومعناه: أن يقوم شخص من أهل المدينة (الحاضر) بالبيع بالنيابة عن البدوي (البادي) أو التوسط له في البيع دون أن يكون وكيلاً معتمداً منه، أو أن يشتري منه بضاعته ثم يبيعها هو بنفسه بربح دون علم البائع الأصلي. فكأن الحاضر يصبح وسيطاً (سمساراً) غير أمين، يستغل جهل البدوي بأحوال السوق ليكسب على حسابه. وهذا أيضاً من الغش والاستغلال المحرم.
وقد أوضح ابن عباس رضي الله عنهما معنى "لا يكن له سمسارا" أي لا يتولى البيع عنه دون إذنه ورضاه، ويأخذ عمولة دون فائدة تذكر للبائع الأصلي، بل يستغل حاجته وجهله.
### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث
1- تحريم الغش والاستغلال في التجارة: الإسلام يحرم أي شكل من أشكال الغش أو الاستغلال، خاصة استغلال جهل الطرف الآخر أو حاجته.
2- إقامة العدل في المعاملات: على المسلم أن ينصح لأخيه ولا يبيعه إلا بما هو سائد في السوق، وأن يخبره بالأسعار الحقيقية.
3- تحريم الاحتكار والتلاعب بالسوق: تلقّي الركبان يؤدي إلى احتكار البضائع قبل وصولها للسوق، مما يضر بمصلحة البائع والمستهلك معاً.
4- الحفاظ على حقوق الضعفاء وغير المطلعين: الحديث يحمي سكان البادة البسطاء من استغلال سكان المدن الأكثر خبرة بالسوق.
5- وجوب التوثق والشفافية في البيع: البيع يجب أن يكون عن رضا واطلاع كامل من الطرفين على قيمة السلعة وسعرها السوقي.
خامساً:
معلومات إضافية- هذا النهي للتحريم، وهو من كبائر الذنوب إذا قصد به الغش والاستغلال.
- إذا كان التلقي أو الوساطة برضا البادي ومعرفته الكاملة بالسعر، وبشروط عادلة، فلا بأس فيها. كأن يطلب البدوي من شخص ثقة أن يبيع له لأنه لا يعرف السوق.
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث قواعد عظيمة في "منع الغرر" و"الجهالة" في البيوع، والتي تؤدي إلى النزاع والعداوة.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا ممن ينصحون لإخوانهم، ويبتعدون عن الغش والاستغلال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 463 من أصل 506 حديثاً له شرح
- 438 نهى النبي عن عسب الفحل
- 439 نهى رسول الله عن بيع ضراب الجمل وبيع الماء والأرض...
- 440 نهى رسول الله عن كسب الحجام وكسب البغي وثمن الكلب
- 441 نهى رسول الله ﷺ عن ثمن الكلب وعسب الفحل
- 442 عسب الفحل: النهي والرخصة في الكرامة
- 443 حكم بيع الطعام قبل قبضه
- 444 لا تبيعوا الطعام حتى تستوفوه
- 445 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الطعام قبل نقله
- 446 يضربون على عهد رسول الله إذا اشتروا طعاما جزافا
- 447 لا تبع السلع حيث تبتاع حتى يحوزها التجار إلى رحالهم
- 448 من ابتاع طعاما فلا يبعه حتى يستوفيه
- 449 إذا ابتعت طعاما فلا تبعه حتى تستوفيه
- 450 نهى رسول الله ﷺ عن بيع الطعام حتى يستوفى
- 451 نهى النبي عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان
- 452 إذا اشتريت بيعا فلا تبعه حتى تقبضه
- 453 لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع
- 454 بعنيه بِوَقِيَّة واستثنيت عليه حملانه إلى أهلي
- 455 اشتراط الولاء لمن أعتق في الحديث النبوي
- 456 الولاء لمن أعتق
- 457 لا يبع بعضكم على بيع بعض
- 458 نهى رسول الله أن يبيع حاضر لباد
- 459 لا يَسُم المسلم على سوم أخيه
- 460 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل له أن يبتاع على بيع...
- 461 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه
- 462 لا يبع حاضر لباد
- 463 نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر...
- 464 نهينا أن يبيع حاضر لباد
- 465 نهي النبي ﷺ أن يبيع حاضر لباد
- 466 لا يبع حاضر لباد، دعوا الناس يرزق الله بعضهم من...
- 467 إن النبي ﷺ نهى أن يبيع حاضر لباد
- 468 نهى النبي ﷺ عن تلقي البيوع
- 469 لا يبيع بعضكم على بيع بعض
- 470 نهى رسول الله ﷺ أن يتلقى الجلب
- 471 لا تلقوا الركبان للبيع، ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 472 من تلقى الجلب فاشترى منه فهو بالخيار
- 473 نهي النبي ﷺ عن تلقى الأجلاب حتى تبلغ الأسواق
- 474 من احتكر فهو خاطئ
- 475 النبي ﷺ يبيع نخل بني النضير ويحبس قوت سنتهم
- 476 لا تَنَاجَشُوا
- 477 من حلف بالله كاذبًا في تجارته
- 478 لا تناجشوا
- 479 نهى رسول الله ﷺ عن المحاقلة، والمزابنة، والمعاومة، والمخابرة
- 480 لا تلقوا الركبان للبيع ولا يبع بعضكم على بيع بعض
- 481 من ابتاع شاة مصراة فهو فيها بالخيار ثلاثة أيام
- 482 لا تُحَفِّلوا الشاة أو اللقحة عند البيع
- 483 من اشترى شاة مصراة فهو فيها بآخر النظرين
- 484 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 485 بيع الحيوان بالحيوان نسيئة
- 486 نهي النبي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ولا بأس به...
- 487 أخذ البعير بالبعيرين إلى إبل الصدقة
معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ أن تتلقى الركبان، وأن يبيع حاضر لباد
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








